الصحافة البريطانية: quot;الربيع العربيquot; ينتقل لإسرائيل... ونيران الشغب quot;تحرقquot; لندن
quot;الجاني الحقيقيquot;
quot;النجاة من العاصفة والأمان المفتقدquot;...اختارت quot;الديلي تلغرافquot; هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها الأحد الماضي التي تناولت فيها تخفيض التقييم الائتماني للولايات المتحدة الأميركية بسبب الشكوك القوية لدى المؤسسات المالية العالمية بعدم قدرتها على الوفاء بالديون المستحقة عليها في مواعيدها. وترى الصحيفة أن إعادة التقييم هذه ربما لا تعكس حقيقة الوضع الائتماني للولايات المتحدة وقدرتها على سداد ديونها بالضبط، خصوصاً بعد أن أظهر الاقتصاد الأميركي تحسناً في بعض المؤشرات مؤخراً، وخصوصاً مؤشر معدل البطالة، بقدر ما يأتي تعبيراً عن الإحباط تجاه تعثر الطبقة السياسية في الولايات المتحدة في اتخاذ قرار بشأن رفع سقف الائتمان. وترى الصحيفة مع ذلك إن خفض التقييم سيسفر عن سلسلة من الهزات المتلاحقة في الاقتصاد العالمي الذي كان قد اهتز بالفعل اهتزازاً قوياً بعد أسبوع من التوقعات المتشائمة والمضاربات العصبية والمضطربة في السوق. ومما يفاقم من خطورة الوضع - في رأيها - ويعني أن السلامة ما تزال بعيدة هو أن الوضع في أوروبا أسوأ من مثيله في الولايات المتحدة، حيث تخيم أزمة ديون طاحنة على اليونان وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا، ولا يظهر هناك ما يشي بأن النجاة قريبة. والسبب الرئيسي للأزمة الأوروبية كما ترى quot;الجارديانquot; يكمن في quot;اليوروquot;، والحل للأزمة الحالية هو إلغاء نظام العملة الموحدة، أو قصرها على عدد من الدول ذات الاقتصادات القوية القادرة على إدارة التعاملات مع هذه العملة.
الربيع الإسرائيلي
تحت عنوان quot;الإسرائيليون يخرجون في مسيرات احتجاجاً على غلاء المعيشةquot; أوردت quot;الجارديانquot; في عددها الصادر الأحد الماضي تقريراً جاء فيه أن ما يقرب من 250 ألف إسرائيلي قد شاركوا في مسيرات صاخبة مطالبين بخفض تكاليف المعيشة، وذلك في إطار موجة الاحتجاجات التي تضرب إسرائيل في الوقت الراهن، والتي فرضت نفسها على الأجندة السياسية وشكلت ضغطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأشار التقرير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد خطط لتسمية أعضاء فريق على مستوى مجلس الوزراء لمعالجة مطالب المتظاهرين، الذين يتشكلون في معظمهم من الطبقة الوسطى الإسرائيلية المثقلة بأعباء المعيشة المتزايدة على الدوام.
وأشار التقرير إلى أن الاحتجاجات الحالية تشكل ضغطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتضعف من موقفه أمام الفلسطينيين في وقت حرج يسبق قيامهم بالتقدم بطلب للأمم المتحدة للاعتراف بدولتهم الشهر المقبل، كما أن هذه الاحتجاجات تمثل إحراجاً سياسياً له خصوصاً وأنه قد دأب خلال الفترة الأخيرة على التباهي بأن إسرائيل تمثل واحة للاستقرار في الوقت الذي تهز فيه الاحتجاجات الدول العربية المحيطة بها سواء في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا. وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى التصريح الذي أدلى به وزير المواصلات الإسرائيلي quot;موشى كحلونquot; المتحدث باسم الفريق المشكل على مستوى مجلس الوزراء للتعامل مع تداعيات الأزمة وقال فيه quot;إن الأمر يستدعي حلاً عاجلًا حتى لو تكلف مليارات الدولارات، ولكن المشكلة أن هذه المطالب الشعبية تأتي في وقت تشتد فيه أزمة الديون في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا، وهو ما يؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي بالقطعquot;.
الوزير قال أيضاً إن الاحتكارات والفروق الكبيرة في الأجور، قد منعت الكثير من السكان من الإحساس بتأثير التحسن في الاقتصاد الإسرائيلي الذي لم يصل إلى الجميع بالإضافة بالطبع إلى الارتفاع في السلع الغذائية على مستوى العالم مما فاقم من الأعباء المعيشية على السكانquot;.
