الكيان الصهيوني يستفيد من زيارة المسلمين إلى المسجد الأقصى

القاهرة -حسام وهبة

أكد الدكتور محمد حسين مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى أن القدس تمر بأخطر مرحلة من مراحل تاريخها بسبب تصاعد حدة المخططات الصهيونية الساعية لتهويد المدينة بالكامل، تمهيداً لهدم المسجد الأقصى المبارك وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه .

وعاب مفتي القدس في حواره مع ldquo;الخليجrdquo; على الأمتين العربية والإسلامية تقاعسهما عن إنقاذ الأقصى والمقدسات الفلسطينية، وقال: المسلمون عموماً والعرب على وجه الخصوص يملكون الكثير من الآليات التي تمكنهم في حال استخدامها من الوقوف في وجه المخطط الصهيوني، ولكن المشكلة تكمن في أن المسلمين شغلوا أنفسهم بتوافه الأمور وتوافه القضايا، وتغافلوا عن أهم قضية من قضاياهم ألا وهي هوية القدس الإسلامية وحماية المسجد الأقصى من مخططات الصهاينة والهادفة إلى هدمه وتدميره .

وأشار المفتي إلى أن الدفاع عن المسجد الأقصى ليس مهمة الفلسطينيين وحدهم، مؤكداً أن كل فلسطيني لديه الاستعداد لدفع حياته ثمناً للحفاظ على المقدسات الإسلامية في فلسطين، ولكن هذا لا يعني الركون إلى إمكانات الشعب الفلسطيني، وهي ضعيفة للغاية في مواجهة عدو جبار يمتلك إمكانات عسكرية ومادية لا حدود لها، ولهذا فقد آن الأوان أن ينفض العرب عن أنفسهم كل المشاغل الجانبية ويتصدوا لمواجهة الأطماع الصهيونية قبل أن يأتي اليوم الذى لا ينفع فيه الندم ونضطر وقتها لأن نقول كان هناك مسجد اسمه الأقصى . . وتالياً الحوار:


* بداية نود التعرف إلى الوضع الآن في القدس والمسجد الأقصى؟

- القدس تمر بأخطر مرحلة منذ احتلالها قبل 45 عاماً، فسلطات الاحتلال تعمل على تقسيم المسجد الأقصى، إما تقسيم مكاني، بمعنى أن يتخلى المسلمون عن جزء من مساحة المسجد البالغة 42 ألف متر مربع، ليبني عليه ldquo;الإسرائيليونrdquo; هيكلهم المزعوم، أو أن يكون للمسلمين ما فوق الأرض ولهم ما تحت الأرض، نحن نقول لهم إن الأقصى وقف إسلامي، بمعنى أن ما فوقه وقف إلى السماء السابعة وما تحته وقف إلى الأرض السابعة، ولا يجوز لأحد أن يتنازل عن ذلك، ثم إن علماء الآثار الذين جئتم بهم من كل الدنيا، ينقبون عن هذا الهيكل المزعوم منذ 45 عاماً، ولم يجدوا شيئا مما تزعمون، هذا بالنسبة للتقسيم المكاني، أما النوع الثاني من التقسيم، فهو التقسيم الزماني، ويعني فتح المسجد للمسلمين في المناسبات كشهر رمضان وغيره، وهو كذب بالطبع لأنه لا يسمح بدخول المسجد إلا لمن هم فوق الخمسين عاماً، على أن يفتح لrdquo;الإسرائيليينrdquo; في أعيادهم، وهذا كلام فارغ، لأن قرار كون الأقصى المبارك مسجداً، هو قرار إلهي لا يستطيع أن يغيره بشر، فربنا سبحانه قال: ldquo;سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حولهrdquo; .

