تركي الدخيل

لايمكن أن يُبنى الواقع على رغباتٍ دفينة لأناسٍ مرضى، الزواج من قاصرات جريمة بشرية، أن تؤخذ الطفلة من ألعابها إلى ذلك الشخص المسنّ الذي يريد أن يشتري طفولة المجتمع لنزواته هذه هي الجريمة بأم عينها.

الموضوع ليس حكراً على الأماكن ذات الهيمنة القبلية كما في اليمن بل وصل إلى السعودية بشكلٍ واضح ولم يحسم بأي قرار حتى الآن، ويتذرّعون بذرائع دينية.

تصدرت قضية زواج القاصرات quot;الموضوعات المجدولةquot; في الدورة الحادية والعشرين للمجمع الفقهي الإسلامي الذي سيعقد في الفترة من الرابع والعشرين إلى الثامن والعشرين من الشهر الهجري الجاري، برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهذا التصدير لهذه القضية مهم لكن نتمنى أن لا يطول بحيث تتلقف الموضوع الأيدي.

ذكرتُ مراراً أن دراسة الباحث quot;إسلام بحيريquot; مهمة ويمكن للفقهاء والباحثين الاستفادة منها، فهو يقول:quot;لم يتزوج النبي من عائشة وهي ابنة تسع سنين والصحيح أن النبي تزوج عائشة بعمر ال (18) سنة على التقدير الصحيح، وليس (9) سنوات، فعمر السيدة (عائشة) بالنسبة لعمر أختها أسماء تقول كل المصادر التاريخية السابق ذكرها إن (أسماء) كانت تكبر (عائشة) ب(10) سنوات، كما تروي ذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة ب (27) عاماً، ما يعني أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام (610م) كان (14) سنة، وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة (13) سنة، وهي سنوات الدعوة النبوية في مكة، لأن (27-13= 14سنة)، وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من عائشة ب (10) سنوات، إذن يتأكد بذلك أن سن عائشة كانت 4 سنوات مع بدء البعثة النبوية في مكة، أي أنها ولدت قبل بدء الوحي ب 4 سنوات كاملة، وذلك عام (606) ومؤدى ذلك بحسبة بسيطة أن الرسول عندما نكحها في مكة في العام العاشر من بدء البعثة النبوية كان عمرها (14) سنة، لأن (4+10=14 سنة) أو بمعنى آخر أن عائشة ولدت عام (606) وتزوجت النبي عام (620)، وهى في عمر (14) سنة، وأنه كما ذُكر بنى بها - دخل بها - بعد (3) سنوات وبضعة أشهر، أي في نهاية السنة الأولى من الهجرة وبداية الثانية، عام (624) فيصبح عمرها آنذاك (14+3+1= 18سنة كاملة)، وهي السن الحقيقية التي تزوج فيها النبي عائشة!

بآخر السطر فإن جريمة تزويج القاصرات يجب أن تحسم بأسرع وقت فطفولة بنات مجتمعي لن تكون لقمة سائغة في أنياب الشهوانيين من أصحاب النزوات!