القاهرة - عبدالجواد الفشني
أكد مؤسس تنظيم laquo;الجهادraquo; في مصر نبيل نعيم انه يخشى أن تؤثر الأوضاع التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي من انفلات أمني، وحملة مضادة للتيارات الجهادية والسلفية الإسلامية والإعلان عن خلايا إرهابية على الإفراج عن بقية المعتقلين المنتمين للتنظيم في السجون المصرية.
وأضاف في حوار مع laquo;الرايraquo; انه تم الإفراج عن 6 فقط من قيادات التنظيم، فيما مازال 11 آخرون خلف القضبان، على رأسهم القياديان سعيد إبراهيم وأكرم فوزي والمحبوسان في قضية تفجيرات الأزهر والحسين في العام 2005 وقضية العائدين من ألبانياraquo;.
وكشف أن laquo;المفرج عنهم من المنتمين للجهاد سيكملون بقية حياتهم في المستشفيات للعلاج من آثار التعذيب والمعاناة الشديدة والمعاملة غير الإنسانية التي لاقوها داخل السجون المصريةraquo;، نافيا أن يكون لتنظيمه دور في الأحداث في سيناء أو علاقة بخلية مدينة نصر الإرهابية المتهمة بالتحريض والعمل على قلب نظام الحكم والتخطيط لاغتيال الرئيس محمد مرسيraquo;.
واتهم جماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo; بالفساد، معتبرا أنها laquo;شبيهة بالحزب الوطني الحاكم المنحلraquo;، نافيا أن يكون لتنظيم الجهاد خطط في المستقبل، وقال إن laquo;شبه جزيرة سيناء خالية من المنتمين لفكر تنظيم القاعدةraquo;.
وفي ما يلي نص الحوار: هل لكم دور في العمليات الإرهابية الحالية في سيناء، وهل لكم علاقة بما أطلق عليه إعلاميا laquo;خلية مدينة نصرraquo;؟
- خرج الجهاديون المصريون من المعتقلات واتفقوا على أنهم أدوا رسالتهم الواجبة بالجهاد مع الأفغان، بتحرير أراضي المسلمين في دول الكومنولث وتفكيك الاتحاد السوفياتي السابق، وردع الولايات المتحدة عن اضطهاد المسلمين الموجودين في أراضيها من خلال العمليات التي قاموا بها، وكانت بمثابة الرسالة الواضحة للأميركيين ولغيرهم بأن يد الإسلاميين يمكنها الوصول إليهم في عقر دارهم. وبعد خروجنا قررنا ترك العنف والجهاد لعدم وجود أسبابه، فلا يعقل أن نجاهد ضد أوطاننا الإسلامية، خصوصا أننا نعيش فترة حرية التي دفع شباب مصر ثمنها من دمائهم واستطاع الإخوان حصد مكاسبها.
لماذا لم تشكلوا حزبا سياسيا مثل بقية التيارات الإسلامية؟
- بالنسبة لنا، فقد كنا تنظيما عنقوديا ولا شكل له ولا قواعد مشابهة لشكل وقواعد وطريقة عمل جماعة الإخوان. فنحن لم نعرف بعضنا بعضا بسبب التخوف من القبض على أحدنا فيرشد عن الباقين، وكنا نستخدم أسماء كودية في التعامل. لهذا فإن الجهاديين يزهدون في الممارسات السياسية التي يجيدها الإخوان، والتي يعتبرونها عقيدة مهمة، ومهمتنا ورسالتنا الآن هي الدفاع عن ديار الإسلام، وبالتالي فإن الدخول في معترك السياسة مليء بالأكاذيب والمهاترات التي ينأى أبناء الجهاد عنها.
ألا تخشون أن يأتي الدستور الجديد بآراء لا ترضيكم؟
- الدستور الجديد لن يرضي أحدا، وسيكون مقتصرا على جماعة الإخوان الذين يحاربون بكل وسيلة وطريقة ليحصلوا على ميزات تساهم في احكام قبضتهم وسيطرتهم على مقاليد الأمور في البلاد، بما يعيدنا خطوات للوراء، وأخشى أن تضيع دماء الشهداء بسبب القافزين على مكاسب الثورة من جماعة الإخوان الذين بدأوا فعليا في التكريس لمفهوم أخونة الدولة. والجهاديون مطالبهم مثل مطالب بقية المصريين في الحصول على حرية ممارسة العبادة وعدم الاعتداء على الحريات الشخصية والعودة إلى أساليب أمن الدولة السابق وإلا سيكون وقتها لكل حادث حديث.
فالشهداء الذين قاوموا الاضطهاد رفضوا الديكتاتورية السياسية وسيرفض المصريون أيضا الديكتاتورية الدينية التي تسهم في انتشار الشيوعية والعلمانية، لذلك فإن أنقى فكر وأفضل جماعة إسلامية هي الجماعة الجهادية، لأن لدينا ليبرالية واسعة في ما بيننا ونحن نسير على نهج الرسول (صلى الله عليه وسلم).
ما مخطط تنظيم الجهاد خلال الفترة المقبلة؟
- قامت جماعتنا على فكرة الجهاد المسلح، أي أنها لا تدعو إلى الدين وإنما تنفذ أفكارا جهادية في سبيل الله، ولكنها تفككت بسبب انهيار الجناح العسكري الذي كان يعتمد على 60 ضابطا في القوات المسلحة، ولم يتبق إلا بعض المدنيين، وهؤلاء لا يفقهون شيئا عن الجهاد المسلح، كما أن أمن الدولة نجح في القضاء عليها وتفتيتها لذلك أصبحنا لا نلتقي إلا في المناسبات فقط، لذلك فلا مخططات.
هل تتفق مع وجهات النظر التي ترى أن جماعة laquo;الإخوانraquo; تسعى في شدة الى laquo;أخونة الدولةraquo;؟
- أمر مؤكد، فالإخواني لا يثق إلا بالإخواني مثله، والانتماء إلى الجماعة أقوى من الانتماء للدين أو للوطن، فهم جماعة انتهازية وعنصرية منذ تحالفهم مع حكومة إسماعيل صدقي الديكتاتورية العام 1946 وتعاونوا مع القصر الملكي عبر أحزاب الأقلية التي تحظى برعاية الملك فاروق ضد حزب الوفد، إضافة إلى أنهم السبب في موت ثورة 25 يناير بسبب الوعود الكاذبة التي يصرحون بها بين الحين والآخر، وتخليهم عن الثوار وعقد الصفقات مع المجلس العسكري وتبرير أخطائهم، ولديهم كرنفال من العقائد والأخلاق واستغلال الدين في خدمة السياسة، والشعب لم يختر الإخوان بل اختار الدين، كما أنهم يتبعون نفس سياسة الحزب الوطني المنحل.
هل يوجد داخل مصر من ينتمي فعلا الى تنظيم laquo;القاعدةraquo;؟
- يوجد في العالم كله من ينتمي إلى تنظيم القاعدة من أجل الشو الإعلامي فقط وجذب الانتباه، لكن فكريا لا أعتقد أنهم وصلوا الى فكر القاعدة، والموجودون في سيناء تكفيريون وقالوا في البداية إنهم ينتمون لجماعة التكفير والجهاد، ولكن عندما وجدوها غير مجدية إعلاميا أطلقوا على أنفسهم laquo;القاعدة والجهادraquo;.