واشنطن
قالت صحيفة laquo;نيويورك تايمزraquo; الأميركية إن ليبيا التي شهدت ثورة عظيمة في العالم العربي وأطاحت بالديكتاتور الليبي معمر القذافي تتهاوى الآن وكذلك عاصمتها طرابلس التي أعيدت إليها الحياة بعد أيام من الفوضى، وأرجعت ذلك إلى وجود العديد من الموالين للعقيد معمر القذافي بالإضافة إلى اعتراف مسؤول حكومي بأن الحرية تعد بمثابة مشكلة.
ونقلت الصحيفة عن نوري فتيز، قائد ليبي، 51 عاما، قوله: laquo;ما يحدث هنا بمثابة تدمير، إنهم يدمرون ليبيا بأيديهم العاريةraquo; في إشارة إلى الميليشيات المسلحة.
وقالت الصحيفة إن التفاؤل لا يزال موجودا في ليبيا حيث إن ليبيا تمتلك الكثير من النفط، لكن حكومة الكيب التي شكلت في 28 نوفمبر الماضي لا تزال مقيدة بسبب الصراعات المستمرة التي أدت إلى تقسيم السلطة على أسس المناطق والشخصيات.
ورأت الصحيفة أنه ليس بإمكان الحكومة أن تفعل الكثير حيث أدت المظالم المحلية خلال الشهر الماضي إلى وقوع اشتباكات في بني وليد التي كانت معقلا للقذافي وبين بلدات في جبال نفوسة، حيث تنافس المقاتلون بالبنادق والقنابل اليدوية من أجل زعم كل منهم بأنه يمثل الثورة. ونقلت الصحيفة عن مستشار رئيس حكومة ليبيا المؤقتة عاشور الشامي، قوله: laquo;إن هذه الحكومة بمثابة حكومة للأزمات فقط، ومن المستحيل أن تقدم شيئا جديداraquo;.
وأشارت الصحيفة إلى خطاب العقيد القذافي في العام الماضي عندما تعهد بمواصلة القتال laquo;بيت بيت وشبر شبرraquo; وقالت: إن هذا الخطاب موثق بكتابات على الجدران في شوارع طرابلس.
ويأمل المسؤولون أن تفعل الانتخابات القادمة والمقرر عقدها في مايو ويونيو القادمين، ما فعلته في مصر وتونس ويتم نقل السلطة إلى هيئة منتخبة تستطيع أن تتحدث باسم الإرادة الشعبية.
وقالت الصحيفة إن بعض موظفي الدولة قد تركوا وظائفهم دون أخذ رواتبهم لمدة عام واعترف الشامي أن الحكومة ليس لديها فكرة عن كيفية دعم الاقتصاد.
وأضافت الصحيفة أن سكان طرابلس يشكون من انعدام الشفافية في القرارات الحكومية مؤكدين أن الوزارات تعمل على إرجاء أي قرارات بسبب فترة الديكتاتورية التي جعلتها غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة.
ونقلت الصحيفة عن إسراء أحواس، 20 عاما، طالبة بجامعة طرابلس التي تحرسها مجموعة من رجال الميليشيا، قولها: laquo;إنهم -في إشارة إلى الوزراء- يجلسون على كراسيهم ويحتسون قهوتهم، ثم يقومون بصياغة المشاريع التي تبقي في خيالهمraquo;.
كما نقلت الصحيفة عن صديقتها نعيمة محمد، طالبة، قولها: laquo;كيف يمكن تغيير الناس بين عشية وضحاها، لقد تحملنا 42 عاما من الجهلraquo;.
وأوضحت الصحيفة أن النداءات والشعارات التي تزين شوارع ليبيا مثل laquo;لا للقبليةraquo; وraquo;لا للشقاقraquo; تعكس المخاوف من انقسام جماعي. ونقلت عن أشرف كيكي، بائع ذهب، قوله لمركز الشرطة بعد أن أضرمت الميليشيات النيران في عربته:raquo; أين سيادة القانون؟ هذا هو حكم القوة وليس القانونraquo;.
ترجمة: شيماء أبوزيد
التعليقات