فخري هاشم السيد رجب

بحجة وجود السلاح الكيماوي العراقي قامت الولايات المتحدة بصب جل اهتمامها، قبل احتلال العراق سنة 2003، على تخويف العالم من وجود السلاح الكيماوي، وان النظام العراقي سوف يستخدم هذا السلاح ضد شعبه، ودخلت القوات الاميركية بقرار من مجلس الامن، واحتلت وفتشت ولم تجد شيئا، وبدأت التفجيرات وخربت البلاد، وتحولت من السلاح الكيماوي الى ملاحقة ارهاب الطرزان بن لادن من شجرة الى شجرة، والمعلم عمر من دراجة هوائية إلى دراجة نارية، وكيف استطاعا الفرار مع كل هذه التكنولوجيا والاقمار الاصطناعية الحديثة التي تستطيع ان تكشف رقم لوحة سيارة.

أليس غريبا ان تتم العمليات الارهابية فقط في الدول العربية والاسلامية من العراق الى باكستان وافغانستان واليمن، واخيرا وليس آخرا سوريا التي كانت تتمتع بنعمة الأمن والأمان لعشرات السنين، اصبحت الآن بؤرة للعمليات الارهابية والمسلحة، بحجة الدفاع عن الحريات والديموقراطية!

الآن، وبعد المحاولات اليائسة، وفشل الولايات المتحدة في تغيير الحكم في سوريا لوجود الصقرين الروسي والصيني، تغيرت لهجة الولايات المتحدة لتعيد سيناريو العراق من جديد، وهي قصة ان سوريا تمتلك السلاح الكيماوي وخوفها من ان يقع هذا السلاح بأيدي الارهابيين، وهنا ستنتشر كلمة الكيماوي السوري في الاعلام، ليكون ذريعة وحجة للتدخل العسكري، وخوفنا الحقيقي هو ان تنتج لنا اميركا فيلم رعب كيماوي جديدا، وتلصقه على ظهر الجيش السوري، فإذا كان تمويل السلاح سهلا عن طريق منافذ برية، وبمساهمة - مع الاسف - عربية، فمن السهل تزويد المسلحين بكل أنواع اسلحة الدمار الشامل كبداية للتدخل واصدار قرار من مجلس الامن.

قبل ايام سمعنا عن مشروع عربي لحلحلة الوضع في سوريا، مع الاسف الشديد فمنذ بداية الازمة والابواب مغلقة امام الحل السياسي، وبالاستقرار السوري يتحقق التوازن العربي، ونحن ندعو كل الاطراف العربية بعيدا عن التدخلات الاجنبية، لإيجاد حل سياسي سلمي في سوريا، والجلوس على طاولة الحوار لتبقى لنا هناك دولة عربية وجيش عربي نتغنى به، علما بان الانتخابات الرئاسية مقبلة كما هي حال دول عربية اخرى، والشعب السوري قادر على ان يحدد مصيره كدولة حضارية تجاوز عمرها 7000 عام.

أهل الشام ادرى بشعابها.