راجح الخوري

بعد اقل من اسبوع لم يعد الضجيج ينطلق من المناورات البحرية الايرانية التي رافقتها تهديدات باغلاق مضيق هرمز، بل صار يدور حول رسالة غامضة قيل ان الرئيس باراك أوباما أرسلها الى طهران.
لم يكشف بعد عن مضمون هذه الرسالة التي قيل إنها ساهمت في تهدئة التوتر في مضيق هرمز، لكن بات من الواضح ان الادارة الأميركية تعمّدت إيصالها عبر أربع قنوات، بما يعني عملياً انها أرادت إقامة شهود أربعة على انها حذّرت ايران فعلاً وبالطرق الديبلوماسية من مغبة القيام باغلاق هذا المضيق الحيوي الذي يعبر منه يومياً ثلث حاجة العالم من النفط.
وصلت الرسالة أولاً من مندوبة أميركا في الأمم المتحدة سوزان رايس الى نظيرها الايراني محمد خزاعي، وثانياً من السفير السويسري الذي يرعى مصالح أميركا في ايران، وثالثاً من الرئيس جلال طالباني الذي نقلها الى طهران، ورابعاً من احمد داود أوغلو الذي أوصلها خلال زيارته لإيران.
فحوى الرسالة معروف ولا يحتاج الى إعلان، ويمكن ان نجده في مجمل الردود الأميركية على التهديد باغلاق المضيق: quot;هذا الأمر غير مقبول. مَن يهدّد بتعطيل الملاحة سيكون خارجاً عن المجتمع الدولي... ولن يتم التسامح مع أي تعطيلquot;.
يمكن اعتبار هذا تحذيراً كلامياً أُبلغ الى الإيرانيين عبر قنوات متعددة لاعطائه الجدية الضرورية، لكن الرسالة الأهم والأقوى كانت قد وصلت يوم الاثنين مباشرة بعد التهديد الإيراني، عندما انضمت حاملة طائرات ثانية هي quot;يو أس أس كارل فينسونquot; ترافقها بارجة ومدمرة وعلى متنها 80 مقاتلة، الى مثيلتها quot;يو أس أس ستينيسquot; المتمركزة في منطقة الخليج.
ورغم حرص واشنطن على القول انها ليست في صدد تعزيز قواتها في الخليج، فإن حاملة طائرات ثالثة هي quot;يو اس اس لينكولنquot; ستصل قريباً الى المنطقة، وليس هناك من لا يفهم معنى ان وجود ثلاث حاملات في منطقة واحدة يعني اقصى حالات الاستعداد للحرب.
وصلت رسائل الانذار الاميركي الى ايران على خطين، شفهياً وبحرياً، وليس في وسع اوباما عشية الانتخابات ان يتراجع امام طهران، وليس في وسع طهران ان تنهار اقتصادياً تحت وطأة العقوبات، ولكن التهديدات في هرمز تساعد على رفع اسعار النفط فتحسّن المداخيل الايرانية، وبموازاة هذا لن يفاجئنا اعلان طهران استعدادها للبحث في اي قضية مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، فلعبة عض الاصابع صارت مكشوفة تماماً.