تحليلات : رهان الجيش الحر لدفع الأسد لمغادرة العاصمة للتسبب بانهيار مفاجئ لقواته


مدريد

يؤكد خبراء عسكريون غربيون أن استراتيجية الجيش السوري الحر في تركيز وتكثيف هجماته على دمشق هو دفع الرئيس بشار الأسد يغادر العاصمة، مما يعني انهيارا شبه تام لقواته التي قد تنحاز للثوار تفاديا لمزيد من إراقة الدماء.
وتبرز دردشات عسكرية في منتديات للنقاش العسكري في فرنسا واسبانيا أن الدول الغربية أدركت صعوبة حصولها على قرار أممي للتدخل في سوريا لسببين، الأول تفادي إشعال حرب إقليمية قد تجر إسرائيل وإيران وحزب الله وحماس للمواجهة، وثانيا المعارضة الشديدة لروسيا التي لن تسمح بمثل هذا الهجوم نظرا لمصالحها الكبيرة في سوريا التي تعتبر آخر منطقة نفوذ لها في منطقة ذات استراتيجية قصوى مثل الشرق الأوسط.
وأمام هذا الوضع، ارتأت وبتنسيق مع تركيا الرهان الصامت على الجيش السوري في شنه حربا ذكية تهدف الى محاصرة العاصمة دمشق دون تفتيت مجهودات كبرى في مناطق أخرى من البلاد. وتتجلى هذه الاستراتيجية في:
-التركيز على العاصمة في ضرب الاتصالات حتى ينخفض مستوى التنسيق بين الجيش النظامي وباقي الأجهزة الأمنية، لهذا فقد كانت عدد من محطات الاتصال هدفا رئيسيا لكوماندو تابع للجيش الحرب.
وفي الوقت نفسه، استهداف رموز قوية للنظام مثل تفجير مقرات المخابرات بهدف الإيحاء بأن آليات النظام مثل المخابرات لم تعد قادرة على تأمين نفسها فكيف تأمين النظام.
وفي علاقة بهذه النقطة، زرع مزيد من عدم الثقة في صفوف القوات العسكرية والأمنية، إذ أن فرار الكثير من الجنود للإنضمام الى الجيش الحر والتصفيات التي تحدث وسط بعض الثكنات وخلال عمليات الملاحقة بين جنود الوحدات نفسها تصيب القوات الموالية للنظام بانهيار حقيقي. كما أن عددا من الجنود الذين فقدوا بعض أفراد عائلاتهم يشنون حربا صامتة ضد النظام رغم بقائهم في وحداتهم.
ومن جانب آخر، تركيز مجهودات الجيش السوري الحر على العاصمة وشن مواجهات في حدودها وضواحيها والاقتراب تدريجيا من وسطها يسبب تأثيرا نفسيا على القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. فكل اقتراب من وسط المدينة قد يجعل الرئيس يغادر العاصمة، إذ أن أي نجاح الجيش السوري الحر في قصف القصر الرئاسي سيدفع عائلة الأسد الى مغادرته الى منطقة آمنة، وإذا نجح الجيش السوري الحر في دفع الرئيس السوري بمغادرة دمشق وقتها ستبقى فقط 'رصاصة الرحمة في رأس النظام'، إذ يشكل ذلك المنعطف الذي يتم البحث عنه. وفي غضون ذلك، تبقى استراتيجية التركيز على العاصمة هو تفادي إضعاف الجيش الذي قد يتولى حماية البلاد في أعقاب سقوط النظام لتفادي الفوضى التي قد تقع في بلد حساس وعدم تكرار سيناريو العراق.