يوسف سليمان شعيب

-بماذا نبدأ؟ وماذا نقول؟ لقد أصبحنا لا ندري من على حق ومن على باطل، لقد ضاعت منّا كل المعايير والمقاييس التي تجعلنا عارفين بذلك الشخص الذي يعشق الكويت وأهلها، وبذلك الشخص الحريص على الكويت وأهلها، وذلك الشخص الذي يدافع عن الكويت وأهلها.
أصبحنا نجهل من المخطئ أو الجاني؟ ونتساءل هل هو على صواب أم مجني عليه؟ أصبحنا كالأغراب في بلادنا وبلا أمان، لا ندري من أين سيأتي الطعن، ومن الطاعن ومن المطعون؟ اختلطت الأوراق، وتداخلت الألوان، وأصبح لون حياتنا رمادياً، وهواؤنا ذا رائحة غير محببة ومياهنا ملوثة.
هل هذا الزمان زمن تصفية حسابات، أم أنه زمن التطاول على الحريات باسم الحرية والديمقراطية، أم أنه زمن رحيل الكيان، أم أنه زمن الدمار الشامل لكويت المحبة والسلام؟!
نتذكر عندما وقف أمير القلوب في مقر الأمم المتحدة، وأمام الدول الأعضاء، في فترة الغزو الصدامي الغاشم، قال إننا نتطلع أن تكون الكويت دار أمن وأمان وواحة وافرة الظلال يعيش عليها كل الخيرين والشرفاء. ولا ننسى ما قاله الأمير الوالد في كل محفل دولي، بأننا سنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الكويت واستقرارها، أين نحن الآن من هذه المقولات التي تسطر بماء من ذهب على جبين كل كويتي يعشق هذه الأرض، أين نحن من كل الأمنيات والأحلام؟!
إننا نجزم أن الكل لا يعجبه الحال التي وصلنا إليها، ونجزم أن ما يقوم به البعض من ممارسات لا يقبلها عقل ولا منطق، لا يقبلها ولا يرضاها شعب الكويت، ونجزم بأن الشعب الكويتي بأطيافه كافة لا يقبل التقصير من السلطة، ولا يقبل التهاون في تطبيق القانون، ولا يقبل بنهب خيرات البلاد، ولا يقبل باستغفاله، ولا يقبل بدفعه ضد حكامه، ولا يقبل أن يكون كائنا من كان فوق المساءلة الشعبية والقانونية، ولا يقبل أن تكون بين أطيافه المختلفة أي تفرقة (عنصرية، قبلية، طائفية، حزبية، فئوية)، الكل كويتيٌ لا تفرق بينهم الألقاب المصطنعة.
ننادي، من أعلى سلطة في البلد إلى أصغر شخص، ونناشدكم لمّ الشمل، نناديكم بالتكاتف لإزالة السوس الذي ينخر في أركان المجتمع، نناديكم للوقوف في وجه كل من تسوّل له نفسه زعزعة صفوفنا، نناديكم بالحرب على كل من يريد الدمار لنا وللديرة الطيبة.