القاهرة - حسنين كروم

احتلت أخبار المظاهرات والمسيرات المتتالية في الذكرى السنوية الأولى لثورة يناير، صفحات الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، وتعددت مظاهرها ، ففي الخامس والعشرين كان الاحتفال باندلاع الثورة، ويوم الجمعة إحياء لذكرى يوم الغضب في الثامن والعشرين من يناير، وأبرز ما فيه كان الصلاة على أرواح الشهداء فوق كوبري قصر النيل، وكان قد شهد أعنف المعارك الدموية عندما حاولت قوات الشرطة منع وصول عشرات الآلاف من المتظاهرين القادمين من اتجاهين للوصول إلى ميدان التحرير، الاتجاه الأول من الجيزة، والثاني من امبابة، وقد لعب شباب التراس نادي الأهلي والزمالك دوراً هائلاً في الحشدين والمعركة التي كانت في حقيقتها مذبحة لا يقوم بها إلا نظام مشبع بروح الإجرام من قمة رأسه الى أخمص قدميه كما يقول أهل البلاغة، وكانت المشاركة الشعبية الهائلة في هذه المسيرات ملفتة تردد شعارات الثورة مستمرة، ولم تظهر المؤامرات التي ظلت الصحف وبعض المسؤولين يحذرون منها لإحداث اشتباكات بين الشعب والجيش وحرق مصر، وما حدث هو بعض المناوشات بين الإخوان والآخرين في ميدان التحرير، فالإخوان والسلفيون رفعوا شعار الاحتفال بالعيد الأول للثورة، والآخرون رفعوا شعارات الثورة مستمرة، لأنها لم تستكمل أهدافها وشعارات أخرى تهاجم المجلس العسكري وتطالبه بسرعة تسليم السلطة لمدنيين دون انتظار المدة المحددة أول يوليو القادم، وتعرضت منصة حزب الحرية والعدالة في ميدان التحرير للهجوم رغم قيام مجموعات كبيرة من شباب الإخوان بحراستها واستهدف الهجوم إزالتها، لأن المشرفين عليها نصبوا ميكروفونات عالية الصوت ووزعوها في الميدان لتغطي على أصوات المنصبات الأخرى حتى يبدو الأمر وكأن الميدان كله إخوان، مما استفز الآخرين وقاموا بمهاجمتهم، واعترف عدد من قادة الحزب بهذا الخطأ وقالوا انه لم تصدر به تعليمات من قيادات عليا وإنما حماس شباب.
ونشرت الصحف عن نجاح قوات الأمن في القبض على ياسر الحمبولي الشهير بـ'خُط الصعيد' في شقة بالأقصر، وتدفق الآلاف من المواطنين الى مديرية الأمن وطلبوا مشاهدته فتم إظهاره لهم وسط هتافاتهم للشرطة، وفي شرم الشيخ قام ثلاثة ملثمين بمهاجمة محل صرافة في مول تجاري وأثناء مطاردة الشرطة لهم تبادلوا معها إطلاق النار، فقتل سائح فرنسي وأصيب ألماني واثنان من المهاجمين تم القبض عليهما، وفر الثالث، وجار البحث عنه، ووافق رئيس الوزراء بعد اجتماعه مع عضو مجلس الشعب البدري فرغلي رئيس نقابة أصحاب المعاشات على زيادة عشرة في المائة ابتداء من هذا الشهر، وبالتالي وقف المسيرة التي كانوا يعدون لها. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا:

الثورة مثلت اجماعا مصريا غير مسبوق

انعكست هذه المشاحنات على قول زميلنا عادل الأنصاري رئيس تحرير 'الحرية والعدالة' يوم السبت: 'مثلت الثورة المصرية إجماعا غير مسبوق، ومشاركة ضمت الشعب بكافة أطيافه وتياراته، وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين إلا أن ما يفعله البعض في ميدان التحرير من محاولات لتهميش دور تيار بعينه، أو تنصيب البعض أنفسهم لتحديد من هو الثوري ومن هو غير الثوري، بل تحديد من يبقى في الميدان ومن يغادر سلوك لا يقبله أحد، يبدو أن هذا السلوك بدأ محدودا، إلا أنه دخل الآن في مرحلة يتجاوز معها حدود المعقول، أو الخلاف المقبول، فقد شاهدنا بدايات لذلك في نقابة الصحافيين، حيث يقف البعض ليحدد أحدهم من يتكلم ومن يسكت، ومن يعبر عن رأيه ومن يصادر حقه في التعبير، ثم تزايدت الأزمة لتتسع حدودها'.
وهو يشير هنا إلى الدكتور محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان عندما اعترض البعض في نقابة الصحافيين على حضوره إحدى الندوات وأصروا على إخراجه بعد تصريحاته التي طالب فيها بخروج آمن لأعضاء المجلس العسكري، وعدم ملاحقتهم قضائيا، وقبول أهالي شهداء ماسبيرو ومجلس الوزراء وشارع محمد محمود الدية.
وشاركت في المسيرات فئات اجتماعية كثيرة، حاول زميلنا بـ'الأخبار' والرسام الموهوب مصطفى حسين أن يحصيها لنا من خلال زوج واقف بجوار جدته ممسكاً بالهاتف ويقول لزوجته وهو في قمة الغضب رداً على سؤالها عن من يكلم:
- يعني حاكون باكلم مين؟ انتي وحتطلعي مسيرة من الشغل بتاعك، والولاد مسيرتهم من المدرسة، وبابا طالع مسيرة مع بتوع المعاشات، وأنا مسيرتي مع صحابي من القهوة، نسيت ماما، ازاي من غير مسيرة، بادور لها على واحدة.