* هل التقسيم الذي يسعون إليه خطوة نهائية أم تمهيد لخطوة أخرى؟

- هذا التقسيم المطلوب ليس إلا مجرد خطوة تمهيدية، في سبيل الوصول إلى السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى المبارك، تماما كما حدث مع المسجد الإبراهيمي، الذي يسيطرون الآن على أكثر من 70% منه، عن طريق نفس الخطة، إضافة إلى إغلاقه كاملاً لأكثر من شهرين في العام لمناسبة ما يسمى بأعياد اليهود، فالآن يقوم الاحتلال بمنع المصلين من الوصول من قطاع غزة، أو الضفة، وحتى المواطن الذي يحمل الهوية الزرقاء (هوية إسرائيلية لفلسطينيي 48) فممنوع من هم أقل من خمسين سنة من الصلاة بالحرم، حيث إنهم يحولون بينهم وبين الوصول للأقصى، بل يمنعون حراس الأقصى من الوصول له، الآن الأقصى في بعض الجمع ldquo;صلاة الجمعةrdquo; لا يتعدى عدد المصلين فيه خمسين ألف مصل، وأحياناً يكون عشرين ألفاً، في حين أنه في الجمعة العادية يجب أن يتجاوز العدد 200 ألف مصل، وقد يصل عدد المصلين في بقية الصلوات إلى مئتين فقط نتيجة الحواجز ومنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى، فالتقسيم ليس إلا خطوة على طريق تحقيق الهدف الرئيس لـ rdquo;الإسرائيليينrdquo;، وهو السيطرة الكاملة على المسجد ومن ثم هدمه بالكامل .

بجاحة الصهاينة

* ldquo;الإسرائيليونrdquo; يدعّون أن العرب والمسلمين يهولون من خطورة الموقف بالنسبة للمسجد الأقصى تحديدا . . فما ردكم؟

- نعم هم يدعون ذلك، والواقع أن الضعف العربي والإسلامي هو ما يجعل خطواتهم لتحقيق أهدافهم ليست سرية بل معلنة، وموثقة من قبلهم، فعندما أعلنوا عن صنع فانوس من الذهب يزن 42 كيلوغراماً، قالوا إنهم صنعوه من أجل تعليقه في صحن الهيكل المزعوم، ثم إن جميع ما يقدمونه من معالم سياحية على خطوط طيرانهم، محوا منها صورة المسجد الأقصى، ووضعوا الهيكل المزعوم، ثم إنهم يقومون بحفريات معلنة تحت الأقصى، ليس للبحث عن الهيكل لأنهم لم يجدوه ولن يجدوه، وإنما الهدف الآن هو تصديع أساسات المسجد، وبالتالي وعن طريق هذه الهزة الاصطناعية يحدث الانهيار الذى يتطلعون إليه ويخططون له .

* هناك اتهامات توجه دوماً للشعب الفلسطيني بأنه توقف عن المقاومة وتفرغ للجدل السياسي المدمر، الأمر الذي أدى إلى تهميش القضية الفلسطينية بهذا الشكل؟

- بالعكس . . الشعب الفلسطيني لم يتوقف أبدا عن المقاومة، وأنا أعتبر أن صبر الفلسطينيين على إجراءات الاحتلال ldquo;الإسرائيليrdquo; وممارساته العنصرية هو في حد ذاته نوع من أنواع المقاومة، والواقع يؤكد أن المقاومة الفلسطينية اليوم تأخذ أشكالا كثيرة، ولا يشترط أن تنحصر المقاومة دائماً في رفع السلاح ضد المحتل، فهناك أساليب جديدة للمقاومة مثل العصيان المدني والإضرابات والاعتصامات والمقاومة الشعبية، وهي كلها مقاومة فاعلة ومشروعة وتأخذ تأثيرا ربما أكثر من تأثير السلاح، وأنا أعود وأكرر أن صبر الفلسطينيين على ممارسات العدوان الصهيوني هو في حد ذاته نوع من المقاومة بل من أقواها، لأنه يتمسك بالأرض وبالمبدأ في مواجهة عدو شرس يملك من الإمكانات أقواها وأكثرها تأثيراً، أما المقاومة بالسلاح فأنا أؤكد أن الدور جاء على الأمة الإسلامية كلها لمقاومة ldquo;إسرائيلrdquo; وتحرير المقدسات الإسلامية، وهذا ليس واجب الشعب الفلسطيني وحده .

