زيد الجلوي

ثار لغط كثير, وهو غير مستبعد, عن مشاركة مليشيات quot;حماسquot; في ثورة 25 يناير, باقتحامها للسجون وإخراج الرئيس محمد مرسي, وخلية quot;حزب اللهquot; اللبنانية, وشبهة تورطها في قتل المتظاهرين المصريين, إلا أنها شكوك منطقية, لا ترتقي لتكون دليل إدانة لـquot;حماسquot;, وإن كان المرشح الرئاسي أحمد شفيق, يقول بأن لديه أدلة على تورط الأخوانجية بقتل المتظاهرين, وسيظهرها في الوقت المناسب, وثمة قول منقول عن النائب العام المقال عبد المجيد محمود, بأن سبب إقالته خشية quot;الإخوانquot; من تورطهم بقتل المتظاهرين, الذي وربما اشتركت به مليشيات quot;حماسquot;, أو نفذته بمفردها.
الذي إن ثبت, سوف نجد أنفسنا, أمام تشكل محور مخادعة سني, على غرار محور المخادعة الشيعي في جنوب لبنان, ممثلا ً بـquot;حزب اللهquot; المدعوم من النظام السوري, وإيران بإعتبارها محور المحورين المخادعين, السني والشيعي, وهما محوران وقفنا معهما على ظاهر وقوفهما مع القضية الفلسطينية, اما أن يتحولا إلى قتل المصريين والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين, فإن هذا الأمر مرفوض قطعا.
إلا أن الجريمة التي ينفذها التنظيم الدولي للإخوان تجاوزت القرائن إلى الشهادات, وهي أدلة قادرة على حمل الحكم بالقول بأن هناك تورطا حمساويا في الشأن المصري, بالشهادة التي أوردتها صحيفة النهار المصرية الالكترونية يوم الخميس 6 ديسمبر , وتخص شخصا يدعى صبري ياسين, قالت الصحيفة بأنه عقيد متقاعد, أكد فيها هذا الشاهد quot; أنه في تمام الساعة التاسعة من مساء الاربعاء 5/12/2012م وصلتنا معلومات مؤكدة لا تقبل أي شك عن تحرك ووصول عدد 25 quot;اتوبيس سياحيquot; إلى منفذ رفح البري وذلك لنقل 1000 إرهابي من مليشيات quot;حماسquot; بكامل اسلحتهم والتوجه بهم نحو القاهرة للقتال إلى جانب اشقائهم من مليشيات المرشد الإرهابي...quot;, وهي تأكيد لإشاعات سابقة بتدخل quot;حماسquot; في قتل المصريين.
وإن شكر خالد مشعل في معركة غزة الأخيرة في ديسمبر 2012م, وثناءه على الدور الإيراني في هذه المعركة, يستخلص منه أن إيران تزود quot;حماسquot; بالسلاح عبر إخوان مصر, وإن quot;حماسquot; تقمع المصريين بالسلاح الإيراني. لنجد أنفسنا أمام مشهد مشابه إلى حد التطابق, مع المشهد في محور المخادعة السوري الإيراني وquot;حزب اللهquot;, الذي يشتكي السوريين من وقوفه مع بشار ضد ثورتهم, فالشعب المصري هو من ساند الفلسطينيين وquot;حماسquot; ضد اسرائيل, ليجد نفسه الآن يقتل على أيديهم, كما هو حال أشقائهم السوريين, مع quot;حزب اللهquot; اللبناني.
وإني أرى وجودا ً إيرانيا ً, يتأكد لي يوما ً بعد يوم في مصر, يحاول أن يفرض على شعبها, أن يتحملوا رغما عنهم مسؤولية الدفاع عن نظام ملالي طهران, الذي يستعمل حركات المقاومة العربية كأوراق ضغط ضد الغرب, لا محبة بالعرب ولا كراهة بالغرب, الذي تعاونت معه إيران في إسقاط نظام طالبان, ومبارك في مصر, وصدام حسين في العراق, واتخاذها من دعمها لمحور دمشق وquot;حزب اللهquot; ورقة ضغط ٍ تعينه على المماطلة في ملف المباحثات الخاصة بمفاعلاته النووية.
* كاتب كويتي

[email protected]