ما يجذب الى تصفّح (إيلاف) يوميا انها quot; تعمل على إنتاج مواد صحافية من أخبار وتحقيقات خاصة بها وهذا ما يدفع الى متابعتها بشكل يومي ولأكثر من مرة، بسبب تميزها عن الصحف الالكترونية الأخرى و التي تتشابه كثيرا من حيث الشكل و المحتوىquot;.

أعرب مثقفون وكتّاب وأكاديميون عراقيون حاورتهم (إيلاف) في الذكرى الثانية عشرة لتأسيسها، عن علاقة تواصُل يومية بالجريدة الرقمية الاهم في عالم الصحافة الالكترونية العربية، على حد وصفهم ، مؤكدين حرصهم على ديْمومَة العلاقة معها، باعتبارها النافذة التي تفتح لهم يوميا آفاق المعرفة والمعلومة والحدث لحظة وقوعه.
وقال الكاتب عبد الوهاب بدرخان في حديث معه حول آفاق تجربته الشخصية مع (إيلاف)، انها quot;التجربة الرائدة والمقدامة، ولا تزال الجريدة الالكترونية الأبرز والأشمل والأنشط رغم تكاثر التجارب المقلّدة أو الطامحة الى المنافسةquot;.
خصوصية
ويعتبر بدرخان نفسه من اوائل المتابعين ل (إيلاف)، حيث يقول quot; عند صدورها لم أتوقع، ككثيرين غيري في الصحافة الورقية آنذاك، أن أدمن على تصفحها، بل لم أكن مقتنعاً بأنها يمكن أن تشكل موقعاً ضرورياً، كما أصبحت في ما بعدquot;.
وزاد في القول :quot; استطاعت (إيلاف )أن تحفر موقعها في قراءاتي اليومية، وثمة تغطيات عن العراق أو دول الخليج أو لبنان تتمتع بخصوصية و(حساسية) سياسية لافتة quot;.
وحول ما ينشر في (إيلاف )من وجهات نظر، قال بدرخانquot; الآراء والمقالات التي التقطها في (إيلاف )تمنحني (بانوراما) وافية. أما الطريقة الجذابة والرشيقة التي تقدّم بها الاخبار الفنية فباتت نموذجاً تحاول كل وسائل الاعلام تقليدهquot;.
في صدارة المشهد الاعلامي
الصحافي والكاتب العراقي نائب رئيس تحرير صحيفة (المدى) العراقية علي حسين، ينبّه الى ان quot; (إيلاف)حققت تطورا كبيرا للصحافة الإلكترونية واستطلاعات خلال السنوات الماضية ان تكون في صدارة المشهد الاعلامي العربي لما امتازت به من تنوع وجِدّة في الطرح، وأيضاً من متابعة للحدث تتجاوز الخبر التقليدي إلى الريبورتاج الصحافيquot;.
ويطّرد في القول :quot; (إيلاف )تمكنت ان تبقى حيادية في تقديم الخبر وانحازت لدقة المعلومة، وما يميّزها أيضاً الاستطلاعات والتي أجدها فناً إعلامياً جديداً استطاعت (إيلاف )ان تقدمه بشكل متميزquot;.
علاقة متعثرة
ورغم اهمية (إيلاف )في الساحة الاعلامية التي يؤكدها الصحافي والكاتب العراقي ابراهيم زيدان إلا انه ينبّه الى ان quot;علاقة العراقيين بالصحافة الالكترونية ما زالت متعثرة، لأسباب تقنية ومنها انقطاع التيار الكهربائيquot;.
ويرى زيدان ايضا ان quot; المواطن العربي يعاني بشكل عام حجب بعض المواقع الالكترونية لأسباب سياسية، وهذا ما يُبقي الصحافة الورقية مَعِيناً للمثقف العربي على الرغم من تعدد منابر الصحافة الالكترونية، اذ لا تزال الورقة هي المساحة التي يتحرك عليها المثقف العربي اينما حل، في ظل الكثير من المعوقات التي تواجههquot;.
بين صحافتين
الكاتب السوري درويش محمى يكشف عن ان (إيلاف )لا تزال quot;من المواقع المفضلة لديهquot;. ويردف محمى في القول :quot; أخص بالذكر زاوية (جريدة الجرائد)، ففيها أجد المقالات اليومية الجديرة بالقراءة، كذلك الحال بالنسبة الى صفحة الاخبار، فهي تستحق المتابعة quot;.
