إبراهيم المليفي


أعترف أني مازلت أقاوم ما يحاول الإعلام المزوّر تصويره لي على أنه أمر واقع لتحقيق الهزيمة من الداخل، وشلّ قوة المقاومة، وأرد على كل من يهنئني من الحسّاد بفوز قائمة laquo;حاتمraquo; مقدما بالقول: سنجعلها بإذن الله مقبرة سياسية له، ولكل أدواته التي صنعها أو استثمرها لمصلحته.
يا الله! أنا أعيش وسط دوامة عنصرية تزداد سرعتها كل يوم، أعايش التلوث السمعي والبصري بمجرد عبوري الشوارع التي تنقلني إلى الأمكنة المعتادة، يقولون لي أنت محظوظ كونك ناخباً في دائرة الفكر وأردّ أي فكر؟ وأي زمهرير؟ ألا يكفيكم أن ممثل laquo;طالبانraquo; يخرج من بين أيدينا كل انتخابات؟ ألا تكفيكم laquo;سطرةraquo; نواب صندوق العجائب، وهم في مقدمة ldquo;الانبطاحيينrdquo; تارة وعند مقود باص ldquo;المؤزمينrdquo; تارة أخرى، حرام عليكم ألا تطلبوا لنا الرحمة بسبب رولا؟
إنها والله لقسوة عيون الحسّاد، لم يعجبهم أن تكون دائرة الفكر المزعوم خالية من ldquo;القبيضةrdquo; رسمياً على الأقل، فوجّهوا أشعة الليزر علينا حتى انقلبت الدنيا وتغيرت موازين الطبيعة، فصارت دائرتنا مجمعاً لأحواض ldquo;البذاءةrdquo;، وساحة تجارب للأسلحة العنصرية، وحتى من كانوا ldquo;يهرفونrdquo; بخطاب الموالاة من ldquo;يوم يومهمrdquo; وجدوا في الخطاب ldquo;الآريrdquo; فرصة سانحة لزيادة شعبيتهم بعد أن اكتشف ldquo;هتلرrdquo; جيشه الكامن في دائرة الفكر المزعوم.
الحسّاد انفطرت قلوبهم كمداً كيف تحظى دائرة الفكر المزعوم بكل هذا التنوع من كل شيء دون طغيان فئة على الأخرى مثل بقية الدوائر؟ فسلّط الله علينا واقعاً مريراً تجسد في تبدل أدوار ظريف ومريب في آن، فالكاتب الكبير الذي لا يقرأ مقالاته غير المصحح المسكين خاضها، والكاتب الكبير الثاني الذي ينقّط لسانه عسلاً قرّر النضال ضد المد الغوغائي من الفنادق الخمس نجوم، والمرشحة الاقتصادية ldquo;هايديrdquo; تريد أن تكون برلمانية نسخة من ldquo;تق متاققrdquo;، ولو نحسبها ldquo;صحrdquo; لوجدنا أننا أمام قائمة مكتملة لا أحد يسأل من أين مصدر تمويلها؟ ومن يدعمها؟
وهنا يجب أن نسجل أن قوائم ldquo;ما تبقى من زمن حاتمrdquo; في دائرة الفكر المزعوم وغيرها ليست سوى الحلقة الأخيرة من حياته السياسية التي انتهت بلا رجعة، ولم يتبق لديه سوى الانتقام، فهل نتركه يعود من الشباك بعد أن أخرجناه من الشباك.
إنني مدرك أن ما يحصل اليوم في دائرة الفكر المزعوم هو حصاد سنوات عهد التفرقة البائد، والشحن الإعلامي المتواصل، ورد فعل على نجوم ساحتي العدل والإرادة، والذين يوجد منهم رأس ldquo;الشعبيrdquo; ورأسان من ldquo;التنمية والإصلاحrdquo;، وليس من سبيل لتفريغ تلك الشحنة الغاضبة ldquo;الجاهلةrdquo; سوى بانتخاب الأسوأ وليس الأفضل، وما كشفته بعض استطلاعات الرأي ذات المصداقية العالية مؤشر على أن دائرة الفكر المزعوم تتجه نحو طريق الانتحار ما لم تنتشلها يد الوعي والحكمة يوم التصويت.
في الختام أعترف أني ما زلت أقاوم ما يحاول الإعلام المزوّر تصويره لي على أنه أمر واقع لتحقيق الهزيمة من الداخل، وشلّ قوة المقاومة، وأرد على كل من يهنئني من الحسّاد بفوز قائمة ldquo;حاتمrdquo; مقدما بالقول: سنجعلها بإذن الله مقبرة سياسية له، ولكل أدواته التي صنعها أو استثمرها لمصلحته؛ لأن دائرة الفكر المزعوم على خرابها أحسن بكثير من غيرها.