جاسر عبد العزيز الجاسر

أخيراً رفعت الولايات المتحدة الأمريكية اسم المنظمة الإيرانية الوطنية (مجاهدي خلق) وتعني باللغة الفارسية مجاهدي الشعب من قائمة الإرهاب التي تتصدرها وزراة الخارجية الأمريكية كل عام.

الإجراء الإمريكي هذا منتظر منذ وقت طويل, ويعد أحد الترضيات للمعارضة الإيرانية بعد أن عجزت الإدارة الإمريكية على إبقاء معسكر اللاجئين الإيرانيين في الخالص بمحافظة ديالى الذي حمل اسم معسكر أشرف، والذي أغلقته حكومة نوري المالكي بضغط قوي من النظام الملالي في إيران, وقد أقنعت واشنطن قادة مجاهدي خلق التي ينتمي إليها المقيمون في معسكر أشرف بالاتفاق الذي توصلت إليه مع حكومة نوري المالكي والذي يقضي بنقل اللاجئين الإيرانيين من معسكر أشرف إلى معسكر آخر حمل اسم ليبيرتي (الحرية).

وكان منسق وزارة الخارجية الأمريكية لشئون مكافحة الإرهاب دانييل بنيامين قد أكد في وقت سابق أن إغلاق معسكر أشرف بنجاح وأمان سيكون عنصراً أساسياً في قرار كلينتون فيما يتعلق بوضع مجاهدي خلق.

ووافقت المنظمة على الإنتقال من معسكر أشرف الواقع على بعد 80كلم شمال شرق بغداد إلى معسكر الحرية القريب من العاصمة تمهيداً لمغادرة العراق نهائياً, وكانت محكمة استئناف أمريكية قد طالبت كلينتون إعلان موقفها إزاء وضع منظمة مجاهدي خلق بحلول الشهر المقبل, وهو حكم رحب به أنصار المنظمة بوصفه إنتصاراً لهم.

وتقول منظمة مجاهدي خلق التي ظلت مدرجة في القائمة الأمريكية السوداء للإرهاب منذ عام 1997م إنها نبذت العنف, وطالبت من الولايات المتحدة شطب اسمها من تلك القائمة.

ومعسكر أشرف الذي يبعد عن بغداد 80كم كان قريباً إلى حد ما من الحدود العراقية الإيرانية, ونقل اللاجئين الإيرانيين إلى معسكر ليبيرتي كان الهدف منه إبعاد اللاجئين الإيرانيين من تلك المنطقة, ومن ثم تجميعهم إلى حين قبول دول أخرى باستضافتهم, وقد وقعت حكومة المالكي مذكرة مع واشنطن العام الماضي لتنفيذ خطة نقل اللاجئين الإيرانيين الذين تم نقلهم فعلاً وبصورة قسرية إذ شهد معسكر أشرف مواجهات دامية بين عناصر الجيش العراقي ومسلحين من المقيمين في المعسكر في إبريل من العام الماضي, أسفرت عن سقوط 38 قتيلاً وأكثر من 300 جريحاً؛ واتهمت منظمة مجاهدي خلق الجانب العراقي بالبدء بالهجوم.

وفي أعقاب تلك المواجهات, أكدت بغداد على ضرورة مغادرة الجماعة الإيرانية الأراضي العراقية باستخدام جميع السبل بما في ذلك الوسائل السياسية والدبلوماسية وبالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وتبدل الموقف العراقي الرسمي حيال مجاهدي خلق بعد الغزو الامريكي , حيث كان نظام الرئيس الراحل صدام حسين يستضيف عناصر الجماعة الإيرانية المعارضة, ولكن بعد الغزو تشكلت حكومة عراقية بمعظمها من شخصيات شيعية مقربة من طهران, التي ترغب إغلاق المعسكر الواقع على مقربة من حدودها.

والآن بعد رفع اسم منظمة مجاهدي خلق من لائحة الإرهاب التي تلتزم بها تقريباً جميع الدول, أصبح لهذه المنظمة القوية والتي تشكل رأس الحربة في النضال الذي تقوم به الشعوب الإيرانية للتخلص من نظام الملالي في طهران مما سيجعلها أكثر قدرة على مقارعة النظام وتحقيق اختراقات داخل المجتمع الإيراني.