أوباما مستعد للعمل العسكري في سورية قبل الانتخابات الرئاسية إذا استمرت المجازر


لندن - حميد غريافي


اندلعت خلال الساعات ال 72 الماضية شرارات الحرب على نظام بشار الاسد, وفتحت عليه ابواب جهنم في مختلف القارات, بحيث انتقلت الاقوال الدولية الى افعال وتقاطر سفراء النظام السوري في اوروبا ومعظم دول الغرب الى جانب الولايات المتحدة quot;مكسوري الخاطرquot;, حسب ديبلوماسي بريطاني في الامم المتحدة, وquot;ملامح خيبات الامل والمرارة والاذلال بادية على وجوههم للعودة الى دمشق مطرودين لا أسف عليهمquot;, بعد مجزرة الحولة التي راح ضحيتها 108 قتلى غالبيتهم من النساء والأطفال, وحاولت السلطات التبرؤ منها عبر نسبها إلى ما تزعم أنه quot;جماعات ارهابية مسلحةquot;, حسب لجنة التحقيق التي شكلتها ولم يصدق أحد في العالم النتائج الأولية التي أعلنتها مساء أول من أمس.
وقال الديبلوماسي لmacr;quot;السياسةquot; في اتصال به من لندن, امس, ان كل الاستعدادات السياسية واللوجستية الحقيقية الهادفة الى الخلاص نهائيا من نظام دمشق, quot;اتخذت على هامشي مجلس الامن والامم المتحدة, سواء بتغيير مفاجئ في الموقفين الروسي والصيني تراهن جهات اميركية وبريطانية على حدوثه قريبا جداً, أو من دون موافقتهما على عمل عسكري لضرب مفاصل النظام السوري, من دون الحصول على قرار من مجلس الأمن, على الطريقتين الكوسوفية والبوسنية, بحيث تضطلع الولايات المتحدة بقيادة تحالف دولي عسكري تحت مظلة حلف شمال الاطلسي, لاحتلال المناطق التي يسيطر عليها النظام, بعد أسبوع أو عشرة أيام من القصفين الجوي والصاروخي بقاذفات quot;بي 52quot; التي ترابط بالفعل في قواعد اميركية في بريطانيا, وفي قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي, وفي قواعد تركيا الجوية, يتبعه اختراق بري بالدبابات والآليات العسكرية, بعد اجتياح فرق كوماندوس اوروبية الحدود السورية من تركيا والاردنquot;.
وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان بلوغ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حدود الرعب من حرب اهلية في سورية وصفها بmacr;quot;الكارثيةquot; وكذلك تحذير وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من أن السياسة الروسية ستؤدي إلى هكذا حرب, quot;تؤكدان ان كأس العلقم الدولي طفح من مشاهد المذابح والمجازر والاطفال المذبوحين والمدن والقرى التي تحولت الى ارض محروقة خالية من اي احياء, وان على موجة الاجرام غير المسبوقة التي اوجدها ابناء عائلة الاسد واقاربهم ومعاونوهم ان يوضع لها حد فوري من دون اي ترددquot;.
وكشف الديبلوماسي لmacr;quot;السياسةquot; نقلا عن نظراء اميركيين له في الامم المتحدة بنيويورك أن مقولة ان ادارة باراك اوباما غير مستعدة قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل لاتخاذ اجراء عسكري ضد سورية quot;ليست دقيقةquot;, الا ان الموقف مرتبط بتطورات الاحداث نحو الاسوأ, فالرئيس الاميركي لا يمكن ان يقف مكتوف اليدين من الآن حتى انتهاء الانتخابات إذا أدرك ان نظام الاسد سيرتكب مجازر اخرى مثل مجزرة الحولة, وبالتالي سيصبح غير قادر على تأنيب الضمير خصوصاً وان اوروبا باشرت بالسير نحو الحل العسكري, وقد قطعت الاميال الاولى باتجاهه عبر طرد سفراء سورية.