سركيس نعوم

عن أسباب عدم مبادرة تركيا الى مساعدة الثوار السوريين مباشرة على رغم وعودها الكثيرة ومواقفها الرسمية، تحدث أحد أكبر المسؤولين النافذين في تجمع المنظمات اليهودية الاميركية، قال: quot;كما قلت أنت. في تركيا مخيمات تضم آلاف الثوار السوريين وخصوصاً الذين منهم تركوا الجيش النظامي. ونالوا حصة واسعة من التدريب. وكان يظن كثيرون كما قُلت ايضاً انهم سيدخلون في الوقت المناسب أرض بلادهم للمساعدة في توحيد الثوار وتكتيل الشعب حولهم ومقاتلة الاسد ونظامه. وقد أدخلتهم تركيا بلادهم قبل سنة تقريباً أي أرسلتهم على نحو تدريجي اي عشرة كيلومترات وراء عشرة كيلومترات. وكان الهدف وصولهم الى حلب، وإقامة quot;قلعةquot; ثورية فيها وجعلها مركزاً لمنطقة حظر الطيران. لكن الجيش السوري طرَدَهم بعدما ضربهم عندما وصلوا الى الكيلو ثمانية. بعد ذلك لم يعد أحد يفعل شيئاً. تركيا انكفأت. لا أحد يرسل سلاحاً جدياً. ولا يزال جيش النظام مسلحاً وقوياً. أما جماعة الاردن، اي المقاتلين الذين يقيمون في مخيم تدريب أو مخيمات، فان مهمتها هي السيطرة على المنطقة السورية الحدودية مع الاردن، كي لا quot;يتخربطquot; الاردن ومعه إسرائيل فتضطر أميركا إلى إرسال قوات إليه لحمايته. الاردن يعتمد ومن زمان على حماية إسرائيل. هناك جهات أخرى عربية قد تكون تتعاطى مع إسرائيل أيضاًquot;. علّقتُ: المنطقة تتجه نحو الإسلامية أو الإسلاموية أو صارت كذلك. وأميركا أمام خيارين، إما تقبلها على إسلاميتها وتتعاون مع المعتدلين من إسلامييها أو الذين يقولون انهم معتدلون مثل quot;الإخوان المسلمينquot;. وهذا ما فعلته في مصر ولا تزال وربما في دول غيرها. وإما تقفل إسرائيل حدودها، وتقفل اميركا مناطق النفط أو تحميها عسكرياً باعتبار ان الأنظمة الحاكمة فيها موالية لها بأكثريتها، وتعيش المنطقة كلها حرباً مذهبية تستمر سنوات كثيرة. فتفرط دولها وأنظمتها. ردّ: quot;أخاف على سيناء. وأخاف من غزة وأخشى وقوع مشكلات وربما اصطدامات بين quot;حماسquot; وغزة.
quot;حماسquot; تحاول إنشاء إدارة للأنفاق. محمد مرسي الرئيس quot;الإخوانيquot; لمصر يختلف معها حول ذلك. مرسي وquot;إخوانهquot; يتصرفون في مصر مثلما تصرف quot;إخوانquot; تركيا أي quot;حزب العدالة والتنميةquot; الإسلامي، أي اخترقوا الجيش والقضاء والصحافة. وهذا ما يحاول فعله أو يفعله مرسي حالياً، لذلك أنا لا أفرّق كثيراً بين quot;الإخوان المسلمينquot; والإسلاميين الآخرين وإن موصوفين بالتطرفquot;. قلتُ: لكنكم في اميركا تدعمون quot;إخوانquot; تركيا إذ أنهم أكثر رقياً وعصرية من quot;الإخوانquot; العرب. أتاتورك علمَن تركيا وغرّبها وكان ذلك سبب نهضتها الاقتصادية، وسبب تحوّلها نحو الديموقراطية وقبول الآخر. أما مرسي فإنه لم يستطع حتى الآن الإمساك بالجيش أو وضع يد quot;الإخوانquot; عليه. ردّ: quot;الضباط الكبار في الجيش المصري يعاندونه وليس الصغار. أنظر إلى حلقات التدريب وميادينه واسأل ماذا يجري فيهاquot;. انتقل بعدها الى quot;حزب اللهquot; فسأل: quot;إنه يقاتل مع النظام السوري في سوريا ضد الثائرين عليه، فهل يعطيه النظام الأسلحة الكيماوية التي يمتلك أو بعضها وخصوصاً إذا انهار أو إذا اضطر الى التراجع الى مربعه العلويquot;؟ أجبتُ: لا أعرف. لكنني لا أعتقد ذلك. سوريا النظام أقوى عسكرياً من الثوار على رغم الإنهاك الذي يشعر به جيشها بسبب عدم مدّ حلفاء هؤلاء إياهم بالسلاح. وعلى رغم ذلك فإنه لم يهزمهم حتى الآن على الأقل وهي لن تقبل أن تُهزم. لذلك فانها قد تطبّق ما يسمى الخطة quot;بquot; أي الانكفاء الى المربع الذي ذكرت. وربما تأخذ معها أسلحتها الكيماوية إذا استطاعت. ردّ: quot;ما تقوله صحيح نظرياً. لكن هناك حوالى 50 مركز تخزين ومختبر للأسلحة الكيماوية. وهي موزعة. فكيف يأخذونها كلها؟quot; أجبتُ: لا أعرف ربما يقع بعضها بين أيدي الثوار. سأل: quot;ماذا عن الصواريخ؟ هل اعطوا بعضاً منها لـquot;حزب اللهquot;؟ أجبتُ: لا أعرف. ردّ: quot;معلوماتنا أنه حصل على عدد من الصواريخ. على كل quot;حزب اللهquot; ليس في حاجة الى صواريخ وخصوصاً أنه لن يضرب إسرائيل الآن. إلا طبعاً إذا ضربت إسرائيل إيران أو إذا طلبت منه إيران أن يضربهاquot;.

بعد ذلك تناول الحديث إيران وانتخاباتها الرئاسية في شهر حزيران المقبل فسأل: quot;هل صحيح ان النظام الإيراني فكَّك المعارضة الإصلاحية له على مدى سنة من دون مجازر ودم (الضحايا من 5 الى 10) خلافاً لما فعله الأسد مع معارضيه؟ وهل ستكون الانتخابات الرئاسية سهلة على المرشد خامنئيquot;؟ بماذا أجبت؟