مكرم محمد أحمد

هل ينجح كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلي سوريا فيما فشلت فيه بعثة الجامعة العربية وخطط رئيس الوزراء القطريrlm;!,rlm; ويتمكن من إقناع كل أطراف الأزمةrlm;,rlm; الحكم والمعارضة بوقف العمليات العسكرية والجلوس إلي التفاوض في ظل ظروف صعبةrlm;.

تجعل حسم الصراع لأي منهما أمرا بعيد المنال في الأمد المنظور, كما تجعل التدخل العسكري الخارجي أمرا مستبعدا, لأن ما حدث في ليبيا يصعب أن يتكرر في سوريا!, فضلا عن انقسام المجتمع الدولي والدول العربية حول قضية تسليح المعارضة السورية خوفا من خطر الحرب الأهلية الذي جاوز أن يكون مجرد احتمال متوقع, مع استمرار تهريب الأسلحة وتنامي دور تنظيم القاعدة الذي يتدفق مقاتلوه علي البلاد بالعشرات, وانتقال عمليات المواجهة العسكرية إلي منطقة أدلب شمال سوريا, حيث تحاول قوات الجيش السوري حصار وتصفية المنشقين هناك كما فعلت في أحياء حمص خاصة حي باب عمرو الذي هاجره كل السكان بعد أن أصبح خرائب واطلالا!
وبرغم أن كوفي عنان يركز في بداية مهمته علي فتح ممرات آمنة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلي المناطق المنكوبة فإن حالة الاستقطاب الدولي الحاد في الأزمة السورية, والمساندة القوية التي يلقاها نظام حكم الرئيس بشار من جانب روسيا والصين تكاد تغلق فرص التسوية السلمية, خاصة مع إصرار الحكم علي تصفية المنشقين وإخماد بؤر الثورة في كل المناطق تباعا دون حساب لسلامة المدنيين, ويزيد من سوء الموقف فشل المشروع الإصلاحي الذي يطرحه الرئيس بشار في اقتراع السوريين لأنه يتجاهل مطالب التغيير ويمنح حكم الرئيس بشار فترتين إضافيتين تمكنه من البقاء في الحكم برغم كل ما حدث وسوف يحدث في أربعة عشر عاما أخري حتي عام 2026, ويعول الغرب كثيرا علي الانشقاقات الأخيرة التي وقعت في الجيش السوري, لكن فشل جهود توحيد المعارضة السورية يمد في أجل نظام الحكم, ويعزز مواقف الأغلبية الصامتة في دمشق وحلب التي تؤثر الانتظار برغم إنها نفضت يدها من حكم البعث, لأنها لا تري بديلا واضحا يطمأنها علي غد أكثر أمنا واستقرارا.