راجح الخوري

ليس في وسع الأمين العام لجامعة الدول العربية ان يتحدث بلغة مفهومة عن الوضع السوري ومهمة المراقبين العرب بعد أسبوع على بداية عملهم المعقد وربما المستحيل، ولهذا من الطبيعي ان يخلط الوقائع الميدانية الغامضة بالتمنيات الشخصية الواضحة، لكن كان من الأفضل لو التزم الصمت ريثما يتمكن من ان يقول كلاماً مفيداً!
في 23 من الشهر الماضي عشية وصول المراقبين الى سوريا، قال العربيquot;ان وجودهم في سوريا سيوقف القتالquot; لأن المبادرة العربية دعت الى وقف اعمال العنف والافراج عن المعتقلين وإزالة المظاهر المسلحة والسماح بدخول الإعلام. لكن لا القتل توقف ولا النار همدت ولا بنود المبادرة طبّقت. وهكذا بعد اسبوع على وصول المراقبين سمعنا نبيل العربي يقول كلاماً فيه من التناقض ما ينذر بفشل سريع وذريع للجامعة العربية ومبادرتها لحل الازمة السورية!
فاذا كان 70 مراقباً نفذوا 26 مهمة في 6 مدن سورية حتى الآن، لم يتمكنوا من اعطاء العربي ما يساعده على قول كلام مفهوم، فهل يمكن تعليق أي امل على مهمتهم العويصة او على الجامعة ومبادرتها ودورها الذي يستدعي الشفقة، وخصوصاً عندما يقول امينها العام quot;كنا نطالب بحماية الفلسطينيين والآن بحماية السوريينquot; ولا ندري ما هي ابعاد المقارنة في هذا السياق؟!
واذا كان العربي لا يعرف من يطلق النار على من، فكيف له الحديث عنquot;انجاز تاريخيquot;، واي انجاز ذاك الذي quot;تمثّل بإخراج الجثث وإدخال الاغذية الى حمصquot;، بينما يستمر القتل ولا يملك سعادته سوى الرجاء لكي تتوقف مظاهر العنف التي اشترطت المبادرة توقفها قبل دخول المراقبين.
واذا كانquot;لا يزال هناك اطلاق نار وقناصة وان كان القتل لايزال مستمراًquot;، فكيف يمكن ان يثير الموضوع مع الحكومة السورية، مذكراً بأن الهدف من ارسال المراقبين هو وقف النار وحماية المدنيين؟!
وعندما يقول quot;ان المظاهر المسلحة سحبت من المدن السورية خلال زيارة المراقبينquot; فهل يعني إنها لم تعد بعد خروجهم، وهو ما دعا المعارضة السورية الى نفي كلامه عن انهاء هذه المظاهر؟
طبعاً المهمة صعبة ومعقدة وربما مستحيلة لأن ليس في وسع 100 مراقب ولا في وسع الجامعة العربية ان تحلّ ازمة تطفو على بحر من الدماء منذ 10 اشهر وتتقاطع فيها حسابات اقليمية ودولية تتصل بالتوازنات الاستراتيجية في المنطقة...
ربما لهذا لم يتردد العربي في ابداء سعادته بدعوة رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي الى سحب المراقبين كي لا يكونوا غطاء لأعمال القتل؟!