مطالبة الاخوان بدعم
عبدالمنعم ابو الفتوح لرئاسة الجمهورية

ونشرت الصحف عن كلام الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي مع الداعية الإسلامي صفوت حجازي في برنامجه - البعد الثالث - الذي يقدمه في قناة النهار، التي طالب فيها جماعة الإخوان تأييد الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح في انتخابات رئاسة الجمهورية، وان لم يقوموا بذلك واذا دخل الإعادة يؤيدونه فيها ـ كما نقلت الصحف - وأنا لم استمع لنص كلامه ومن الواضح أن ذلك محاولة منه للرد على التصريحات المتتالية من المرشد الدكتور محمد بديع، ورئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي، ثم النائب الأول للمرشد خيرت الشاطر، بأنهم لن يصوتوا لأبو الفتوح وأنه مفصول من الجماعة، وليس لهم مرشح، بل المرشد كان واضحاً للغاية عندما قال انهم لن يؤيدوا مرشحا إسلامياً، هذا ومن المعروف ان قيادة الجماعة ضاقت ذرعاً بتدخلات القرضاوي في شؤونها بمثل هذه التصريحات وغيرها منذ أيام المرشد السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف.

المجلس العسكري يستعين بإعلامي لتوثيق الثورة

ونبدأ بالمعارك الدائرة بسبب المجلس العسكري، ومنها اندهاس زميلتنا في 'المصري اليوم' نشوى الحوفي يوم الثلاثاء الماضي من استعانة المجلس العسكري بزميلنا وصديقنا الإعلامي عماد الدين أديب للتأريخ لما حدث في الثورة، فقالت معبرة عن هذه الدهشة: 'أتابع أخبار استعانة المجلس العسكري بالإعلامي عماد الدين أديب لتسجيل مادة فيلمية لتوثيق ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أنهت حكم مبارك، وقضت على حلم توريث الحكم لفلذة كبده، وكيف أن 'أديب' سجل مع كل أعضاء المجلس العسكري لمعرفة رؤيتهم لما حدث عن قرب فتكون تلك المادة الإعلامية شهادة موثقة للتاريخ عن تلك الساعات الحاسمة في حياة مصر.
لم أصدق الخبر عند سماعي له أول مرة، فالمنطق يقول إن رجلا مثل 'أديب' مهما كانت إبداعاته الإعلامية والثقافية لا يصلح لهذه المهمة لأسباب عدة، أهمها أن الرجل واحد من رجالات مبارك القدامى، وقدم سيرته الذاتية في حوارات لم تحمل غير جانب الإنجاز والبطولة قبيل انتخابات الرئاسة عام 2005، بشكل أشعرنا بأن مبارك رجل العصر وكل عصر، وكان هذا واضحا لا في الإجابات وحدها ولكن في الأسئلة أيضاً وأسلوب طرحها، أضف إلى ذلك أن الرجل وقت اندلاع أحداث 25 يناير وما تلاها من مواقف كان لا يتردد عن الإدلاء بأحاديث إعلامية تؤكد قناعاته الشخصية بالرئيس السابق وصرح في أحد الحوارات التليفزيونية معه بأن مبارك حالة لن تتكرر وأنه يحب الرجل وأن الثورة تحركها أجندات خارجية.
لا أعرف لماذا تشعرني استعانة المجلس العسكري 'بأديب' لتوثيق الثورة بأنهم يقولون لنا 'أعزاءنا المشاهدين، إليكم الجزء الثاني من حديث الحكم في مصر'.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن أحد أعضاء المجلس العسكري كان بعد الثورة قد قال في حديث له ان هناك تفكيرا في إلغاء وزارة الإعلام، وان هناك اتجاها لإسناد منصب وزير الإعلام إلى عمرو أديب، ليشرف بنفسه على ذلك، لأنه سبق وطالب قبل الثورة بإلغاء الوزارة، وتكوين هيئة جديدة.

