السيد أمين شلبى


فيrlm;10rlm; ديسمبر عامrlm;2009,rlm; وبعد شهور من انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدةrlm;,rlm; منحته لجنة نوبل للسلام جائزتها السنويةrlm;.

وفي خطابه في الاحتفال بتقديم الجائزة قال نوريورن الجلاند رئيس اللجنة, مفسرا دوافع واعتبارات منح الجائزة أنها: لجهوده غير العادية لدعم الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب.
وقد أعطت اللجنة أهمية خاصة لرؤية أوباما ولعمله لعالم خال من الأسلحة النووية. واستشعارا لما قد يثور من أن أوباما لم يحقق بعد انجازات محددة قال إن جائزة نوبل لم تستخدم فقط لتكريم انجازات محددة, لكن أيضا لإعطاء قوة دفع لمجموعة من القضايا وهكذا فإن الجائزة تقدم دعوة للعمل خاصة في عالم يسود فيه توتر كبير وحروب عدة وصراعات لم تحل ومواجهات علي عدة جبهات حول العالم. كما أن هناك الخطر الوشيك لانتشار الأسلحة النووية وانحطاط البيئة والانبعاث الحراري العالمي وكما وصفت مجلة تايم حديثا أننا نتجه إلي نهاية هي الأسوأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد أسند رئيس اللجنة لأوباما ما قاله دزموند توتو الحائز علي جائزة نوبل أنه خفض من درجة حرارة العالم.
الواقع أن منح أوباما جائزة نوبل للسلام, قد جعل الخبراء والمحللين يستدعون وصية ألفريد نوبل عن الشخص الذي يستحق الجائزة بأنه هو الشخص الذي فعل أفضل عمل للأخوة بين الأمم ومن أجل إزالة أو خفض الجيوش وعقد والترويج لمؤتمرات السلام, فهل حقق أوباما معايير ألفريد نوبل حول من يمنح الجائزة ؟
نتذكر أن نقاشا عريضا قد دار حول هذا السؤال بين من تقبلوا تفسيرات اللجنة لمنح الجائزة, مثل كوفي عنان, الذي اعتبر أنه في عالم تتزايد فيه التحديات والتقلبات فإن الرئيس أوباما أعطي احساسا بالأمل والتفاؤل لملايين حول العالم وأظهر أن الطريق الوحيد الي الأمام من خلال التعاون الحقيقي مع الآخرين, واعتبر الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري انه من الواضح أن لجنة نوبل أرادت ان تشجع اوباما حول هذه الاسئلة الذي يناقشها علي مسرح العالم. أما من انتقدوه, فقد تراوحوا بين النقد الخفيف حيث اعتبروا الجائزة قد أعطيت في غير أوانها, وبين من اعتبروا أن أوباما لم يقدم أي اضافات تبرر الجائزة.
مجلة ايكونوميست البريطانية اعتبرت في عددها الصادر في9 أكتوبر2009 أن أوباما مازال رئيس حرب بين سياسته في الاندفاع في أفغانستان وقراره أن يظل محتلا العراق بقوات ضخمة موجودة في العديد من القواعد الأمريكية العسكرية في البلد كلها, وحتي بعد مغادرة بعض القوات الأمريكية, كجزء من الاتفاق الذي عقد خلال ادارة بوش وتأييده لضربات مميتة ضد الارهاب والصومال بأعداد يومية لا تحصي من الموتي. هذا فضلا عن فشله في ما حاوله من تحقيق تسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. ويثير من انتقدوا منح أوباما الجائزة, علي أساس أنه قدم إلهاما من أجل عالم خال من الأسلحة النووية وهي حجة موضع تساؤل فهو في الوقت الذي يحاول فيه وقف برنامج ايران, يسمح بامتلاك اسرائيل هذه الأسلحة, وأنه أجهض المؤتمر الدولي الذي دعت اليه الأمم المتحدة لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.
في مناقشة هذه الملاحظات مع تولي أوباما ولاية ثانية, يثور احتمالان: الأول أن أوباما سوف يعيد رؤيته التي بدأ بها ولايته السابقة حول الدولة الفلسطينية المستقلة ووقف بناء المستوطنات وسوف يشجعه علي هذا أنه لن يعود مقيدا بالاعتبارات الانتخابية ومجموعات الضغط. أما الاحتمال الثاني فهو أن أوباما سيظل يتذكر إحباطه في محاولته الأولي وتحدي بنيامين نيتانياهو له واستسلامه لهذا التحدي, بل إن نيتانياهو لن يعود فقط لرئاسة الحكومة, بل ومع تصاعد التيار الديني القومي الذي يمثله حزب البيت اليهودي وزعيمه النجم السياسي الصاعد نفتالي بينت وسيكون البند الأول في جدول أعمال العلاقات الامريكية الاسرائيلية هو ايران وبرنامجها النووي, فضلا عن تعقيدات الوضع الفلسطيني وانقساماته.
يتوقع خبراء العلاقات الدولية والشئون الأمريكية أن سياسة أمريكا الخارجية في ولاية أوباما الثانية لن تشهد تغيرا عن ولايته الأولي وأنها ستكون حريصة علي ألا تنخرط في نزاعات اقليمية, فضلا عن إنها مثقلة بالقضايا الداخلية: الاقتصاد, تقييد استخدام السلاح, الهجرة والطاقة, فهل يعني هذا أن السنوات الأربع المقبلة لن تشهد انجازا لأوباما يضيف اسمه للرؤساء الأمريكيين: ثيودور روزفلت, في دوره في الحرب اليابانية الروسية عام1905 وودرو ويلسون لدوره في تأسيس عصبة الأمم عام1919 وآل جور عام2007 لجهوده في وضع قضية التغير المناخي علي جدول أعمال السياسة الدولية, أم أن حرص أوباما علي كيف سينظر له التاريخ, وأن يثبت أن الآمال التي وضعتها فيه جائزة نوبل قد تحققت, سوف تدفعه الي تحقيق انجاز حول قضايا تهدد الاستقرار الدولي: النزاع الفلسطيني الاسرائيلي البرنامج النووي الايراني, البرنامج النووي الكوري, مزيد من خفض الأسلحة الاستراتيجية مع روسيا, حيث مازالت مع الولايات المتحدة تمتلكان95% من أسلحة العالم النووية.