بمقدار ما يسرع laquo;حزب اللهraquo; في الانخراط الجدي كطرف شيعي في الحياة السياسية اللبنانية والتخلي عن استراتيجيته التي تربطه بالنظام السوري، بمقدار ما يخفف من وطأة التغيرات المقبلة على الشيعة في لبنان. اما الاستمرار في توظيف فائض القوة، فسيكون عرضة لاختبار صعب بعد انهيار التركيبة القائمة في دمشق حالياً.


إيلاف: يؤكد عبدالله اسكندر ان سقوط الحكم في سوريا سيترتب عليه تغيرات كبيرة، ليس فقط في النهج السياسي للحكم السوري المقبل ازاء لبنان وشؤونه وبما لا يتناسب مع مصلحة حزب الله، وانما ايضاً على مستوى المنطقة ايضاً ، بما يعيد طرح اسئلة حول الادوار التي انتهى اليها الغزو الاميركي للعراق وتمدد النفوذ الايراني.
وبمقدار ما يسرع حزب الله في الانخراط الجدي كطرف شيعي في الحياة السياسية اللبنانية والتخلي عن استراتيجته التي تربطه بالنظام السوري، بمقدار ما يخفف من وطأة التغيرات المقبلة على الشيعة في لبنان.
لكن الاستمرار في توظيف فائض القوة ndash; بحسب اسكندر - سيكون عرضة لاختبار صعب بعد انهيار التركيبة القائمة في دمشق حالياً.
من جانبه يشير خالد مخلوف ان الوضع السوري بات قاب قوسين من رحيل الأسد وكتابة سطور جديدة في تاريخ سوريا بدماء الشهداء ونضال الشعب السوري الذي يعبر عنه الجيش السوري الحر، الذي بسط سيطرته على عدد غير قليل من المناطق والمدن السورية، وبات يراهن على تحقيق المزيد من المفاجآت بعد الاقتراب من النصر وإعلان سقوط رأس النظام السوري، والذي سيتبعه بدون شك سقوط عدد من أذناب النظام في سيناريو مشابه لتونس ومصر وليبيا واليمن. هذان مقالان يحللان المتغيرات التي تلعب دورا في تحديد المستقبل السوري.
عبدالله اسكندر: حزب الله وسوريا
في الخطاب الأخير للأمين العام لـ laquo;حزب اللهraquo; السيد حسن نصر الله، ضمرت الاعلانات المتكررة عن ضرورة الاصلاحات في سوريا لمصلحة التأييد المطلق لنظام الرئيس بشار الأسد.
يتجاوز هذا الضمور الاستفزاز الذي يثيره لدى السوريين الذين ينالون على مدار الساعة من التدمير والقتل على يدي هذا النظام الى تأكيد الارتباط العضوي بين طبيعة الحكم في سوريا وظاهرة laquo;حزب اللهraquo; في لبنان، وإن كان شعار laquo;المقاومةraquo; حالياً هو الغطاء الذي يُقدم لتبرير هذا الارتباط.
كان لافتاً ان يشدد نصر الله على انه منهمك في القضايا الكبرى في المنطقة، اي ما يتعلق بإيران ومصير الحكم السوري، تاركاً القضايا الصغيرة في لبنان ليتسلى بها خصومه الداخليون، من حكومة ونقابات الخ... وفي هذا الاهتمام تنكشف، وربما للمرة الأولى بهذا الوضوح، طبيعة العلاقة التي تجمع طهران والنظام في دمشق و laquo;حزب اللهraquo;. وكان لافتاً ايضاً ان زعيماً شيعياً لبنانياً هو رئيس البرلمان وحليف laquo;حزب اللهraquo; الرئيس نبيه بري حذر، في اليوم التالي لخطاب نصر الله، من انعكاسات التقسيم في سوريا على لبنان. ودعا بري الى تحصين الساحة الداخلية من اجل تفادي الارتدادات السلبية عليها، اي الانعكاسات على طبيعة علاقات الطوائف اللبنانية في ما بينها.