عشرون بلطجيا لم يكسروا كبرياء نوارة نجم

وفي نفس عدد 'المصري اليوم' تناول الأديب الكبير علاء الأسواني ما تعرضت له الزميلة والناشطة السياسية نوارة نجم من اعتداء، ووقوفها صامدة أمام أكثر من عشرين بلطجياً يعتدون عليها دون أن تصرخ، واتهم المجلس العسكري بأنه وراء ذلك مثلما كان وراء عمليات كشف العذرية عن عدد من الفتيات، وسحل وتعرية فتاة أخرى، قال والشرر يتطاير من عينيه: 'هؤلاء الشبان الذين يحرسون الثورة كان لا بد من توجيه ضربة ساحقة لهم تجعلهم بعد ذلك يخافون، بل يرتعدون من فكرة التظاهر أو الاعتصام، ولذلك تم تدبير ثلاث مذابح ضدهم:
'ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء'، سقط أربعة وثمانون شهيدا بالرصاص والغاز، وفقد كثيرون عيونهم من إطلاق الخرطوش مثل البطل مالك مصطفى والبطل الدكتور أحمد حرارة 'طبيب الأسنان الذي فقد عينيه الاثنتين' بخلاف انتهاك النساء بوحشية لم يمارسها الجيش البريطاني قط ضد المصريات خلال عقود من الاحتلال، على أن شبان الثورة في النهاية خرجوا منتصرين بعد أن تصدوا ببسالة وهم عزل لاعتداءات عسكريين مسلحين محترفين، لم تنكسر إرادة الثوريين ولم يضعفوا بل خرجوا من المذابح أكثر صلابة وتصميماً على إكمال الثورة، كما قامت مظاهرات حاشدة في معظم محافظات مصر تؤيد الثورة وتتضامن مع الثوار، أدرك نظام مبارك أنه لن يتمكن من إجهاض الثورة ما دام هناك ملايين الشبان يدافعون عنها بهذه الضراوة، فلم يبق أمامه إلا محاولات كسر نفس الثوار وإذلالهم، فالثائر الذي لا يخاف من الموت ويستقبل الرصاص بصدره، والذي يفقد عينه فيظل مبتسماً، إذا تم إذلاله على الملأ قد يفقد احترام نفسه وتنكسر نفسه، حتى هذه المحاولة الأخيرة فشلت تماماً، ففي أعقاب كل اعتداء يكون الثوار أكثر اعتزازاً بكرامتهم وأكثر تصميماً على تحقيق أهداف الثورة'.

مصر لا تستحق أن تعرى نساؤها

وبعد يومين فقط لا غير، ردت نوارة التحية لعلاء بمثلها، بأن شنت هجوما عنيفاً على المجلس العسكري، وعلى بعض من كتبوا عن تعرية غادة كمال، فقالت يوم الخميس في التحرير: 'مصر لا تستحق أن تعرى نساؤها ويخرج من هم محسوبون على أبنائها ليرددوا كلاماً لا يليق بتاريخها الأخلاقي ونسمع حديثا منحطاً عن العباية أم كباسين، والتساؤل هو إيه اللي نزلها؟ ثم يعود نفس الاشخاص ليرددوا العبارة الممجوجة، منكم لله، خربتوا البلد، وأي خراب أفدح من الخراب الأخلاقي الذي يحول الناس الى مجموعة من القوادين والمنظرين للطغيان، والهتك والحقارة؟ أي مصاب أكبر من وقوف عنصر ينتمي إلى أقدم جيش نظامي ليتبول على الناس؟ لم يفعلها أجداده في العدو وفعلها هو في بني وطنه، اتفو، أريد عسكر رجالة، لا حثالة تعري النساء وتسحلهن وتتبول على أبناء الوطن، لا أريد للعسكر أن يحكم، ولا ينشغل بصناعة الحلل وبيع زجاجات زيت الزيتون وتقديم الشربات والجاتوهات في صالات الأفراح، حقه لو جندوا الستات وشغلوهم رقاصات في صالات الأفراح بتاعتهم، عسكر ده ولا مكتب مخدم'.
المصريون لن ينسوا
وقفة المجلس العسكري بجانب الثورة

لا، لا، هذا كله كلام أغضب زملاء لهم، ولهذا وتحقيقاً للمساواة، فسنترك ثلاثة من زملائنا يردون عليهم، أي ثلاثة ضد ثلاثة، الأول زميلنا بـ'الأهرام' محمود معوض، الذي خصص في نفس اليوم - الخميس - احدى فقرات مقاله ليقول فيها، وأجره على الله: 'يخطىء من يتوهم أن الشعب المصري الوفي يمكن أن يتربص بالمجلس العسكري عقب تركه السلطة، فالشعب يمكن أن ينسى أو يتناسى أي جرائم ارتكبت في حقه، لكنه لن ينسى وإلى الأبد، وقفة قيادات القوات المسلحة الى جانب ثورته والتي لولاها ما كان الشعب المصري الآن سيد قراره. إذن ليس هناك حاجة إلى النص في القوانين على حصانات تضمن عدم ملاحقة من لا يستحقون الملاحقة، صحيح أن ردة الفعل لشباب التحرير كانت عنيفة وقاسية ضد رموز القوات المسلحة لأن الآمال التي كانت معلقة على المجلس العسكري كانت كبيرة'.

