عبدالله مغرم

تأتي قمة الرياض في وقت بالغ الصعوبة والتعقيد فمؤشرات التنمية عليلة ولا أبلغ من الإشارة إلى أن معدلات البطالة في العالم العربي تشكل ما نسبته 54% من إجمالي قوى العمل العربية بحسب تقرير صادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسيا ويبلغ عدد المواطنين الذين يعانون من نقص التغذية 40 مليون عربي بينما 100 مليون عربي تحت خط الفقر ونسبة الأمية في العالم العربي تشكل مانسبته 29.7% من اجمالي عدد المواطنين العرب.

تنطلق قمة الرياض غداً في واقع عربي مختلف ربيع ثورات كلف بعض الدول العربية أعباء اقتصادية وسياسية واجتماعية تضاعف فيه معانات مواطنيها وبين حكومات لفظها التاريخ وحريصة على البقاء في سدة الحكم وبين فراغ سياسي في دول أخرى شكلت تربة خصبة لانتشار الفكر المتطرف، وبين إعلان صندوق النقد الدولي حاجة العالم العربي إلى 22 ألف وظيفة جديدة يومياً في ظل هذه الظروف المتشابكة والمعقدة تأتي قمة الرياض.

المطلوب الآن الخروج بتوصيات عملية سريعة التنفيذ ليس جوهرها تعزيز دور القطاع الخاص في التنمية من خلال التمويل ومشروع الاتحاد الجمركي العربي في العام 2015 والسوق العربية المشتركة في العام 2020 فحسب، بل بتطوير وتعزيز دور الشباب العربي في التنمية من خلال إيجاد المشاريع التعليمية النوعية التي تسهل للقطاع الخاص العربي توظيفهم في العالم العربي أو حول العالم وسحب وقت الفراغ الذي يعاني منه الشباب بتوجييهم إلى الإنتاج والإبداع والابتكار وتعزيز مناخ ملائم لازدهار حركة التأليف والنشر وتهيئة المناخ لاستنساخ وتطوير نماذج تحاكي التجارب التنموية المميزة كتجارب سنغافورة وماليزيا وكورية الجنوبية وتجربة الاتحاد الأوروبي والتي بدأت باتحاد جمركي واكتملت بالسوق الأوروبية المشتركة، والعملة الموحدة في العام 2002م وقد تكون خارطة الطريق بالاستفادة من مشروع مارشال الذي خططته الولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية ونفذته بعد انتهاء الحرب لمكافحة البطالة والفقر وإعادة تنظيم الاقتصاد ومكافحة الفكر الشيوعي من التغلغل في أوروبا كل ذلك يحتم بالضرورة تقييم آثار الربيع العربي على المنطقة وإعداد سيناريوهات المستقبل في حال ستؤول بعض الدول للتقسيم لوجود حكومات رفضتها مجتمعات وحريصة على البقاء في الحكم ما يحتم التفكير في البدء بمشروع إعادة إعمار شامل وتقييم الآثار المستقبلية للأجيال التي تنشأ تحت وطأة احتلال المستعمر العربي وشريكه الأجنبي.

قمة الرياض فرصة بالغة الأهمية لخروج العالم العربي من أزماته الطاحنة وهي رهن بتجاوز الخلافات بين القيادات السياسية والتي أشار لها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في أكثر من موضع ويتطلب من القيادات السياسية الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية في هذا الوضع البالغ التعقيد ويتطلع الجميع إلى قرارات تعيد الثقة إلا ما يمكن ان تقدمه جامعة الدول العربية للإنسان العربي في حياة كريمة ومنافسة الأمم المتقدمة.