وائل الحساوي
كلمات مسؤولة من مسؤول كبير، تلك هي كلمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين، حيث قال: laquo;ما يحدث في سورية غير مقبول وذلك ليس من الدين ولا من القيم والاخلاق، فالحدث أكبر من أن تبرره الاسباب، وفي هذا الصدد تعلن المملكة استدعاء سفيرها للتشاور حول الاحداث الجارية هناكraquo;.
لا توجد دولة عربية لديها علاقات أكبر من علاقات السعودية بدمشق لكن تمادي ذلك النظام ضد شعبه قد أجبر السعودية على اعادة النظر في علاقتها بسورية، ونتوقع من الكويت وبقية دول مجلس التعاون الخليجي ان تحذو حذو السعودية بسحب سفرائها من دمشق كخطوة أولى قبل قطع العلاقات لا ان يتحفنا وكيل وزارة الخارجية بأن السفير السوري باقٍ وسنوفر له الحماية.
لقد صرحت المستشارة الالمانية (ميركل) بأن دول الخليج لا مانع لديها من استخدام القوة ضد سورية (طبعا من الدول الغربية) ولكن لماذا لم يأت ذلك التصريح من دول الخليج بدلا من المستشارة الالمانية؟!
إن كانت دول الخليج مازالت تعتقد بأن هنالك أملاً بأن يتغير النظام السوري ويعود الى رشده فهي واهمة، فهذا النظام الذي تعوّد على ان يلطخ يده بدماء شعبه يعرف بأنه متى مالان ولو شعرة واحدة فإن مصيره هو الانهيار لأنه جسم غريب في جسد ذلك البلد المسلم العريق.
لابد للنائب هايف من الاعتذار
أرسل مسيلمة الكذاب كتابا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه فيه الى اتباعه، وعندما قرأ رسول الله كتاب مسيلمة قال للرسولين اللذين جاءا بالكتاب فما تقولان أنتما؟ قالا: نقول كما قال، فقال رسول الله: laquo;لولا ان الرسل لا تقتل لضربت أعناقكماraquo;.
لاشك ان حماية الرسل وعدم التعرض لهم إذا ما جاءوا برسالة الى اصحاب الشأن هي جزء من المواثيق الدولية التي اتفق عليها الناس في كل عصر، كما ان الاسلام قد جاء ليثبتها ويطالب باحترامها، لذا فإن ما صرح به النائب محمد هايف حول الاستفتاء على هدر دم السفير السوري في الكويت هو خطأ فاحش وجهل بأبسط احكام الدين الاسلامي، ليس فقط لأن السفراء يمثلون الرسل الذين يوصلون الرسائل ولكن لأن السفراء هم من المستأمنين في بلادنا ومتى أهدرنا دماءهم فإن ثقة العالم كله بالمسلمين ستهتز وقد يفعلون الشيء نفسه بسفرائنا.
وماذا إذا اقتنع بعض السفهاء بكلام هايف وقاموا بالانتقام من السفير السوري، فمن سيتحمل وزر هذه الجريمة؟!
إن المطلوب من الأخ محمد هايف هو ان يقدم اعتذاره الصريح عبر وسائل الاعلام عما صرح به فهو في موضع مسؤول ويعبر عن الامة ولا يجوز مثل تلك التصريحات التي يطلقها من باب الحماسة.
- آخر تحديث :
التعليقات