العسكر ملتزمون بموعد تسليم السلطة

والثاني كان زميلنا في 'الأخبار' شريف رياض وقوله يوم الخميس أيضاً: 'أتوقف أمام مطلب المتظاهرين الملح للمجلس العسكري بسرعة تسليم السلطة والذي وصفته من أيام بأنه دعوة للفوضى، لأؤكد أن المجلس العسكري منذ التزم بتسليم السلطة لرئيس منتخب في موعد أقصاه الثلاثين من يونيو القادم، وهو ملتزم فعلا بما تعهد به، ولم يصدر عنه أي تصرف، أو تصريح قد يوحي بأنه يتمسك بالسلطة، أو أنه سيتهرب من التزامه، والمطالبون الآن بتسليم المجلس العسكري السلطة بعد انتخابات الشورى يعرفون جيدا أن هذا لن يحدث قبل آخر مارس، إذن كل ما تبقى ثلاثة أشهر فقط، ألا نستطيع أن نصبر حتى هذا الموعد حتى تسلم السلطة لرئيس منتخب ويكون لدينا الدستور الجديد، ما هذا الإصرار على كهربة الاجواء السياسية بهذه الصورة التي لا تصب أبدا في مصلحة مصر'.

عدم حضور المشير طنطاوي
أول جلسة لمجلس الشعب

وأما الثالث والأخير فسيكون زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير مجلة 'المصور' حمدي رزق الذي فسر عدم حضور المشير طنطاوي أول جلسة لمجلس الشعب الجديد بقوله: 'غاب المشير ليس خشية ولا خوفا، ولكن لأنه ليس رئيساً يفرض البروتوكول حضوره، وليس ملكاً يلقي خطاب العرش، فقط هو راع للفترة الانتقالية بحلوها ومرها لا يريد أن يلعب دور الرئيس وهو عنه عازف وقرر تسليم السلطة للرئيس المنتخب في موعد غايته 30 يونيو القادم ليكتمل لمصر قوام دولتها البازغة من قلب ثورة كفل لها الجيش الحماية، من مبارك وزبانيته، المشير بغيابه العمدي رغم الضغوط التي مورست عليه ليذهب إلى البرلمان، يعطي رسالة واضحة بأن المؤسسة العسكرية لا ناقة لها ولا جمل في تشكيل البرلمان ولا اختيارات أعضائه، وليس لها تفضيلات فيمن يكون رئيساً للبرلمان، وينسحب هذا على انتخابات الرئاسة التي يصر المشير وقادة المجلس العسكري على تأمينها، ليس لهم مرشح ولن يدعموا مرشحاً بعينه، غاب المشير ولم يغب عن ليلة البرلمان وطول نهاره، خبر الغياب كان مفاجئاً، ولكن من يرقبون تصرفات المشير يعلمون انه تصرف بشكل حضاري وأعطى من الرسائل الكثير، كما أعطى البرلمان زخماً هائلاً بقراره الإفراج عن نحو ألفين من المحكوم عليهم في محاكم عسكرية، وتعيين المصابين في أحداث الثورة في وظائف حكومية وصرف التعويضات كاملة للمستحقين، رسالة غياب المشير تصيب المطالبات باستمرار المجلس في الحكم وتضع السلطة أمانة في أيدي من اختارهم الشعب'.

