جهود داخلية وإقليمية لإسقاط المالكي ومقربون نصحوه بتقديم استقالته
بغداد - باسل محمد
رغم استمرار احتفاله بنجاح تنظيم القمة العربية في بغداد, الخميس الماضي, شرع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في اتخاذ تدابير أمنية عاجلة ومهمة لمواجهة اي تداعيات قد تنجم عن تفاقم الخلافات بينه وبين رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وائتلاف اياد علاوي الذي يضم أغلبية سياسية سنية.
ومن أهم هذه التدابير تعزيز تواجد بعض قوات لواء التدخل السريع حول المنطقة الخضراء التي يتواجد فيها مقر مجلس الوزراء ومقر اقامته, ونقل بعض القوات العسكرية للانتشار حول محافظة ديالى باتجاه محافظة كركوك, المنطقة الأكثر حيوية والتي تشهد تجاذبات قوية بشأنها مع الاكراد سواء لجهة حقول البترول أو بسبب ملف المناطق المتنازع عليها.
وكشف مقربون من المالكي لmacr;quot;السياسةquot; ان رئيس الوزراء يراقب عن كثب تحركات بعض القادة العراقيين في بعض الدول الاقليمية وسفر البعض منهم الى واشنطن, في اشارة الى زيارة بارزاني الذي يجري محادثات وصفت بالحساسة مع المسؤولين الأميركيين.
وقالت النائب عالية نصيف, الحليفة للمالكي في البرلمان, لmacr;quot;السياسةquot; ان الاميركيين مازالوا راضين عن سياسات المالكي, وان الاتصالات مستمرة بين الأخير وواشنطن بشأن الأزمة السورية, مستبعدة أن تعمد واشنطن إلى بلورة محور داخلي عراقي لتغيير المالكي بسبب الخلاف معه في شأن الملف الوسوري.
وشككت في قدرة الأطرف السياسية على إطاحة المالكي والمجيء برئيس وزراء جديد, مشيرة إلى أن quot;الأكراد منقسمون فالرئيس جلال طالباني الذي يتحالف حزبه (حزب الاتحاد الوطني الكردستاني) مع quot;الحزب الديمقراطي الكردستانيquot; بزعامة بارزاني يؤيد بقاء المالكي, كما ان رئيس quot;حركة تغييرquot; الكردية نورشيروان مصطفى مستعد أيضاً لدعم المالكي, وفي الجانب السني هناك اختلافات بين محور رئيس البرلمان اسامة النجيفي ووزير المالية رافع العيساوي وبين محور اياد علاوي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الموجود حالياً في قطر, ويعني ذلك ان فرص إقامة تحالف داخلي لإسقاط المالكي عملية شاقة وصعبة في الوقت الحاضرquot;.
من جهتها, ذكرت مصادر وثيقة الاطلاع في بغداد أن المالكي يتوقع في اسوأ الاحوال سيناريوهين لتغييره: الأول ان تضغط دول اقليمية منها تركيا ودول مجلس التعاون الخيلجي بدعم اميركي في اتجاه اقامة تحالف سياسي جديد في الخريطة العراقية لاختيار رئيس حكومة جديد يضم الاكراد وائتلاف علاوي وبعض الشيعة. والثاني: أن تحدث حركة تمرد في القوات المسلحة العراقية من خلال ضباط موالين لواشنطن, شريطة ان يكونوا هؤلاء من الضباط الشيعة الكبار لكي لا يفهم هذا التحرك على أنه ضد الشيعة في العراق.
وأكد عادل برواري, احد قيادات حزب بارزاني, ان هناك شيئاً ما يعد لتحديد مصير المالكي في ضوء تفاقم خلافاته مع شركائه في العملية السياسية.
وقال برواري لmacr;quot;السياسةquot; ان زيارة بارزاني ومحادثاته في واشنطن تمثل مرحلةً حاسمة في ملف العلاقة بين المالكي وبين شركائه المختلفين معه, وان الاميركيين يمكن أن يتبنوا قراراً لمواجهة المالكي في ظل الخلاف معه بشأن الملف السوري, مضيفاً ان المالكي استفاد سياسياً من الانسحاب الاميركي من العراق على مستوى خلافاته مع شركائه السياسيين.
وفي سياق متصل, أفادت بعض التسريبات السياسية من اربيل, عاصمة اقليم كردستان, ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن كاشف بارزاني وعلاوي في محادثات سابقة بأن الانسحاب من العراق كان quot;خطأ فادحاًquot; وان الرئيس باراك أوباما يراجع بعض قناعاته بشأن قرار الانسحاب.
وقال الخبير الستراتيجي احمد القريشي لmacr;quot;السياسةquot; ان الانسحاب الاميركي من العراق الذي أنجزه المالكي أفقد واشنطن لعب اي دور في استبداله, مؤكداً أن هناك قراراً شيعياً ايرانياً ببقاء واستمرار المالكي لرئاسة الحكومة العراقية الحالية وربما المقبلة.
واضاف القريشي ان المالكي لديه مشكلتان اساسيتان مع الاميركيين: الأولى أنه ثبت لواشنطن أنه أقرب إلى الإيرانيين من خلال موقفه من الأزمة السورية, والثانية ان المالكي يسبح في تيار مختلف عن التيار الاميركي - التركي - الخليجي المؤيد لتنحي الرئيس السوري بشار الاسد.
وأمام المشهد الداخلي والاقليمي المتشنج, وحسب مقربين من quot;التحالف الوطنيquot; الذي يضم اغلبية سياسية شيعية, نصح مقربون من التحالف, المالكي بأن يكون من بين خياراته لمعالجة حالة التصادم السياسي بينه وبين بارزاني وعلاوي والسنة وبعض الشيعة, أن يبادر الى تقديم استقالته من رئاسة الحكومة خاتماً عمله بنجاح تنظيم القمة العربية الخميس الماضي.
التعليقات