ويذكّر محمى ان quot; تراجع الصحافة الورقية امام الصحافة الالكترونية هي مسألة وقت فقط، فالأخيرة هي اقل تكلفة وأسرع في ايصال المعلومة، كما ان فيها مساحة اكبر لاختيار المادة الاعلامية المفضلةquot;.
ولا يعتقد محمى ان الصحافة الالكترونية ستحل بديلا كلياً للصحافة الورقية في المستقبل المنظور، quot; فالصحافة الورقية لها جمهورها وذوّاقوها، وربما يحتاج الامر لجيل او اكثر حتى تختفي الصحافة الورقية كلياً quot;.
العالم الرقمي
الكاتب الكويتي احمد غلوم يرى ان الحديث عن (إيلاف )هو بالضرورة حديث عن الصحافة الالكترونية بشكل عام، مشيرا الى انه في البداية quot; يلزم التمييز بين الصحافة والإعلام وبين الثقافة حيث إن (الأول) لا يعني كل (الثاني) بالضرورة، فلا يعني تحول الصحافة إلى الكترونية يعني بالضرورة تحول الكتب والعلوم إلى رقمية، أما بالنسبة إلى الصحافة فهي تتحول بالفعل إلى الكترونية بدلالة إغلاق عدد من الصحف اليومية والأسبوعية في أميركا وأوروبا quot;.
ويسترسل غلوم في القول:quot; الصحف الورقية وجدت نفسها أنها تبتعد يوما بعد آخر عن مجتمعات التواصل الاجتماعي في الانترنت، التي تتداول أخبار العالم بلمح البصر، فاضطرت الصحف الورقية الى مجاراة وملاحقة تلك المجتمعات عبر تدشين مواقع لها في الشبكة العنكبوتية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي quot;.
ويرى غلوم ان quot;هذه التوجهات للصحف والمجلات سيتبعها بالضرورة تحولها بالكامل إلى صحف ومجلات الكترونية لكن ذلك سيستغرق فترة زمنية quot;.
التميّز
وما يجذب الكاتب السعودي عقل العقل الى تصفّح (إيلاف )يوميا انها quot; تعمل على إنتاج مواد صحافية من أخبار وتحقيقات خاصة بها وهذا ما يدفع الى متابعتها بشكل يومي ولأكثر من مرة، بسبب تميزها عن الصحف الالكترونية الأخرى و التي تتشابه كثيرا من حيث الشكل و المحتوىquot;.
ويتناول العقل وهو يتحدث عن (إيلاف )، موضوعة الصحافة الالكترونية بشكل عام، فيقول: quot; الثورة المعلوماتية التي نشهدها في عالمنا اليوم لها تأثيراتها المتعددة، ويأتي الإعلام في قائمة المشهد من حيث تأثير الثورة الرقمية عليه سواء من ناحية الشكل أو المضمونquot;.
ويردف العقل في القول :quot; هناك تكامل بين الصحف الورقية ونسخها على شبكات الانترنت لاسيما في العالم الغربي مع وصول الخدمات الرقمية الى جميع المناطق الجغرافية و رخص الأسعارquot;.
حضور كبير
ويشير الكاتب و الشاعر والمترجم العراقي المقيم في المغرب جواد وادي الى ان quot; (إيلاف )حققت حضوراً كبيراً في سعيها الدائم للتنوع ، وملاحقة الحدث أيا كان نوعه خصوصا اهتمامها اللافت في الإبداع الثقافي في كل اجناسه وباتت (قبلة) لكل المبدعين للتواصل مع الآخر كونها الأكثر انتشاراً، الامر الذي جعلها تحظى باهتمام كل المبدعين العرب quot;.
ويهنئ وادي (إيلاف )، فيقول :quot; اجمل الأماني وأحلى التبريكات بعيد تأسيسها متمنين لها دوام الموفقية والتقدم المضطرد لإزاحة (الغبش) في العديد من المنابر الإعلامية وما اكثرها quot;.
