غسان سليمان العتيبي

شن المتأسلمون حرباً شعواء ضد شخص المرشح الرئاسي عمر سليمان.. متذرعين بكونه منتمياً إلى النظام البائد وبأنه من الفلول.. من دون ذكر المآخذ التي على شخص الرجل.. وما العيوب التي تشوبه.. والحق أن من يعمل عقله ويبحث قليلاً في مسيرة الرجل فسيجدها مشرفة وناصعة البياض.. فبدايته كان ضابطاً بالحربية ثم رئيساً للمخابرات الحربية ثم رئيساً للمخابرات العامة.. وطيلة تلك الحقبة عرف بطهارة اليد وقوة الشخصية.. ولم يسمع أنه تورط في قضايا فساد.. ولا قضايا جنسية أو ما شابه ولم تلطخ صفحته بشائبة واحدة.. الأكثر من ذلك أنه كان الخطر الذي يهدد نظام مبارك والأوحد الذي عارض التوريث.. وقد ذكر كثير ممن عاصر الرجل بأن خلافات كبيرة نشبت بينه وبين سوزان مبارك لأنه رفع تقارير إلى مبارك تحذر مبارك من خطر التوريث وخطر الانقلاب ونصحه بالتوقف عن ذلك.

ونتيجة لهذا لقي الرجل شعبية جارفة في الشارع المصري.. لأنه كان الصورة البيضاء في كتاب أسود.. ولهذه الأسباب وحين قامت الثورة المصرية وحمي وطيسها ولم يكن هناك ملجأ من الله إلا إليه.. في ذلك اليوم الذي يفر المرء فيه من أخيه وأمه وأبيه.. بحث مبارك عن الوجه الأجمل في نظامه ومن يلقى القبول في الشارع.. فلم يجد غير عمر سليمان.. فجاء به على الفور.. تلك الشواهد جميعها تدل على أن الرجل نظيف اليد.. فلا ينخدع الناس بحملة التشويه التي يقودها السلفيون والإخوان ضده لحاجة في أنفسهم معلنة وهي الوصول إلى السلطة بأي طريقة، سوية كانت أو ملتوية.. ولو أننا طبقنا نظرية عزل كل من هو منتمٍ إلى النظام السابق لقمنا بتجريف الشعب المصري كله.. فرؤساء الجامعات والمحافظون والحرس الجمهوري ورؤساء المحاكم والمحليات وا وا وا، كل هؤلاء طيلة ثلاثين سنة منتمون إلى النظام البائد.. فليكن الميزان هو الشخص ذاته هل أخطأ أم لا.. فلا تزر وازرة وزر أخرى.. وكل امرئ بما كسب رهين.. وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه.

ولو أردنا عقد مقارنة بين سليمان وحازم أبو إسماعيل الذي ثبت أن والدته أميركية الجنسية ولكن حالة الفوضى التي يشهدها الشارع المصري تجعل الخوف يدب في نفوس البشر وتجعل هناك محاذير تمنع اللجنة العليا للانتخابات من إعلان ذلك خوفاً من وقوع مذابح.. وبغض النظر عن كون والدته أميركية أم لا.. فمن هو حازم أبو إسماعيل؟!.. فلو قلنا عصام العريان نقول نعم فهو مناضل وسجن عشرات المرات وهو صاحب قضية.. ولو قلنا خيرت الشاطر نقول نعم وألف نعم فهو رجل الأعمال الذي لم يخش على ثروته ولم يختر الطريق السهل بل ناضل من أجل الحرية ورفض الظلم وسجن كذلك أكثر من مرة في سبيل ذلك.. لكن من هو حازم أبو إسماعيل؟! هل سمعت عنه من قبل؟ هل هو قامة علمية؟ هل هو قامة اقتصادية؟ هل هو قامة سياسية؟ الإجابة على ما سبق ستكون بـ laquo;لاraquo;.. إذاً هو لا يصلح أن يكون رئيساً لمجلس محلي وليس لدولة بحجم مصر.

أما أن تستغل سذاجة عامة الشعب.. ويستحوذ على عقولهم بنثر الأموال التي لا يعلم مصدرها فوق رؤوسهم.. فهذا أمر لا يبشر بخير.. فيا أمة البسطاء عليكم بالحذر ولا تغرنكم اللحى الملتصقة على وجوه زائفة.. فالمؤمن لا يكون كذاباً.