السؤال: لماذا الحدث في سوريا يكبر ويأخذ مداه عن حوادث أخرى بالمنطقة، السبب يعود إلى طبيعة النظام وتركيبته ونزعته الإرهابية المبررة بالطائفية، والثاني أن موقعها الحساس بين قوى مختلفة تتباعد وتتلاقى أفكارها وعلاقاتها، يجعل سوريا محور الأمن والتوتر .


يرى الكاتب يوسف الكويليت أن ما يثير الإشكال هو التوافق التام بين نظام الأسد، والمالكي والذي تجسد أخيرًا بتبادل المناوئين للنظامين من عراقيين أو سوريين، ويذكّر الكويليت بتحالف الاسد الاب لثورة الخميني في ايران حين لم تتضح وقتها النوايا المبيتة إلا بعد أن شكل تحالف النظامين اتجاهاً مضاداً لكل الأمة العربية، وأن الهلال الشيعي كاد أن يكتمل بوصول المالكي لحكم العراق، غير أن الثورة السورية غيرت المسارات وأن ما بناه الأسد الأب، أطاح به الابن، لأنه تعامل مع الشعب السوري كقطيع تحكمه أقلية مدعمة بالأسلحة والمال، ومهيمنة على الأمن والاستخبارات، وأصبحت إيران في هذه الثورة اللاعب وسوريا وسلطتها المتفرج.
وعلى الصعيد السوري يقلق صالح القلاب من أن يتلاعب حلفاء نظام بشار الأسد، الروس والإيرانيون ومعهم للأسف الصينيون، بعامل الوقت نحو ثمانية عشر شهراً، وقد (ضحكوا) على الجامعة العربية وعلى العرب والغرب وأوروبا والولايات المتحدة كل هذه الفترة.
يوسف الكويليت في الرياض السعودية: تحالفت القاعدة مع نظام دمشق؟!
الغربيون يرون بالإسلاميين السوريين بعد سقوط الأسد خطراً باعتبارهم يحملون ثأر ما جرى في حماة، بينما نفس الأجنحة تحكم مصر وتونس وقد تكون المخاوف مبررة قياساً للطروحات والسلوك الذي تتبعه قياداتهم، لكن القضية في سوريا لا تتعلق بأقلية وأكثرية دينية إذا كان النظام لا يفرق بينهم بالقتل والتهجير، والجيش الحر الذي هو القوة الموازية لم يرفع شعارات دينية أو التعهد بالانتقام، بل أكد على حماية الأقليات جميعاً بمن فيها المسيحيون الأرثوذوكس والذين طالما جاءت ذرائع تسليح الأسد من قبل روسيا باعتبارها الضمانة لحمايتهم..
السؤال: لماذا الحدث في سوريا يكبر ويأخذ مداه عن حوادث أخرى بالمنطقة، السبب يعود إلى طبيعة النظام وتركيبته ونزعته الإرهابية المبررة بالطائفية، والثاني أن موقعها الحساس بين قوى مختلفة تتباعد وتتلاقى أفكارها وعلاقاتها، يجعل سوريا محور الأمن والتوتر، ولذلك حين قبضت الأردن على مجموعة مرتبطة بالقاعدة أرادت القيام بعمليات خطيرة وبواسطة أردنيين أدخلوا متفجرات وأسلحة ونظم تفجير من خلال سوريا، يطرح الشك بأنهم موظفون منها حتى لو تقاطعت بينهم ونظام الأسد خلافات سياسية ومذهبية متجذرة، فقد عملت إيران على توظيفهم رغم العداء، وسوريا قد تتبع نفس الخط في خلق فوضى في الأردن تؤدي إلى زعزعة أمنه أسوة بما فعلته بلبنان، وقبل ذلك بالعراق..
مع تركيا لا تستطيع توظيف العلويين وتحريكهم لمناصرتها، لأن ما يتمتعون به من امتيازات وحياة تتساوى مع بقية المكون الاجتماعي بتركيا، يفوق ما يتمتع به العلويون السوريون في الداخل، لكن ما يثير الإشكال التوافق التام بين نظام الأسد، والمالكي بتبادل المناوئين للنظامين من عراقيين أو سوريين، وعندما قيل إن الأسد الأب كان حاذقاً وصاحب رؤية بعيدة بمناصرته ثورة الخميني نسوا أن النوايا المبيتة لم تتضح، إلا بعد أن شكل تحالف النظامين اتجاهاً مضاداً لكل الأمة العربية، وأن الهلال الشيعي كاد أن يكتمل بوصول المالكي لحكم العراق، غير أن الثورة السورية غيرت المسارات وأن ما بناه الأسد الأب، أطاح به الابن، لأنه تعامل مع الشعب السوري كقطيع تحكمه أقلية مدعمة بالأسلحة والمال، ومهيمنة على الأمن والاستخبارات، وأصبحت إيران في هذه الثورة اللاعب وسوريا وسلطتها المتفرج..
