كارلا خطار

لم تخرق العاصفة الطبيعية في لبنان سوى عاصفة سياسية سيادية حملت لواءها قوى 14 آذار، تهبّ لبناء لبنان الدولة التي تحترم مواعيدها الدستورية متخطية كل المخاطر الأمنية. وإن كانت العاصفة الطبيعية المثلجة وقتية وزمنية، فإن عاصفة الحرية الدافئة التي تشعلها قوى 14 آذار تتابع مسارها الإستقلالي مهما اشتدت رياح الإنقلاب على الشرعية والدستور.. وكان آخرها أن هذه القوى مصممة على إجراء الإنتخابات النيابية.
في تفاصيلها، تحمل ثورة قوى 14 آذار، حضوراً قوياً وفاعلاً ومحرّكاً للحياة السياسية / الإنقلابية التي لا تبعث سوى بالملل السياسي والتدهور الإقتصادي والهيمنة على كل مفاصل الدولة. أما في عنوانها العريض، وحدها قوى 14 آذار التي تجرؤ على تحدّي مخاطر الإغتيال لتتسلح بالقانون وتحتمي بفندق في وسط بيروت، ناقلة الى طاولة المجلس النيابي هواجس أكثرية شعبية ترفض هيمنة السلاح غير الشرعي وتطالب بصحة تمثيلها في البرلمان.
وبذلك تكون قوى 14 آذار، من جهة، قد قطعت شوطاً في تسهيل التوافق على قانون انتخابي، داحضت اتهامات قوى 8 آذار لها بأنها تريد قانون الستين، ومن جهة اخرى تكون قد حصرت الخيارات للوصول الى قانون الخمسين دائرة الذي يلقى موافقة جميع أعضائها دون أن تضع العراقيل في وجه التصويت النيابي على قانون يحظى بغالبية نيابية.
قوى 14 آذار تحدّت المخاطر الأمنية، ليكون ممثلوها في لجنة التواصل quot;نزلاءquot; سياسيين في فندق يقع ضمن النطاق الأمني للمجلس النيابي.. فهل سيتمكنون من مواجهة عاصفة القوانين الإنتخابية والإنقلابات غير الدستورية، ليكون إنقاذ لبنان من حافة الهاوية وشفاؤه من الفساد quot;على يدهمquot;؟


يظهر عضو لجنة التواصل وعضو كتلة quot;المستقبلquot; النائب سيرج طورسركيسيان تفاؤلاً في عمل اللجنة قائلاً quot;طبيعي أن نحرز تقدماً، فهذا أملنا وإلا لما كنا حضرنا رغم المخاطر الأمنية أو quot;أوجعنا رأسناquot; بهذه الصعوباتquot;. ويتابع quot;فقد حضرنا بنوايا حسنة للوصول الى نتيجة بما فيه خير البلدquot;.
ويصف طورسركيسيان التقدم بأنه quot;بداية لمسquot;، متابعاً quot;ما زلنا في الأشواط الأولىquot;. ويشدد quot;نحن لم نتنازل عن أي شيء، إذا ما تمت قراءة الأمور من المنظار الآخرquot;، شارحاً quot;هناك عملية وضع يد على البلد عبر الحكومة من خلال تسليط يد السلاح على لبنان واستعمال هذا السلاح في قانون الإنتخاب وفي كل مفصل في الحياة اللبنانيةquot;.
من جهته، علق عضو كتلة quot;القوات اللبنانيةquot; النائب فادي كرم على المشاورات بالقول quot;ليس هناك من معطيات حتى الآن تشير الى تفاؤل أو تشاؤم، فالشريك في الوطن ليس مقتنعاً ببناء وطن ولكن في نهاية الأمر رهاننا على الدولة والمؤسسات سينجح، وسيفشل كل من يراهن على الأنظمة الديكتاتورية وعلى القمع وتشويه آراء الناس وحسن تمثيلهمquot;.
وأكّد كرم على أنه quot;بانتظار انتهاء جولات تشاور لجنة التواصل، علماً أننا نحاول قدر المستطاع أن نكون إيجابيينquot;. وعمّا إذا كانت قوى 8 آذار ستحبط مرة جديدة مسيرة بناء الدولة، يقول كرم quot;نحن كما يقال quot;أم الصبيquot;، ورهاننا على الدولة ومؤسساتها ولا نملك حلاً سوى الذهاب باتجاه تقوية الدولة وبناء المؤسسات التي تتم فقط من خلال بناء الديموقراطية عبر الإستحقاقات الإنتخابيةquot;.