جهاد الخازن


ربما لا أحتاج اليوم الى أكثر من ترجمة مقدمة عرض الصحف الإسرائيلية الذي أتلقاه كل يوم بالإنكليزية، فقد كان أمس كما يلي:

على الجبهة الديبلوماسية، laquo;معاريفraquo; نشرت سلسلة من المقالات التحليلية التي راجعت الوضع في ضوء الطلب الفلسطيني المتوقع من الأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. وكثير من هذه المقالات ينتقد موقف القيادة الإسرائيلية أو يبدي تشاؤماً. بن كاسبت يلاحظ أنه بعكس تشرين الأول (أكتوبر) 2000 عندما بدأت الانتفاضة الثانية laquo;العالم كله ضدنا (أي ضد إسرائيل) والفلسطينيون يتمتعون بتأييد شبه توافقيraquo;.

بن-درور يميني ينتقد ميل إسرائيل الى القول laquo;لاraquo; في حين تعلم الفلسطينيون أن يقولوا laquo;نعم.raquo; ويشير يميني أنه بدل قبول فكرة دولة فلسطينية مع فرض شروط للقبول فقد laquo;أصرت إسرائيل على خوض معركة أخيرة يائسة ضد المبادرة الفلسطينيةraquo;.

أما يارون ديكيل فينتقد عدم الوصول الى قرار والارتباك داخل القيادة الإسرائيلية، خصوصاً مجموعة الثمانية (من كبار المسؤولين)، ويقول: laquo;إن السياسة الإسرائيلية تبدو غير واثقة من نفسها ومرتبكة وليس عندها خط سياسي متفق عليه. في الواقع يبدو أن الحكومة ليس عندها سياسة إطلاقاًraquo;.

laquo;يديعوت اخرونوتraquo; تنقل عن خبر في laquo;نيويورك تايمزraquo; يتحدث عن أن الإدارة الأميركية بذلت محاولة أخيرة لإعادة إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل للحؤول دون وصول الطلب الفلسطيني الى الجمعية العامة للأمم المتحدة (الخبر نقلته laquo;الحياةraquo; أمس أيضاً). ويقال إن المبادرة الأميركية تقوم على أساس قيام دولة فلسطينية في حدود 1967 مع تبادل أراضٍ متفق عليه، واعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، وذُكِر أن إسرائيل قبلت المبادرة، في حين أن ناطقين فلسطينيين قالوا إنها جاءت متأخرة.

ما سبق هو ترجمتي عن عرض الصحف الإسرائيلية، والإضافات بين أقواس كبيرة هي مني للشرح، وأكمل برأيي العربي في الموضوع:

- المعلقون الإسرائيليون عرضوا بدقة وموضوعية موقف حكومة بنيامين نتانياهو أو عدم وجود موقف واضح لها على وجه التحديد، إلا أنهم لم يقولوا ما هو أوضح من كل ما سبق، ففي إسرائيل حكومة يمينية متطرفة يستحيل عقد سلام معها، لأنها لا تريد السلام، وإنما تريد التفاوض حتى القرن المقبل.

- إدارة أوباما عاجزة عن دفع المفاوضات نحو السلام، فهي أسيرة الكونغرس الذي اشتراه لوبي إسرائيل ووضعه في جيبه (السّيْلة بالتعبير اللبناني) وأيضاً أسيرة انتخابات السنة المقبلة. وأوباما لن يفعل شيئاً مهمّاً على مسار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية قبل تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.

- الاعتراف بدولة فلسطين ليس سبباً لقلق إسرائيل وإنما هو عذر مفضوح وراءه حكومة نتانياهو فيما هي تواصل سرقة أراضي الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم، بل تهجير بدو النقب الذين اضطروا الى مطالبة الأمم المتحدة بحمايتهم.

- أهم من الاعتراف العضوية، وهذه غير ممكنة قبل 2013، فتبقى laquo;دولة فلسطينraquo; بصفة مراقب في الجمعية العامة وهي صفتها الآن، أي لا تغيير.

- يفترض أن تكون الحكومة الإسرائيلية، أي حكومة، معترفة ضمناً بدولة فلسطين، فالمفاوضات منذ بدأت في تسعينات القرن الماضي كانت على التفاصيل، لا على قيامها المتفق عليه.

بكلام آخر، لا أجد في التصويت على laquo;دولة فلسطينraquo; في الجــمعية العامة ما يغير أي وضع قائم. وحرب حكومة نتانياهو عليه مجــرد محاولة أخرى لعرقلة العملية السلمية، مثل اشتراط وجود قوات إســرائيلية في وادي الأردن، أو تجريد الدولة القادمة من السلاح، أو البناء في القدس الشرقية، أو طلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وغداً بعد التصويت ستطلع حكومة نتانياهو بشرط جديد.

[email protected]