البرلمان الجديد ليس وليدا مشوها

وإلى المعارك والردود المتنوعة وان كانت تصب في اتجاه محدد، عن الثورة وشبابها ونتائج انتخابات مجلس الشعب وما سيحدث فيه، مما دعا زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والمتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير أحمد طه النقر لأن يقول يوم الأحد قبل الماضي: 'لا أتفق بأي حال مع من وصفوا البرلمان الجديد بأنه وليد مشوه لأنه نتيجة علاقة غير سوية بين المجلس العسكري والتيار الإسلامي، بل إنني أتصور أنه سيكون من أهم المجالس النيابية في تاريخ مصر الحديث لعدة أسباب أهمها أن نشاطه سيكون خاضعا لرقابة شعب حر نجح في كسر حاجز الخوف ولن يفرط في حقوقه أو يتسامح مع أي تقصير في الوفاء بها، وسيكون أيضا تحت عيون شباب مسلح بأحدث وسائل الإعلام والاتصال والتواصل الاجتماعي ولن يتركوا شاردة ولا واردة دون تسجيلها وتداولها وقتلها بحثا وتحليلا، فلا شيء بعد اليوم سيمر مرور الكرام بعيدا عن أعين الشعب ولن نقبل الانتقال الآلي الى جدول الأعمال بعد الموافقة على مشروعات قوانين ترقى إلى جريمة الخيانة العظمى، فضلا عن أن النواب جميعا يدركون جيدا أنه إذا كان الصوت الانتخابي قد جاء بهم إلى مقاعد البرلمان فإن الصوت الاحتجاجي سيظل ملكاً للجماهير في الميدان.
وإذا أضفنا إلى كل الاعتبارات السابقة أن الكثير من النواب الجدد ينتمون للثورة وأنهم مطالبون بأن يثبوا لرفاق الميدان فانهم لا يزالون على العهد وأن مشاركتهم في العملية الانتخابية المتعجلة والمبتسرة لم يكن خيانة للثورة وإنما محاولة لحمايتها من خلال سن التشريعات التي تضمن ذلك في مجلس الشعب، فإن المرجح أن نشهد فصلاً تشريعياً حافلاً بالنشاط ومشتعلا بالحماس'.

لم نعد نعرف من هم الليبراليون!

وغير بعيد عن هذه المعركة، كانت معركة زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي في 'الشروق' في نفس اليوم، حيث قال وأنعم بقوله: 'فنحن لم نعد نعرف من هم الليبراليون بعدما أصبح بعضهم ضد الديمقراطية ومع الإقصاء، ولا من هم اليساريون بعدما رأينا بعض رموزهم متحالفة مع الاستبداد والأجهزة الأمنية ورافضة لاختيار الجماهير العريضة، ثم ما هي النخب، وهل هي فقط التي تظهر في البرامج التليفزيونية ولا حضورها الدائم على صفحات الصحف والمجلات، أيضاً كيف يصبح المرء فقيهاً قانونياً أو دستورياً، وهل يكفي في ذلك أن يحمل لقباً علمياً أو يتكرر ظهوره في المناسبات العامة وتحمله شلة على أكتافها حيثما ذهبت، إننا نرى أفرادا معدودين من قوى الثورة في مجلس الشعب الذي تم انتخابه ولست أشك في أن اجتماع تلك العناصر في تشكيل واحد كان يمكن أن يحقق لهم حضورا أفضل ودورا أقوى، ولا أعرف ما إذا كانت رموزهم قد استوعبت الدرس أم لا، لكنني أتمنى أن تنجح جهود التئامهم في كيان واحد، لكي يتجاوزوا حالة التشرذم الراهنة، ولكي يخوضوا بتجمعهم انتخابات المجالس المحلية، التي تتيح لهم فرصاً أكبر للالتحام مع المجتمع وتجاوز حالة 'النخبوية' التي عادة ما تعزل المثقفين عن المواطنين العاديين عن الشارع ولم يعد سراً أن النجاح الذي حققه السلفيون في الانتخابات له أسباب متعددة في مقدمتها انهم كانوا مع الناس في الشارع طول الوقت، فعرفهم الناخبون بأكثر مما عرفوا بقية القوى والأحزاب القاهرية'.

