حسن عبد الله عباس


قرأت ما قاله مسلم البراك واحمد السعدون قبل كم يوم في ندوة الداهوم من الصحافة، وقلت في نفسي ان ما يقوله اعضاء الشعبي صحيح ولا يخاله الشك. لكن مع يقيني بصحة الكثير ما قيل في هذه الندوة او ما سيقال اليوم في الارادة، عندي كلام يجب على اعضاء laquo;الجبهة الوطنيةraquo; (ان ما تشكلت) ان يسمعوه ويفهموه ايضا. سأتحدث من زاوية مذهبية ضيقة، أتحدث كمواطن شيعي يمثل نفسه لا احد اخر، اتحدث عما يجول بخاطري من خوف وريبة بالضبط نفس الشعور الذي يجول بخاطر الكثيرين غيري.
الكويت كانت منذ خمسين عاما وما زالت تعبث بها ايدي الفساد! وكما ان في الكويت حكومة من خمسين عاما، كانت حكومات الظل تتلاعب بها ايضا ومنذ خمسين عاما! ونعم صحيح وكما يقول البراك الكويت الوحيدة التي فيها فساد لكن دون حرامية! نعم فيها طبقية وعنصرية! نعم فيها كل ما يُقال في ندوات القوم!
لكن دعوني اقول لكم ان اكثر من تظلم وتعرض وتأثر بهذه المفاسد هم شيعة هذا البلد، اكثر من اكتوى بنار الفصل العنصري هم الشيعة، اكثر من مُنع من الدخول في الجيش والمراكز الامنية، اكثر من استبعد عن المراكز القيادية، اكثر من اضطهد وزج به في سجون أمن الدولة، أكثر من سُلب رأيه، اكثر من حورب في عقيدته في وسائل التعليم العام الذي يفترض فيه حماية ابناء البلد من التفرقة والتشتت ووضعهم تحت مظلة الوحدة هم الشيعة، أكثر من وضع في خانة الاقصاء السياسي والاجتماعي بشكل ممنهج ورسمي هم شيعة هذا البلد، ومن لا يصدق فليرجع الى حقبة الثمانينات من القرن الماضي.
بعد هذا دعني اقول لك يا البراك ويا السعدون، انتم يا من خيرتم الشيعة بين أمرين: بين القبول بدولة الفساد وسراق الجيب وحقوق الأجيال القادمة، وبين دولة التمييز العنصري وسراق الفكر والعقيدة، انتم يا من خيرتمونا بين ان نحمي جيوبنا او ان نحمي ارواحنا، يا من خيرتمونا بين ان نحمي املاكنا او حياتنا، اقول لكم اني شخصيا ان لزم الامر ولم يعد لي الخيار، أرضى وأفضل من يسرقني جيبي على من يسرق وجودي وارضي.