تركيا، ورغم سلبية ما يقال عن مواقفها، هي من يدعم المعارضة وتحمي اللاجئين، لأن رهانها على الشعب أقوى من حصر تأييدها لسلطة اتضح أنها تعاديها لحساب إيران وروسيا وأن دورها بالمنطقة لم يعد بتلك القوة التي كان عليها قبل انفجار الثورة، وفي الحسابات الأميركية، صارت مناورة السباق على الرئاسة تُدخل سوريا في صلب السياسة الخارجية لها مع إيران، وعملية أن يدعم الجيش الحر بأسلحة من قبلها سوف يخلق معادلة مع الدعم الروسي، وقد يسقط النظام مثلما حدث لليبيا، وهذه المرة بدون تدخل قوة عسكرية أميركية مباشرة، وإنما بالإرادة الشعبية السورية..
صالح القلاب في الجريدة الكويتية: هل هذا معقول؟!
ما كان على الأخضر الإبراهيمي أن يقبل بهذه المهمة، التي وصفها هو نفسه بأنها ldquo;مستحيلةrdquo;، وما كان عليه بعد أن قبلها ولم يستمع إلى النصائح التي أُسديت إليه أن يتقدم باقتراح ldquo;هدنة العيدrdquo; المتبادلة، فقد كان واضحاً ومعروفاً أنه لم يعد هناك أي أملٍ بأي حلول سياسية، فالأمور تجاوزت كثيراً هذه المسألة وأصبح الوضع إمَّا قاتلاً أو مقتولاً، وإما منتصراً أو مهزوماً بعد سقوط كل هذه الأعداد من القتلى والجرحى والمفقودين والمعتقلين وبعد استمرار هذه الحرب الطاحنة المدمرة كل هذه الفترة الطويلة. وبلا أي شك فإن الإبراهيمي، الذي جاء على أنقاض مهمة كوفي أنان الذي مرمطته اللعبة الدولية والإقليمية شرَّ مرمطةٍ، كان يعرف أنه ذاهب الى الميدان بلا أسلحة، وأنه كُلِّفَ بهذه المهمة الصعبة، التي ولدت ميتة وبدأت فاشلة وانتهت فاشلة، بدون أي أفق وبلا تصورٍ ولا خطة، سواء أكانت مستولدةً من خطة من سبقه أم جديدة، ومن ثم فإنه ذاهب إلى انتحارٍ سياسي ما كان عليه أن يذهب إليه. لقد بقي حلفاء نظام بشار الأسد، الروس والإيرانيون ومعهم للأسف الصينيون، يتلاعبون بعامل الوقت نحو ثمانية عشر شهراً، وقد ldquo;ضحكواrdquo; على الجامعة العربية وعلى العرب والغرب وأوروبا والولايات المتحدة كل هذه الفترة، ولهذا فقد كان عليه أن يأخذ بالحديث النبوي الشريف القائل: ldquo;السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسهrdquo;، وألا يقبل بمهمة كان مؤكَّداً أنها بدأت فاشلة وأنها ستنتهي فاشلة. ولعلَّ ما زاد الطين بِلَّة أن ldquo;سي لَخْضرrdquo; لم يدرك أنه يتعامل مع وضع بات شديد التعقيد، إن في الميدان في ساحة القتال التي غدت تحتل الجغرافيا السورية كلها، وإن على الصعيدين الإقليمي والدولي، فبادر إلى حكاية ldquo;عطلة العيد المتبادلةrdquo; التي كان من الواضح أن بشار الأسد لن يقبلها وأنه سيتعامل معها بطريقة الاستفادة من عامل الوقت، وذلك لأن قبوله بها يعني الاعتراف بالمعارضة المسلحة التي يعتبرها ldquo;مجموعات إرهابيةrdquo; لا يمكن التعاطي معها إلا بالسلاح والقنابل والصواريخ والطائرات.
لم يدرك الأخضر الإبراهيمي هذا وهو لم يتراجع عن الإصرار على الاستمرار بالخطأ حتى بعد لقائه الرئيس السوري، الذي من المؤكد أنه أسمعه كلاماً لا يليق به كمبعوث عربي دولي ولا بالجزائر بلده ولا بمكانته وسمعته وتاريخه، فتقدم باقتراحٍ عبثي آخر دعا فيه الطرفين المتحاربين إلى أن يبادر كلٌّ منهما إلى وقف إطلاق النار بالطريقة التي يرى أنها ملائمة وفي الوقت الذي يختاره وفي المكان الذي يُفضِّل أن ينطلق منهhellip;
فهل هذا معقول؟ وهل يمكن لهذا أن يصدر عن رجل صاحب باعٍ طويل في الألاعيب السياسية؟!
لقد دفعت الأمم المتحدة، ومعها الجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي الى هذه العملية الانتحارية، التي دمَّرت سمعته الدبلوماسية وأساءت الى تاريخه السياسي، من قبيل ما يسمى ldquo;وهْم الحركةrdquo; ومن قبيل تعبئة الفراغ الذي نجم عن فشل سلفه كوفي أنان الذي انسحب والإحباط يمزق نفسه، وأيضاً من قبيل المراهنة، بالنسبة إلى بعض العرب والأوروبيين، على ما سيكون بعد الانتخابات الأميركية التي لم تعد تفصلنا عنها إلاّ أيامٌ قليلة، وعلى أمل أن تتخلى الولايات المتحدة عن ترددها المثير للتساؤلات والشبهات وتحسم أمرها وتلجأ إلى خطوة، غير عسكرية، ولكنها حاسمة لوضع حدٍّ لهذه المأساة التي طال أمدها.