اسامة غريب يرد على المناوي: مبالغات وهفوات

وآخر معارك اليوم ستكون لزميلنا والكاتب أسامة غريب، في 'التحرير' يوم الاثنين الماضي وكانت ضد زميلنا وصديقنا ورئيس قطاع الأخبار الاسبق بالتليفزيون المصري، والموجود في لندن، عبد اللطيف المناوي تعليقاً على نشر صحيفة 'التايم' البريطانية أجزاء من كتاب جديد له عن أيام مبارك الأخيرة، فقال أسامة بعد ان سخر من سذاجة الصحيفة: 'كان هناك من بين أعضاء لجنة السياسات ورجال ابن الرئيس شخص اسمه جهاد عودة، وهو أستاذ جامعي نذر نفسه وألقى بكل أوراقه في سلة جمال مبارك، لدرجة أنه لم يتردد ذات يوم في أن يتوعد ويهدد الدكتور البرادعي بالاعتقال، هذا الرجل اختفى عن الأنظار وغادر الصورة بعد سقوط النظام وفشل المشروع الذي رهن أيامه عليه، وهذا في الحقيقة من المواقف التي تحمد له وتؤكد أنه رجل لم يفقد الحياء، ومثله محمد كمال، رجل جمال مبارك الوفي الذي اختفى عن الصورة أيضاًَ، على العكس من غيره من الذين لم يجدوا غضاضة في التحول الفوري وتبديل الولاءات ولعن العهد البائد الذي شهد صعودهم ونجوميتهم تلك التي استندت الى مساندة قتلة ولصوص أغلبهم يقبع حالياً في السجون! نعود إلى السيد عبداللطيف المناوي وكتابه إن المرء ليشعر بالحزن عندما يرى رجلا تستطيع أن تقول وأنت مطمئن إنه مدين بوظيفته في التليفزيون ومدين لمعرفة الناس باسمه لحسني مبارك وعائلته، ومع هذا لا يتردد بعد أن زال سلطانهم وفقدوا النفوذ والهيلمان في أن يفضح ويلتمس العودة للأضواء عن طريق سرد حكايات عن ارتباكهم وضعفهم وانهيارهم وبكائهم وخيبتهم القوية وكل ما من شأنه أن يزري بهم ويثير الشماتة فيهم في كتابه! وقد كنا نستطيع أن نقول إن الحاسة الصحفية ضغطت عليه والمشاهد التي رآها في القصر كانت أكبر من قدرته على إخفائها والهمسات التي استمع إليها في أثناء وجوده بينهم لم تترك له فرصة للصمت، ومن ثم فهو معذور في أن يفضح أولياء نعمته، كان يمكن أن نقول هذا لولا أنه لم يحدث بالمرة، فلا هو شاف بعينه ولا سمع بأذنه ومع هذا فقد ملك من الجسارة ما جعله يمتشق القلم ويؤلف كتابا يروي خليطا من البديهيات وحكاوي القهاوي، وكان حرياً به أن يكون وفياً لهؤلاء الناس الذين أصاب بفضلهم المنصب والصيت والثروة ولا يقدمهم قربانا للمرحلة الجديدة'.

شطحات اعضاء مجلس الشعب الدينية

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من يوم الخميس في 'الأهرام المسائي'، مع زميلنا بـ'الأخبار' رفعت فياض الذي كان متضايقا مما حدث في أول جلسة لمجلس الشعب وقال عنه: 'آلمني ما شاهدته في الجلسة الافتتاحية خاصة عند ترديد القسم، عندما خرج بعض الأعضاء، خاصة من حزب النور عن النص وردد بعضهم اقسم بالله العظيم ان ارعى مصالح الشعب وأن التزم بالدستور والقانون، لكن فوجئنا بعدد منهم يضيف جملة - بما لا يخالف شرع الله - وأن سيادة هذا العضو هو الذي سيكون أميناً على هذه الأمة ولن يسمح للمجلس بأن يسن مثل هذه القوانين التي تخالف الشرع، وماذا سيكون الموقف داخل مجلس الشعب ايضاً إذا فوجئنا بنائب قبطي وهو يؤدي مثل هذا القسم وهو يضيف جملة - بما لا يخالف شرع المسيح أو الانجيل - لو تركنا مثل هذه التصرفات الصبيانية من البعض سوف نفتح باب جهنم علينا من البداية، ونزرع روح الانشقاق ونتعجل وقوعها'.
وهو يشير إلى صديقنا المحامي وعضو المجلس ممدوح اسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة السلفي، عضو التحالف الإسلامي الذي يضم أحزاب النور والأصالة والبناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.

محامي مبارك
والشاي والقهوة واسماعيل ياسين

أما زميلنا الإخواني خفيف الظل سليمان قناوي فقد خاض ثماني معارك في نفس اليوم - الخميس - في عموده - أفكار متقاطعة بجريدة 'الحرية والعدالة'، اخترنا منها ثلاثا فقط لا غير، هي:
'- لا يزال دفاع مبارك والعادلي مصرا على استفزاز الشعب وحرق البلد، محامي العادلي قال ليلة الذكرى الأولى لثورة 25 يناير ان العادلي كان يحاول منع الثائرين من الوصول الى ميدان التحرير خوفاً عليهم ومن أجل حمايتهم، كما أن الميدان ضيق ويخشى العادلي ألا يتسع لكل هذا العدد، كان ناقص يقول ان الحلويات واللب والسوداني، اللي في مقلة العبد
والشاي والقهوة، اللي في كافيه. زد. مش هتقضي كل المتظاهرين لأن يوم جمعة الغضب كانت المشاريب على حساب العادلي.
- الديب قال: ان مبارك قائد القوات الجوية برتبة فريق ثم عاد ليعلن انه لا يزال في منصب حاكم مصر برتبة رئيس، ماذا تتوقعون ان يكون مبارك غدا؟
السكرتير العام للأمم المتحدة، برتبة هكمدار الكون؟
ما ترسي على منصب، هل أيد مبارك الثورة ووافق على جميع مطالبها وأولها رحيله - كما قلت - أم انه رجع في كلامه - كما قلت ايضا - ولم يكتب استقالة أو يوقع على بيان التنحي، استقر يا ديب هل استجاب مبارك لمطالب الثورة ورحل أم أنه لا يزال ملتصقاً بالكرسي، أقصد السرير.
- توقفت عن مشاهدة سلسلة أفلام إسماعيل يس في الشرطة والبحرية والبوليس الحربي، واكتفيت بأفلام فريد الديب بوليس سري، إلا أن الديب قطع بنا، وغادر الى بيروت، فعدنا إلى موجة كوميدي'.
هذا، ومحامي العادلي الذي لم يذكره سليمان، هو عصام البطاوي، أما مقلة العبد بميدان التحرير، فلم يعجبني نوع اللب الابيض فيها، ونسيت أن أسأل ان كانت أحد فروع محلات العبد للحلويات والمكسرات، الموجودة في شارعي طلعت حرب و26 يوليو، أم لا، وأما موجة كوميدي فهي قناة تليفزيونية متخصصة في عرض الأفلام والمسرحيات الكوميدية.