شهادة من ليبيا
وتتحدث الصحافية الليبية هند الهوني عن (إيلاف )كونها رائدة الصحافة الالكترونية في العالم العربي :quot; الصحافة الرقمية باتت مكملة للصحافة الورقية، و أغلب الصحف الورقية المعروفة لها موقع على شبكة الإنترنت رغم صعوبة وضعف الاتصالات اللاسلكية لدى بعض الدول، لكن ما يجعل للموضوع أهمية من وجهة نظري هي فئة الشباب لانهم يحاكون هذا العصر، عصر التطور والحداثة quot;.
إضافة رائعة
الكاتب والأكاديمي العراقي حميد الكفائي يؤكد ان quot; صدور (إيلاف )كان إضافة رائعة ومطلوبة للإعلام الالكتروني العربي quot;.ويتابع الكفائي القول:quot;يمكن القول إنها أول صحيفة الكترونية مقروءة على نطاق واسع في العالم العربي وبقيت في الصدارة لفترة طويلة ولكن المنافسة ازدادت في الآونة الأخيرة بعد اتضاح أهمية الإعلام الالكتروني وتفوقه على الإعلام المطبوع والمسموع والمشاهَدquot;.
وزاد في القول quot; الإعلام الالكتروني يحتاج إلى تحديث سريع جدا، ومهنية عالية وكتابات متميزة، ومهما ازداد عدد الصحف الالكترونية فإن هناك مجالا للمزيد كي تتسع الخيارات ويزداد التنافس والمستفيد الأول والأخير من كل هذا الحراك الإعلامي هو المتلقي العربيquot;.
ويختتم الكفائي حديثه :quot; تهانينا ل(إيلاف )وكادرها في ذكرى صدورها. لقد أحدثت تغييرا كبيرا نحو الأفضل في الإعلام العربيquot;.
شهادة من التأريخ
الكاتب والإعلامي نزار جاف المقيم في المانيا، يروي حادثة تفصح عن اهمية (إيلاف )باعتبارها النافذة الاعلامية الاهم في العالم العربي، فيقول :quot; قبل أعوام، حاولت إجراء مقابلة مع وجه إجتماعي (أنثوي) بارز ل (إيلاف)، لکنه رفض بدعوى أنه يأنف من المواقع الالکترونية و يراها تشوّه السمعة. مرت الأعوام وشقّت (إيلاف )طريقها و أثبتت مکانتها و منزلتها الخاصة، وقبل ذلك حضورها القوي على مختلف الاصعدةquot;.
ويتابع جاف القول:quot; تشاء الصدف أن ألتقي مع ذلك الوجه، بعد اعوام وهو يثني على (إيلاف )و دورها البارز، ولم أشأ إثارة الماضي وإنما اکتفيت بابتسامة quot;. ويؤكد جاف :quot; (إيلاف )بالنسبة لي، کانت و ستبقى أهم تجربة في حياتي ککاتب و صحافي quot;.
التواصل مع الكردية
الكاتب والصحافي الكردي محمد واني يؤكد في حديثه ، ان هناك quot;قلة من وسائل الاعلام العربية استطاعت ان تجذب اهتمام المواطن العربي اليها من خلال طرحها للقضايا التي تشكل له اهمية حياتية لا يمكن الاستغناء عنها مثل الحرية والديمقراطية ، والدفاع عن حقوق الانسان، وتعرية الانظمة القمعية، عبر تقارير ومقالات ملتزمة وهادفة و مؤثرةquot;.
وبحسب واني فان quot; (إيلاف )في مقدمة هذه الوسائل الاعلامية التي دأبت منذ تأسيسها على بث روح الالتزام والمسؤولية لدى المواطن العربيquot;.
يضيف واني quot; لا نغالي اذا قلنا ان (إيلاف )لها دور بارز وريادي في اندلاع الانتفاضة الجماهيرية وثورة الربيع العربي ضد الانظمة الدكتاتورية في العالم العربي، وليس هذا فحسب بل أثْرت في الثقافات الاخرى غير العربية مثل الثقافة الكردية، وفتحت ابوابها للكتاب الكرد واحتضنتهم ودافعت عن افكارهم المختلفةquot;.ويختتم واني قوله :quot; الف تحية لهذه الجريدة الغراء ولعامليها المثابرين quot;.