محمود معروف

تشكل مشاركة مغاربة في الحرب بسورية قلقا بالاوساط المغربية بما فيها الاوساط الداعمة لمعارضي الرئيس السوري بشار الاسد، وتخشى من استنساخ تجربة الافغان المغاربة او الشبان المغاربة الذين قاتلوا في البوسنة والشيشان او يقاتلون الان الى جانب الجماعات المتشددة بمالي.
وتتكتم السلطات المغربية الرسمية حول هذه المشاركة خاصة مشاركة شبان من شمالي البلاد التي تتلقى عائلات من يقتل التعازي بسرية او بنطاق محدود.
الا ان الشباب من المهاجرين المغاربة بالدول الاوروبية الذين يلتحقون بالجماعات المسلحة هنا او هناك، يشكلون الاهتمام الاكبر للجهات الامنية التي تتابع هذا الملف.
وقال عبدو المنبهي رئيس المركز الأورومتوسطي للهجرة والتنمية ان هناك اكثر من 150 شابا هولنديا من أصول مغربية التحقوا بسورية للمشاركة في الحرب الدائرة هناك، مؤكدا في ندوة بالرباط امس الاربعاء أن في هولندا توجد 'جماعات متطرفة من دول عدة دول عربية ضمنها المغرب، تستعمل الإسلام لتمرير خطابها الإيديولوجي المبني على نشر وترسيخ ثقافة العداء والكراهية وممارسة العنف'.


وعقدت جمعيات مغربية ناشطة بهولندا، لقاء الاحد بالمسجد الكبير لأمستردام، للتداول في ظاهرة التحاق الشبان المغاربة بهولندا بالمقاتلين السوريين وعبرت عن قلقها من الظاهرة وعن تعازيها لعوائل وأقارب من لقوا حتفهم هناك.
ونددت الجمعيات، ومنها جمعيات المساجد المغربية بأمستردام، بـ 'الجماعات المتطرفة التي تستعمل الإسلام لتمرير خطابها الأيديولوجي المبني على نشر وترسيخ ثقافة العداء والكراهية وممارسة العنف'، وأوردت ضمن بيان نشره موقع هسبريس أن هذه الجماعات 'لا تمت الى الاسلام بصلة، وتستغلّ الشباب في ما يتناقض كليا مع مبادئ الاسلام الداعية الى السلام بين جميع البشر'.
وطالب الملتقون بـ 'المسجد الكبير' الدولة الهولندية بـ 'حماية الشباب من التطرف، وفقا لمضمون القانون الهولندي، باتخاذ الإجراءات الضرورية الكافلة لحماية المجتمع'، كما نادوا بـ 'تجريم الإسلاموفبيا ومواجهة الميز العنصري بكل أشكاله..'، إضافة إلى 'التشاور مع الجالية المغربية توفيرا لسبل الوقاية من خلال تشجيع و دعم المبادرات الهادفة والمرسخة لمبادئ المواطنة ونبذ العنف عبرالتكوين والتعليم و محاربة الأفكار المتطرفة'.
واتت المبادرة من اتحاد المساجد المغربية بهولندا و المركز الأرومتوسطي للهجرة والتنمية، ومجلس المساجد المغربية بشمال هولندا، ومؤسسة الشباب أركان، ومؤسسة أركان، وهي التنظيمات التي عبرت عن نية إنشاء مركز استماع يكون في خدمة العائلات و الشباب كي تقدم المساعدة و الاستشارت. وعبرت الجمعيات عن تضامنها مع محنة الشعب السوري، وطالبت هولندا، زيادة على المنتظم الدوليّ بتحمّل المسؤولية لوقف الحرب بسورية.. وقالت إنّها 'تنادي الراغبين، من الجالية الإسلامية في هولندا، لتقديم المساعدات الإنسانية عن طريق المؤسسات المشروعة'.