تحدث نصر الله عن الدور السوري في تسليح laquo;حزبهraquo; ودعمه بالصواريخ خلال حرب تموز، لكنه لم يشر الى ان النفوذ الكبير الذي حصل عليه هذا الحزب، في الحياة السياسية اللبنانية وداخل الطائفة الشيعية، لم يكن على النحو الذي نعرفه لولا قدرة الضغط الاستثنائية التي مارسها النظام السوري على السياسيين اللبنانيين، وإرغامهم على الوقوف خلف laquo;حزب اللهraquo;، منذ انطلاقته على يدي الرئيس الراحل حافظ الاسد.
ويعتقد بأن هذا الدور السوري في رعاية laquo;حزب اللهraquo; هو الخسارة الفعلية للحزب وليس الصواريخ السوري الصنع.
لم يقلب laquo;حزب اللهraquo; ميزان القوى الحكومي في لبنان، عبر اطاحة حكومة سعد الحريري، بالصواريخ وانما بالنفوذ السوري على سياسيين لبنانيين غيّروا مواقفهم بفعل الضغط من دمشق.
واليوم، يترنح النظام السوري الذي يعتقد بأنه لن يكون قادراً، بعد الآن، على حكم سوريا الموحدة. وهو فشل في انهاء الحركة الاحتجاجية، رغم ما يملكه من ترسانة عسكرية وصواريخ.
يعني ذلك ان الترسانات القتالية، مهما كانت متطورة لا تحمي نظاماً استبدادياً وقهرياً. وهذه خلاصة ينبغي ان يتوقف عندها laquo;حزب اللهraquo;، بصفته تنظيماً شيعياً. فهو، رغم التهديد والوعيد والقمصان السود، لن يكون قادراً على الاستمرار في نهجه الحالي، عندما يسقط النظام في دمشق.
فسقوط الحكم السوري سيحرر كثيرين، في لبنان وفي الطائفة الشيعية خصوصاً، من عبء الضغط السوري، بما يعيد تركيب التحالفات على قواعد مختلفة. وعندها لن يكون laquo;حزب اللهraquo; قادراً على الحفاظ على الاستقطاب الحالي حوله، ولن تكون الصواريخ مفيدة، حتى لو جرى تغليفها بالنزاع مع اسرائيل.
ستترتب على سقوط الحكم في سوريا تغيرات كبيرة، ليس فقط في النهج السياسي للحكم السوري المقبل ازاء لبنان وشؤونه وبما لا يتناسب مع مصلحة laquo;حزب اللهraquo;، وانما ايضاً على مستوى المنطقة ايضاً. بما يعيد طرح اسئلة حول الادوار التي انتهى اليها الغزو الاميركي للعراق وتمدد النفوذ الايراني.
وبمقدار ما يسرع laquo;حزب اللهraquo; في الانخراط الجدي كطرف شيعي في الحياة السياسية اللبنانية والتخلي عن استراتيجيته التي تربطه بالنظام السوري، بمقدار ما يخفف من وطأة التغيرات المقبلة على الشيعة في لبنان. اما الاستمرار في توظيف فائض القوة، فسيكون عرضة لاختبار صعب بعد انهيار التركيبة القائمة في دمشق حالياً.
(الحياة)
خالد مخلوف: رحيل الأسد
ربما هي أيام قليلة أو ساعات التي تفصل الإعلان عن نجاح الثورة العربية الخامسة في سوريا بعد سقوط الأسد، فالشواهد على الساحة السورية مؤخرا كلها تدل على ذلك بعد استهداف كبار قادته العسكريين، ومنهم وزيرا الدفاع والداخلية ورئيس الاستخبارات، ناهيك عن الذين لم يعلن عنهم حتى الآن والموجودين ضمن القتلى أو الجرحى بإصابات خطيرة.
الوضع السوري بات قاب قوسين من رحيل الأسد وكتابة سطور جديدة في تاريخ سوريا بدماء الشهداء ونضال الشعب السوري الذي يعبر عنه الجيش السوري الحر، الذي بسط سيطرته على عدد غير قليل من المناطق والمدن السورية، وبات يراهن على تحقيق المزيد من المفاجآت بعد الاقتراب من النصر وإعلان سقوط رأس النظام السوري، والذي سيتبعه بدون شك سقوط عدد من أذناب النظام في سيناريو مشابه لتونس ومصر وليبيا واليمن.