انتفاضة بريطانية
وتحت عنوان quot;الشغب في المدن البريطانية: ثلاثون عاماً بعد بريكستونquot; رأت quot;الجارديانquot; في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضية أن أعمال الشغب التي اندلعت في quot;توتنهامquot; عقب احتجاج على مقتل أحد السكان المحليين في إطلاق نار مع الشرطة الأسبوع الماضي، هي أسوأ أحداث شغب تشهدها بريطانيا منذ الاضطرابات التي حدثت في مدينتي quot;بريكستونquot; وquot;توكستثquot; عام 1981 ، وأنه على الرغم من مرور ثلاثين عاماً على تلك الأحداث، إلى أن بعض أصداءها كان ملحوظاً بقوة في الاضطرابات الأخيرة: فقد حدثت الاضطرابات في المواقع نفسها، وفي بعض الحالات في الشوارع ذاتها، وانتشرت بالنمط ذاته، بما فيها نهب محلات الملابس وأجهزة التلفزيون، وحرق الأبنية، والتصدي لرجال الشرطة، بل ولرجال الإطفاء في بعض الحالات. ولكنها ترى مع ذلك أن ثمة أشياء مختلفة بين أحداث الماضي وأحداث الحاضر منها على سبيل المثال الدور الذي تلعبه التقنيات الحديثة في الاضطرابات والاحتجاجات الراهنة، وهو ما لم يكن موجوداً إلى حد كبير في اضطرابات الماضي. فهناك الآن استخدام واسع لشبكات التواصل الاجتماعي ورسائل quot;البلاك بيريquot; سواء في الإعداد لبعض المظاهرات وفي تنظيمها عندما تنطلق. بيد أن الصحيفة ترى أن ذلك لا يجعل بريطانيا تغفل أن التظاهرات حتى عندما تتبنى أساليب غير مقبولة كالنهب والسرقة والحرق، فإن أسباب نشوبها غالباً ما تكون مبررة إلى حد كبير. وتنطلق الصحيفة من هذه النقطة لتقول إنه كان هناك فارق آخر كبير بين اضطرابات 1981 ،2011 وهي أن اضطرابات quot;بريكتسونquot; حدثت نتيجة لمشاعر الغضب والاستياء الناجمة عن سوء معاملة الشرطة للسود الذين كانوا يكونون الغالبية العظمى من سكان ذلك الحي. أما الاضطرابات الأخيرة فهي وأن كانت الظروف التي أحاطت بإطلاق النار على quot;مارك دوجانquot; الشاب الذي قتل في توتنهام هي التي فجرتها في الأساس، فذلك لا يعني أبداً أن المعاملة البوليسية السيئة كانت هي السبب، فثمة فوارق كبيرة هذه المرة في تعامل الشرطة الذي أظهر تحسناً كبيراً، كما أن الظروف في quot;توتنهامquot; كانت أفضل كثيراً من ظروف بريكستون عام 1981. لكن ذلك لا يدعو في نظر الصحيفة للتغاضي عن خطورة الأحداث الأخيرة أو تجاهل محاسبة المتسببين فيها، ولكن الوضع يدعو أولاً إلى تفهمها ومعرفة أسبابها ودواعيها، ومن أبرزها البطالة والحرمان والإجراءات التي اتخذتها حكومة الائتلاف البريطاني بتقليص الأنفاق، فهي وإنْ كانت تعبيراً عن الغضب - تماماً كمظاهرات 1981 - إلا أنها أيضاً تمثل دليل إدانة لفشل الدولة البريطانية في العديد من المجالات.
النهاية المحتومة
تحت عنوان quot;المذابح ستنتهي فقط عندما تقترن كلمات الإدانة بالأفعالquot;، كتب quot;روبرت فيسكquot; مقاله في عدد quot;الإندبندنتquot; أول من أمس الثلاثاء، الذي رأى فيه أن بيانات الإدانة وعمليات سحب السفراء الصادرة من عدد من الدول العربية، ومن الأمانة العامة للجامعة العربية ضد بشار الأسد، والهادفة لإقناعه بإيقاف عمليات القتل ضد شعبه، وكذلك التحذيرات الصادرة من روسيا وتركيا - وزيارة وزير الخارجية التركي الأخيرة لدمشق، والدعوات الصادرة من الأمم المتحدة لن تكون كافية وحدها لإيقاف نظام بشار عن الاستمرار في حملته الدموية المستمرة منذ عدة شهور ضد شعبه، فهي وأن كانت مهمة، إلا أنها تأتي متأخرة كثيراً عن موعدها، ولن تقنع في رأيه نظام الأسد الدموي بالتوقف عن نشر الدبابات السورية - التي دفع الشعب السوري ثمنها من قوته كي تحمي بلاده من إسرائيل وليس لقتله هو - في كافة المدن لقمع سكانها، وأن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة وناجزة ضد النظام وبدون ذلك لن يتوقف عما هو ماض فيه لأنه يدرك أنه يخوض معركة النهاية، وأنه لا مفر أمامه سوى الاستمرار فيما يقوم به حتى النهاية المحتومة.
لندن
تفاقم الأزمة المالية في الولايات المتحدة وأوروبا، والتظاهرات الإسرائيلية احتجاجاً على ازدياد تكاليف المعيشة، وأحداث الشغب في عدد من المدن البريطانية، وتواصل المذابح في سوريا... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن قراءة أسبوعية في الصحف البريطانية.
التعليقات