وحدتنا طريق قوتنا

* لا شك في أن الانقسام الفلسطيني أسهم بشكل أو بآخر في تعرض القضية الفلسطينية لنكسة كبيرة . .كيف تنظرون إلى المصالحة الفلسطينية وهل سنرى شعباً فلسطينياً موحداً في القريب العاجل؟

- قطار المصالحة الفلسطينية أقلع والحمد لله، وقد تجاوز محطات كثيرة ونأمل إن شاء الله أن تتم إجراءات المصالحة المتفق عليها، وتتم ترجمتها إلى أفعال، والكل في فلسطين متفائل بنجاح تلك المصالحة من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني، ولن يمر وقت طويل إلا وتجرى الانتخابات الفلسطينية، التي ستكون بداية يقول من خلالها الفلسطينيون للعالم إن شعب فلسطين شعب واحد طوى الخلاف والانقسام خلف ظهره، وآن الأوان أن يلعب العالم دوره لرفع الظلم عن كاهل هذا الشعب، ولا بد أن يحذر كل فصيل فلسطيني من المحاولات ldquo;الإسرائيليةrdquo; التي تسعى لضرب المصالحة وتفتيت وحدة الفلسطينيين، لأن ldquo;إسرائيلrdquo; يهمها للغاية شق الصف الفلسطيني، ولهذا ستبادر خلال الأيام المقبلة إلى استخدام العديد من الوسائل لإعاقة المصالحة حتى لا تتم وحتى يخرج رئيس الوزراء ldquo;الإسرائيليrdquo; ويقول للعالم هذا الشعب الفلسطيني منقسم على نفسه فمع من أتفاوض .

* هل أنتم راضون عن الدور العربي في دعم القضية الفلسطينية في مواجهة العدو ldquo;الإسرائيليrdquo;؟

- إذا تحدثنا عن الدعم العربي فأنا أرى أن العرب لم يقدموا الدعم المطلوب، نعم هناك جهد ونحن نشكر كل من يساعدنا ويعمل على تقوية صمودنا، ولكن نرجو أن يرتفع الدعم في كل المستويات المعنوية والمادية السياسية والاجتماعية إلى المستوى المطلوب، حتى نستطيع مواجهة التحديات الخطرة التي نعجز عن مواجهتها من دون دعم المواطن العربي ومن دون دعم المسؤول العربي، خاصة في ظل تعنت إسرائيل وتزايد حدة إجراءاتها التي تسعى من خلالها إلى تهويد كامل التراب الفلسطيني .

* بصراحة شديدة هل ترى أن العرب انشغلوا عن القضية الفلسطينية؟

- هذا ما حدث بالفعل، فمن الواضح أن العرب انشغلوا بأوضاعهم الداخلية عن القضية الفلسطينية، رغم أنها القضية التي لا بد أن تشغل بال كل عربي ولا ينبغي أن ينشغل أحد عنها، وإن كنت شخصياً ألتمس العذر للعرب خاصة في ظل الكثير من المشكلات التي تعانيها عديد من دولنا العربية اليوم، ونحن ندعو الله صباح مساء أن تستطيع الدول العربية حل كل مشكلاتها حتى تتفرغ للقضية الأهم وهي قضية الشعب الفلسطيني المظلوم، وقضية مقدساتنا الإسلامية التي يزيد ضياعها من بين أيدينا في كل لحظة صمت تمر علينا دون أن نبذل فيها جهدا لوقف المخطط ldquo;الإسرائيليrdquo; المخيف ضدها .

* وهل ترى أن العرب يستطيعون فعلاً مواجهة الأطماع ldquo;الإسرائيليةrdquo; في فلسطين والقدس؟

- نعم العرب يملكون كل إمكانات المعركة السياسية والعسكرية فنحن لدينا إمكانات كثيرة، لدينا إمكانات بشرية ضخمة ونمتلك الموقع الجغرافي المتميز، وكذلك تمتلك كل الدول العربية علاقات سياسية رفيعة مع كل دول العالم، ونحن نعرف أن العلاقات بين الدول اليوم تقوم على المصالح ودول أوروبا، وأمريكا لديها اليوم مصالح عديدة مع الدول العربية، ولهذا فقد آن الأوان أن يستغل العرب حاجة الغرب إليهم ويسخّرون علاقاتهم لخدمة القضية الفلسطينية، ولو تم ذلك يستطيع العرب إنجاز نجاحات كبيرة تصب في مصلحة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف .

عقليات بيروقراطية

* هناك صناديق عديدة أنشاها العرب لدعم قضية عروبة القدس . .فهل يتم استغلال حصيلة تلك الصناديق في مشروعات على أرض الواقع؟

- للأسف إن الدول العربية والإسلامية لا تسدد كامل حصصها في تلك الصناديق، ليس هذا فحسب، بل إن العقلية التي تدير صناديق القدس هي عقليات بيروقراطية، لدرجة أننا اقترحنا الكثير من المشروعات التي تهدف للحفاظ على معالم القدس العربية والإسلامية، وفي كل مرة كانت البيروقراطية تفوت الوقت علينا، وعندما يأتينا أمر صرف المال يكون تنفيذ المشروع من المستحيلات بعد أن تكون المعلومة قد وصلت لrdquo;إسرائيلrdquo; التي تسعى جاهدة لإفشال أي مشروع يهدف للحفاظ على عروبة القدس .

* كيف ترى ثورات ldquo;الربيع العربيrdquo; وهل صبت في مصلحة القضية الفلسطينية؟

- نحن نتوقع أن تسهم نتائج ثورات الربيع العربي في رسم مستقبل أفضل للقضية الفلسطينية، وربما الأمر يتأخر بعض الشيء، ولكننا متأكدون أن كل خير يصيب الأمة سيصب في مصلحة الفلسطينيين وثورات الربيع العربي من معالم الخير التي أصابت الأمة العربية، ولكن لا بد أن يعي العرب أن انشغالهم بنتائج ربيعهم، لا بد ألا يلهيهم عن الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ونأمل بألا يطول هذا الانشغال، خاصة ونحن على ثقة بأن الثورات العربية تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، كما قلت لك فقط عليهم أن يعينوا الشعب الفلسطيني على الصمود، وهذه الإعانة لا تحتمل التأخير وعلى العرب الوفاء بالتزاماتهم حيال الفلسطينيين بأقصى سرعة ممكنة .

* كيف ترى موقف العالم حيال القضية الفلسطينية خاصة وقد تدخل بقوة في الشأن الليبي وكذلك في الشأن السوري؟

- العالم الغربي للأسف يكيل بمكيالين ويبدو أن العالم كله تأثر بالولايات المتحدة التي تكيل بمكيالين منذ زمن طويل، ففي الوقت الذي يطالبون فيه الأنظمة العربية بتطبيق القوانين والمعاهدات الدولية واحترام حقوق الإنسان فإنهم يغضون النظر تماماً عن الحقوق الفلسطينية، وينسى العالم حينما يتحدث عن الفلسطينيين كل قوانين حقوق الإنسان وكل مبادئ الحريات التي يدعو لترسيخها، وكأن كل المعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بالحفاظ على حقوق الإنسان لا تطبق على فلسطين، ونحن نطالب القوى الكبرى في الغرب بالنظر إلى كل القضايا بعين واحدة ونظرة واحدة، وأن يبتعد عن الكيل بمكيالين، وإلى أن يصبح الأمر بهذا الشكل على الأمتين العربية والإسلامية أن تكون فاعلة ومؤثرة في حراك العالم .

* وماذا عن موقف أمريكا اللاتينية خاصة وقد أيدت محاولة فلسطين للانضمام للأمم المتحدة كدولة مستقلة لها عضوية كاملة في المنظمة الدولية؟

- بالفعل لقد لعبت دول أمريكا اللاتينية دوراً شريفاً ومؤثراً واندفعت بحماس شديد لتأييد الحق الفلسطيني في الانضمام للأمم المتحدة، والحمد لله فإن معظم دول العالم أصبح موقفها من القضية الفلسطينية موقفاً مؤيداً للحقوق الفلسطينية . . فقط نحن نحتاج لمزيد من الدعم العربي، خاصة على المستوى المادي لاستغلال هذا الزخم الذي أوجدته الظروف الأخيرة، ومن الممكن بقليل من الجهد والمال أن نصل إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تحتوي على مقدساتنا الإسلامية .