اين الفنانون المصريون من دعم اسر الشهداء؟

أما معركة زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب في نفس اليوم، فكانت ضد بعض الفنانين الذين قال عنهم في بروازه نص كلمة: 'استنكرت ألا تكون هناك مبادرة ولو واحدة من فنانين مصريين لإقامة حفل يخصص دخله لأسر شهداء ومصابي الثورة، وقد علمت أن فنانين مصريين اشتركوا في حفلات في بعض الدول العربية التي تتخذ موقفاً من مصر، وإذا كان هذا صحيحا، فإننا نقدر الصلة التي تربط بين هؤلاء الفنانين وبين هذه الدول، وهي صلة الدم البارد'.
وأحمد يقصد هنا دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

الاسلاميون: نراهن على
يقظة ووعي المجتمع المصري

وإلى المعارك الدائرة حول الإسلاميين ونجاحهم الكبير في انتخابات مجلس الشعب ومخاوف البعض خاصة أشقائنا الأقباط منهم، وقد طمأنهم يوم الاثنين الماضي زميلنا بـ'الأهرام' أحمد صبري السيد بقوله: 'أقول لبني وطني من الأقباط اننا نراهن على يقظة ووعي المجتمع المصري وغريزته التي كانت دائماً ضد التطرف، والسواد الأعظم من المصريين متدينون دون غلو، ومن سمة مصر دائماً وعلى مر العصور، التدين المعتدل والتسامح، واعتقد ان المزاج العام للمصريين لن يسمح بدفع المجتمع المصري للتطرف وسيدافع عن الدولة المدنية إلى أبعد حد'.

صعود التيارات الإسلامية
وتغولها في الحياة السياسية

طبعاً ولهذا فقد شارك في الطمأنة رئيس جامعة القاهرة المنتخب انتخاباً حراً من أساتذتها رغم انه كان عضوا في أمانة السياسات بالحزب الوطني، الدكتور حسام كامل، في حديث نشرته له في نفس اليوم 'الأهرام المسائي' وأجراه معه زميلنا عبد الرحمن سالم، وقال فيه: 'أعتقد أننا سنواجه في الوقت الحالي على الأقل مشكلة بسبب صعود التيارات الإسلامية وتغولها في الحياة السياسية لأن هناك تيارا ليبراليا معتدلا قوياً بين أعضاء هيئة التدريس قادر على التحاور مع الطلاب واحتواء أي مظهر من ماهر التطرف الفكري وهذا التيار يؤثر على الصلبة من مختلف التيارات مثل التيارات الإسلامية أو شباب 6 أبريل أو 9 مارس.
الحضور الكبير في الساحة الطلابية فعلا لطلاب التيارات الإسلامية لكن نتيجة انتخابات الاتحادات الطلابية التي أجريت بعد الثورة فاجأتنا بأنها لم تكن لمصلحة التيارات الإسلامية على الإطلاق، إذ كان ذلك يشير إلى أنه لا خوف على الإطلاق من وجود تيارات متشددة داخل الجامعة في الوقت الحالي والوقت القريب.
نحن بدأنا تنفيذ سياسة تسمح للجميع بعقد الندوات تحت عين أساتذة الجامعة، ومجلس الجامعة قرر حضور ممثل عن الكلية في أي ندوة بعد واقعة إهانة الشيخ السلفي حازم شومان تاريخ الجامعة وتزييف الحقائق حول إنشائها'.