شواهد سقوط الأسد متعددة على الساحتين الدولية والإقليمية ناهيك عن الساحة الداخلية، فبالونات الاختبار التي تطلق من حين لآخر تؤكد هذا الانهيار، وكان آخرها إعلان السفير الروسي في فرنسا عن إمكانية تنحي الأسد ولكن بطريقة حضارية، وهو الخبر الذي نفاه النظام الرسمي السوري، وهو خبر تم تسريبه من حلفاء الأسد ربما لتهيئة الرأي العام لمشهد الرحيل، والإعلان عن ذلك بقليل من حفظ ماء الوجه بالنسبة للرئيس السوري.
ورغم الفيتو الروسي الصيني الذي قوض قرارا من مجلس الأمن ضد سوريا، والذي يدل عمليا ربما على تماسك النظام السوري ومراهنة الدولتين العظميين على هذا النظام، فإن الوضع على الأرض بات يؤكد أن الأمور قاربت على الحسم، وأن سويعات قليلة قد تفصل عن مشهد النهاية الذي يتوقع الكثيرون أن يكون دراميا بالنسبة للأسد في حالة استمر في تحدي إرادة الشعب ولم ينج بجلده من سيناريو قد يعرضه لما تعرض له الرئيس الليبي.
استمرار ضغط أميركا والاتحاد الأوروبي في اتجاه رحيل الأسد والإعلان عن تفتيش السفن والطائرات المتجهة إلى سوريا والتضييق على توريد الأسلحة إلى النظام الجريح، يفتح الباب لمزيد من الإجراءات التي تصب في المزيد من حصار النظام في سوريا والضغط عليه، وهو وضع يعتقد الكثيرون أنه لن يتحمله الأسد وأركان نظامه كثيرا في ظل تنامي قوة الجيش الحر واكتسابه المزيد من الثقة.
انشقاق العديد من كبار قيادات النظام السوري على الأسد وانضمامهم إلى الجيش الحر يعزز أيضا من توقعات اقتراب مشهد النهاية، حيث إن المئات من الجنود أخذوا في الانضمام إلى هذه القيادات، مما يزيد من قوة وفاعلية الجيش الحر في مواجهة جيش الأسد.
سيطرة الجيش الحر على معابر سوريا الحدودية مع تركيا والعراق تشير أيضا بما لا يدع مجالا للشك للقوة التي أصبح يتمتع بها الجيش الحر، ورغم التسليح الخفيف الذي يمتلكه عناصره فإن الأسلحة الثقيلة التي يستخدمها جيش الأسد لن تجدي نفعا في حروب المدن والشوارع التي تفوق فيها الجيش الحر، وأصبح يحقق انتصارا تلو الآخر خلال الفترة القصيرة الماضية.
التخوف الكبير الذي تبديه تل أبيب من مشهد النهاية يدل بما لا يدع مجالا للشك على الدور الذي كان يلعبه الرئيس السوري في المنطقة، رغم الإيحاء للجميع بأنه أحد حلقات الممانعة ضد إسرائيل طوال سنوات طويلة، فالتخوف الإسرائيلي من السقوط المتوقع للأسد واضح للجميع، وعبرت عنه التخوفات الإسرائيلية من هذا السيناريو الذي يمكن أن يضر بالاستقرار الإسرائيلي النسبي في محيط مرشح للاشتعال بشكل أكبر في أي لحظة، من خلال الدائرة الملغومة التي تحيط بالكيان الصهيوني من كل مكان.
اللحظة الحاسمة في المشهد السوري باتت أقرب مما يتوقعه الجميع، وهي لحظة فارقة ستكتب في حلقات تاريخ الربيع العربي الذي أطاح بأنظمة دأبت على قمع شعوبها عقودا من الزمان وراهنت على الولاء للغرب، ضاربة عرض الحائط بمصالح شعوبها.. فمتى تحين اللحظة الحاسمة لرحيل الأسد؟.
(العرب القطرية)