مكرم محمد أحمد
rlm;لا يبدو أن كوفي عنان المبعوث الدولي والعربي الي دمشق لا يزال علي تفاؤله بإمكانية إيجاد تسوية سلمية للأزمة السوريةrlm;,rlm;
بعد أن تلقي إجابات دمشق علي النقاط التي طرحها في مشروع التسوية الذي يبدأ بقبول كل الأطراف وقف إطلاق النار وتمرير المساعدات الإنسانية الي المناطق المنكوبة تمهيدا لحوار وطني بين الحكم والمعارضة, وبرغم أن المبادرة العربية تشكل المحور الاساسي لجهود عنان, فإن مشروعه يخلو من الفقرة الأخيرة التي تنص علي تنازل الرئيس بشار لنائبه وبدء مرحلة انتقالية تتوافق الأطراف المعنية علي تحديد خطواتها المقبلة.., ولا يعرف أحد إن كان عنان قد حذف هذه الفقرة التي تشكل جوهر المبادرة العربية باتفاق مع الجامعة العربية, أم أنه حذفها علي أمل أن تلقي جهوده قبول دمشق بعد أن تمكن الرئيس السوري من تصفية وتفكيك سيطرة المنشقين علي مناطق الزبداني وحمص وبابا عمرو وادلب وأعاد سيطرة الجيش السوري علي هذه المناطق.
والواضح أن دمشق الحكم أكثر اطمئنانا الآن الي قدرتها علي الاستمرار في الحل الأمني في ظل الفيتو الروسي الصيني, وأن الرئيس بشار حسم موقفه بصورة نهائية لمصلحة هذا الحل, ولن يكون هناك حوار مع المعارضة أو تنفيذ جاد لاي من مطالب الإصلاح قبل سحق الانتفاضة, وربما يكون الرئيس بشار قد حقق انتصارا جزئيا بإستعادته لهذه المناطق تباعا مع الحفاظ علي الجيش السوري متماسكا رغم الانشقاقات التي حدثت, في الوقت الذي تتعرض فيه المعارضة السورية لانشقاقات وخلافات حادة شلت قدرتها علي التأثير في الداخل, ولم يعد أمامها سوي أن تطالب بتدخل عسكري خارجي سافر, الأمر الذي ترفضه معظم قوي الخارج خوفا من حرب أهلية سورية يمكن أن يتسع نطاقها لتقصف بأمن المنطقة واستقرارها, وما يزيد من عناد بشار أن حجم تدفق المهاجرين السوريين الي الحدود التركية لا يزال محدودا لم يتجاوز15 الف نسمة بما يزيد من صعوبة فرض منطقة حظر جوي, لكن نظام الحكم السوري لا يستطيع رغم مكاسبه الأخيرة أن يتجاهل أن الجرح السوري لا يزال ينزف بشدة بعد أن جاوز عدد الضحايا عشرة آلاف شهيد, وأن الشرخ بين الحكم والشعب السوري قد ازداد عمقا وبات صعبا أن يندمل, وأن الغضب علي حكم البعث يسيطر علي غالبية الشعب السوري, وأن السوريين لم يبلغوا حافة اليأس لأن المظاهرات لا تزال تخرج ليل نهار في معظم المدن السورية ابتداء من ريف دمشق الي ريف حلب.
التعليقات