طهران ndash; محمد صالح صدقيان

لم يستبعد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني ترشحه لانتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، وشنّ هجوماً عنيفاً على الرئيس محمود أحمدي نجاد، معتبراً أن بلاده laquo;لا تملك سياسة حرب مع إسرائيلraquo;.

وقال إن الحكومة laquo;مدينة للشعب بـ500 تريليون تومان (200 بليون دولار)، و200 تريليون للمصارف، و50 تريليوناً على شكل قروض و200 بليون على شكل رواتب وديون مستحقةraquo;.

ولدى لقائه صحافيين وكتاباً وجامعيين إصلاحيين حضّوه على الترشح للانتخابات، اتهم رفسنجاني نجاد باستبعاد الكفاءات، لافتاً إلى أن الرئيس الإيراني ينتقد الحكومات السابقة، لكنه تجنّب ذكر الحكومة التي أدارت البلاد خلال الحرب مع العراق (1980-1988)، لأن مرشد الجمهورية علي خامنئي كان رئيساً آنذاك.

ولفت رفسنجاني إلى أن نجاد كان محافظاً لإقليم خلال توليه الرئاسة (1989-1997)، مضيفاً: laquo;أعرفه جيداً، وأدرك أن هدف سياسته هو استبعاد القوى الثورية وتشويه سمعتهاraquo;. ورأى أن الحكومة لم تنفّذ سوى 23 في المئة من موازنة التنمية الرابعة التي أمر بها المرشد، معتبراً أن laquo;هذه النسبة يمكن تحقيقها من دون حكومةraquo;.

وشكّك في صدقية الوزراء، متسائلاً laquo;هل يمكن الاعتماد على شخصيات تغيّر تصريحاتها بسهولة؟raquo;، ووصف السياسة الخارجية لحكومة نجاد بأنها laquo;سيئةraquo;، مذكّراً بأن الأخير كان اعتبر القرارات التي أصدرها مجلس الأمن وفرضت عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، laquo;أوراقاً بالية، اغلوها في الماء واشربوهاraquo;.

ولفت رفسنجاني إلى أن هذه القرارات laquo;كلّفت البلاد غالياًraquo;، وزاد: laquo;أملك شريطاً مسجلاً منذ أكثر من سنتين، توقّعت خلاله وصول إيران إلى ما وصلت إليهraquo;.

وتابع أن لديه برنامجين لمعالجة المشكلات التي تعانيها إيران: laquo;الأول الإيمان بأن الحكومة هي لمصلحة الشعب الذي يجب منحه فرصة مراقبة عملها، والثاني يتمحور حول السياسة الخارجية، إذ لا نملك سياسة حرب مع إسرائيل، وإذا حاربها العرب نقف إلى جانبهمraquo;. وذكّر بأنه اقترح وقف النار خلال الحرب مع العراق laquo;لأن طهران وأصفهان وتبريز كانت ستُضرب بمواد كيماوية، بطائرات مستأجرة من فرنسا وروسياraquo;.

ولم يستبعد رفسنجاني ترشحه، واستدرك: laquo;لا أقول إنني لن أترشح، ولكن لا ضرورة لشخص قارب الثمانين من عمره أن يخوض الانتخاباتraquo;.

في غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إيران لم تتجاوز laquo;خطاً أحمرraquo; حدده لبرنامجها النووي. وكان نتانياهو قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي، إن طهران قد تصل منتصف السنة إلى laquo;الخط الأحمرraquo;، حين تخصّب كمية من اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، تكفي لصنع قنبلة نووية، إذا خُصِّبت بنسبة 90 في المئة.

وذكر أمس أن laquo;إيران تواصل برنامجها النووي، ولم تتجاوز بعد الخط الأحمر الذي رسمتُه أمام الأمم المتحدة، لكنها تقترب منه في شكل ممنهج. يجب ألا نتيح لها تجاوزهraquo;.