الوطن السعودية

الهجوم الذي وقع يوم الخميس الماضي في إيلات الإسرائيلية واستهدف حافلتين إحداهما تنقل جنودا، سيشعل المنطقة بلا شك، حيث إن إسرائيل كانت في أشد الحاجة لمثل هذا العمل من أجل التصعيد ومحاولة الإفلات من استحقاقات السلام، وإذا لم تكن إسرائيل هي نفسها من تقف خلف هذه العملية بتدبير منها، فإن منفذيها قدموا لإسرائيل خدمة كبيرة في مثل هذا التوقيت بالذات.
إسرائيل قالت إن منفذي الهجمات عبروا إلى إيلات عن طريق سيناء المصرية، وهم بذلك أدخلوا المصريين على خط المشكلة بتهمة التواطؤ غير المباشر، ومثلت الهجمات لهم حجة لشن غارات على قطاع غزة، أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين، وهذه الغارات تستهدف دفع الفلسطينيين للرد وإشعال الوضع بهدف الإفلات من استحقاق سبتمبر المقبل في الأمم المتحدة، والتي تحاول إسرائيل جهدها على كل الأصعدة أن تواجهه، فمؤخرا أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أيالون أن إسرائيل تسعى لتكوين مجموعة من ٦٠ دولة في الأمم المتحدة لرفض طلب عضوية فلسطين في المنظمة، وهو ما يمثل مواجهة للمسعى الفلسطيني الدبلوماسي.
مصر دخلت على خط الموضوع من خلال الاتهامات الإسرائيلية بضعف السيطرة المصرية على صحراء سيناء، ولكن الأخطر هو المناوشات التي جرت على الحدود المصرية الإسرائيلية عقب هذا الهجوم، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، فشوارع القاهرة شهدت يوم أمس الجمعة مظاهرات واحتجاجات أمام السفارة الإسرائيلية، ومصر تقدمت باحتجاج رسمي على الحادث، وهي خطوة دبلوماسية تظهر بجلاء تبدل آليات التعامل المصرية مع إسرائيل، وهو تبدل يدعمه ويدفع به الشارع المصري بكل قوة.
إن انعكاسات هذا الهجوم والتصعيد الإسرائيلي الذي تبعه قد يقودان المنطقة لمزيد من التصعيد، فالأجواء المتوترة تجعل كل الأطراف مؤهلة لتصعيد الموقف، وبالأخص الإسرائيليين الساعين لإيجاد فرصة لإشعال المنطقة والهرب من استحقاقات المضي في عملية السلام.
إن تدخل المجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل بات أمرا ملحا، وإلا ستجد المنطقة نفسها في نفق مظلم من التصعيد مع مرور الوقت.