راجح الخوري

بعدما قال الشيخ خليفة بن حمد: quot;ان فرص نجاح خطة كوفي انان لوقف العنف في سوريا لا تتجاوز 3 في المئةquot; علّق احد المتشائمين في بيروت بالقول ان امير قطر يبدو كريماً كعادته لأنه قياساً بالواقع في سوريا فان نسبة نجاح خطة انان هي صفر في المئة!
في هذا السياق يكفي ان يتأمل المراقب في اربعة امور ربما لكي يرى ان الشيخ حمد بدا مثل حاتم طي في كرمه ونسبة الثلاثة في المئة:
اولاً: استمرار اطلاق النار والقصف على المدن والاحياء واستمرار سقوط الضحايا بوتيرة يومية لا تقل اعدادها عما كانت قبل خمسة اشهر، ولهذا كان التحذير الاميركي من ان استمرار اعمال العنف يتعارض مع الالتزامات السورية امام انان، واذا استمر ولم يصمد وقف النار فان ذلك سيؤدي الى اعادة النظر في مبررات ارسال بعثة المراقبين!
ثانياً: ان الشروط التي وضعتها سوريا لعمل المراقبين الدوليين ستفضي سريعاً الى فشل هؤلاء في مهمتهم، ذلك ان دمشق تشترط الموافقة على جنسيات هؤلاء او رفضها، ثم انها تريد ان ترسم خطة تحركهم لكي تتحمل مسؤولية امنهم وهذا يعني انهم لن يتمكنوا من الاتصال بالمعارضة المسلحة التي تعتبرها دمشق عصابات ارهابية!
ثالثاً: ان المجتمع الدولي لا يمارس ما يكفي من الضغوط التي يمكن ان تساعد في انجاح مهمة انان، فالدول الغربية ليست على استعداد لتفعل اكثر مما فعلت وهي لم تفعل شيئاً تقريباً، وخصوصاً بعدما وفرت روسيا لها الأعذار المريحة عبر quot;الفيتوquot; وتعطيل مجلس الامن.
رابعاً: ان اجتماع المتابعة لمؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد في باريس امس راوح عند حدود الحديث عن العقوبات وهي لن تؤثر كثيراً في تغيير الوضع والدفع نحو الحل السياسي. كذلك ان اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية في الدوحة لن يضيف شيئاً الى الواقع الذي يواجه الستار الحديد الذي يقيمه الروس لحماية النظام.
في أي حال عندما قال الشيخ حمد من روما: quot;ان موقف مجلس الامن غير اخلاقي بإزاء شعب يقتل كل يوم ويتلقى الصمت فقطquot;، بدا وكأنه يحك جروحاً في موسكو التي حمّلها مسؤولية اجهاض الفرص امام quot;الشعب السوري الذي لا يلزمه دعم بالسبل السياسية بل بالاسلحةquot;، لهذا بدت تصريحات سيرغي لافروف امس، وكأنها تمثل رداً غير مباشر عليه إذ اتهم قوى خارجية بتقويض جهود كوفي انان.
للتذكير فقط، روسيا هي التي سارعت الى تسليح النظام وهي التي عطلت دور مجلس الامن وهي التي تتحمل مسؤولية استمرار الازمة وهي التي تعطل الحل السياسي عندما تتمسك بلغتها الخشبية ليطلق لافروف مثلاً صفة quot;المتمردينquot; على كل المعارضة السورية!