* يثير البعض بين الحين والآخر قضية شد الرحال إلى المسجد الأقصى كمحاولة للحفاظ على هويته الإسلامية . . هل تؤيد تلك الدعوة؟

- دعني أوضح شيئاً مهماً وهو أننا نرحب بكل مسلم يريد أن يأتي ليصلي في المسجد الأقصى، ولكن السؤال من المستفيد من وراء شد الرحال إلى الأقصى، الحقيقة والواقع يؤكدان أن الكيان الصهيوني هو المستفيد، فالاحتلال سيستفيد اقتصاديا من الرواج الاقتصادي الذي سيتسبب فيه كثرة السياح المسلمين في القدس، وسيستفيد سياسيا لأنه سيروج أنه لم يمنع المسلمين من زيارة مقدساتهم، وأنه فتح الباب أمامهم للزيارة والحج، باختصار فإن الاحتلال سيزداد قوة وفي الوقت الذي سيتيح للمسلمين الصلاة في الأقصى سيستخدم أموالهم في دعم الاستيطان وفي مصادرة أراضي الفلسطينيين، ونحن نتمنى أن يأتي اليوم الذي تفتح فيه فلسطين أبوابها للمسلمين من كل أنحاء العالم، على أن يدخلوا القدس تحت العلم الفلسطيني، حيث تسهم زيارتهم في دعم صمود الفلسطينيين، أما الزيارة اليوم فلن تتم إلا تحت العلم ldquo;الإسرائيليrdquo;، ولهذا فلا معنى لها، ومن الأفضل أن يبحث المسلمون عن دعمنا بشكل آخر ويكفي أن يكون هناك حشد رسمي وجماهيري يقول من خلاله العرب والمسلمون إنهم يقفون خلف كفاح الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه المحتلة وعلى رأسها القدس الشريف .

* وماذا عن دور منظمة اليونيسكو المعنية بالحفاظ على التراث الإنساني في القدس؟

- بعيداً عن اعتراف اليونيسكو بدولة فلسطين كدولة حرة مستقلة فإن اليونيسكو وللأسف الشديد لم تتعاون مع الأوقاف الإسلامية، وأنا في حقيقة الأمر أشك في مواقفها فما عرفناه أن اليونيسكو أقرت المخططات ldquo;الإسرائيليةrdquo; ومازالت ldquo;إسرائيلrdquo; مستمرة في تنفيذ مخططاتها، رغم أن خطورة المشروع ldquo;الإسرائيليrdquo; التي تكمن في تغيير المعالم والوقائع على الأرض، والتصرف بالأملاك الوقفية والاعتداء على الأوقاف الإسلامية، وبعد استكمال هدم التلة الترابية يخططون لإقامة جسر حديدي معلق يستوعب حركة السيارات فوقه، ويفسح المجال أكثر لدخول المتطرفين اليهود إلى المسجد الأقصى وباحاته، ومؤخراً قام أحد الأثرياء اليهود الموجودين في أمريكا بزيارة مدينة القدس وتجول فيها وتساءل عن المدن الإسلامية في المدينة المقدسة، وقيل له إنها أماكن عبادة فطلب من بلدية القدس ldquo;الإسرائيليةrdquo; إقامة كنيس يهودي له قبة كبيرة ومرتفعة عن مستوى المسجد الأقصى المبارك، وتم بناء هذا الكنيس في حارة الشرف في القدس، كما أقيم كنيس آخر له قبة قريبة جداً من الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى في منطقة حمام العين لا يبعد عنه أكثر من 150 متراً .

* بصراحة شديدة: هل تتوقع أن يأتي يوم تحل فيه القضية الفلسطينية؟

- نعم سيأتي ذلك اليوم ونحن مستمرون في الصمود حتى نحصل على كل حقوقنا، وسنحصل عليها بالسلم، وبالحرب سنحصل عليها وقضيتنا قضية عادلة ولن تضيع مهما حدث، فقط على العرب دعمنا وسنري الجميع أننا لن نترك حقوقنا مهما حدث .