لصالح من يتعرض الاسلاميون للهجمات؟

أما زميلنا في 'الأخبار' عصام حشيش فإنه يوم الأحد قبل الماضي، أبدى دهشة وغضباً من الهجمات التي يتعرض لها الإسلاميين، خاصة أصحاب اللحى، فقال عصام وهو من التيار الإسلامي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 'يصبح كل ملتح في أعين الناس مهووسا وكل من يتحدث بالدين أو عن الدين مخادعاً وكل متدين مصاباً بالشيزوفرينيا ،الوجه الظاهر فيها لطيف ووديع ومليء بالسماحة والوجه الثاني شيطان مريد، وأي منصف يعرف أن الكلام عن 'جماعة تفتيش' باسم الدين في مصر هو تجاوز لا محل له.
أقول هذا رغم أنك إذا نظرت إلى اسم الجماعة لا تجد فيه ما يضرك بل ما يوجب احترامك، فهل هناك أي خطأ في أن تأمر بالمعروف وهل هي جريمة أن تنهي عن المنكر؟
بالطبع لا، بل إن كلا منا عليه واجب بذلك بين أهله وفي مجتمعه، ولكن الصورة السلبية التي مارستها هذه الجماعة في الشقيقة السعودية هي التي جعلت الناس تجفل منها وتخاف من تكرارها، وهم محقون دون شك لأن مرجعية النظام في كلا البلدين مختلفة، وانطبع ملايين المصريين الذين عاينوا واختبروا نشاط الجماعة في المملكة بانطباعات سلبية عادوا بها إلى وطنهم وهم لا يرجون تكرار مثل هذا النموذج الذي يعاني منه المجتمع السعودي نفسه مرة ثانية في مصر'.

كتب سيد قطب هي سبب 'البلاوي'

وكان في انتظاره وغيره سلفي سابق، تاب وحمد الله عز وجل على توبته وهو أسامة القوصي، الذي نشرت له مجلة 'أكتوبر' في عددها الماضي، حديثا أجراه معه زميلنا ياسر البحيري قال فيه: 'حين انقطعت عن الدراسة في مصر انتقلت إلى السعودية وهناك كنت أحضر دروس علم لجماعة 'جهيمان العتيبي' وهي الجماعة التي قامت باحتلال الحرم، وادعوا أن هناك المهدي المنتظر ونصبوا أمير جماعتهم، وطلبوا من أعضاء الجماعة مبايعته، وكان يدعى محمد عبدالله القحطاني وهو للعلم قرشي النسب، ولكن كل علاقتي بهم أنني كنت أصلي خلف هذا الرجل، وقد كان يبكي ويبكي وعشت معهم في مسكن واحد، وبعد أحداث الحرم تم القبض عليهم وكان من بينهم صيدلي مصري، ومن كرم الله أنني لم أكن في هذا المكان ولو كنت متواجدا لتم القبض عليَّ.
- كل علاقتي بخالد الإسلامبولي أنه هو وعبدالحميد عبدالسلام والذين شاركوا في اغتيال الرئيس السادات هم فقط أصهاري ووقت حدوث الاغتيال كنت في اليمن وبقيت بها لمدة 6 سنوات وعدت لمصر عام 1985، وأنا للأسف كنت منتهجاً هذا الفكر، ولكن عدت وعدلت افكاري وبعدت تماما عن هؤلاء، وبعد هذا المشوار وجدت أن هناك بسطاء افضل مني لمسايرة هذا الدين، وقررت العودة إلى المجتمع والإقلاع عن فكرة 'أنا على صواب والآخرين على باطل'، ثم عدت إلى الدراسة التي انقطعت عنها وهي الطب. وبعد 29 عاما من انقطاعي عن الدراسة واصلت وحصلت على بكالوريوس الطب، ووجدت أن أمي وأبي البسطاء أفضل في فلسفتهما الحياتية والدينية.
لذا فأنا أقول إن كتب سيد قطب هي سبب 'البلاوي' الموجود عليها الكثير من الجماعات المتشددة الآن.
منهج السلفية يحرم الثورة المسلحة على الحاكم، لكن ما حدث في ميدان التحرير جعلني أقلع وأغير من من تفكيري في كثير من الأمور والأفكار، فكنا نحرم المظاهرات مطلقا وتبين لي أن المظاهرات السلمية أمر يقره البشر جميعاً ويقره الدستور، وفي هذا النهج كنا نسير خلف علماء السعودية في أن أي تظاهر أو خروج على الحاكم محرم شرعاً، ولكن بعد معرفتي بشباب الثورة ورأيت سقوط قتلى بعلم الحاكم، قلت الذي يطلق النار على شعبه، لا يمكن أن يكون حاكماً شرعياً، فعملت بالقواعد العامة في الشريعة، فالحاكم الذي يطلق النار على شعبه الأعزل هو خارج عن الجماعة، وعند اعتدائه على الشعب من حق الشعب أن يدافع عن نفسه لذا غيرت تفكيري وهذا ليس عيباً'.