علي سعد الموسى


لم أكن أصدق ما تشاهده عيناي صباح الأمس من مهازل تقلبات السياسة الدولية تجاه الأزمة والنظام السوري

لم أكن أصدق ما تشاهده عيناي صباح الأمس من مهازل تقلبات السياسة الدولية تجاه الأزمة والنظام السوري، ومن يثق اليوم بسطر واحد أو جملة من تصريح لزعماء العالم الحر أو المستعبد فلينفض يديه من قاذورات السياسة.
والخلاصة أنه في ظرف زيارة قصيرة لا تتجاوز ست ساعات، استطاع وليد المعلم وزير خارجية الكيمياء السورية أن يأخذ ألسنة باراك أوباما وديفيد كاميرون وفرانسوا أولاند وإنجيلا ميركل إلى البوصلة السياسية المعاكسة. بعد زيارة هذا (المعلم) يقول أوباما إن المقترح الروسي (مثير للاهتمام)، وأنه لم يتخذ قرارا بعد بضرب سورية إن لم يوافق الكونجرس. يقول ديفيد كاميرون إن الاقتراح الروسي حول تسليم سورية لأسلحتها الكيميائية (ما يمكن أن يبنى عليه)، ومثله قال فرانسوا اولاند (إنها خطة إيجابية) بينما أشارت ميركل إلى الجملة الرديفة في أضحوكة السياسة: (المقترح الروسي أمر لافت)!
ست ساعات قصيرة من غزوة شاردة لوليد المعلم إلى موسكو استطاعت أن تعيد ألسنة أوباما وأولاند وميركل وكاميرون إلى منتصف الحلق. ست ساعات قصيرة من زيارة لوليد المعلم إلى موسكو استطاعت أن تجعله على رأس طابور وزراء خارجية العالم الحر ومن خلفه جون كيري وويليام هيج ولوران فابيوس وسوزان رايس. ست ساعات استطاع فيها وليد المعلم أن يحول أبشع مجازر النظام إلى القصة الوحيدة التي أنست كل هؤلاء الزعماء والوزراء ثلاثة آلاف ضحية من قبل وربع مليون معتقل. وبدلا من أن يكون (الكيماوي) هو المشنقة أصبح ذاته هو قشة النجاة إذا ما سلمه للعالم بحسب المقترح الروسي!
ست ساعات قصيرة لوليد المعلم استطاعت تحويل مواقف السياسة الدولية رغم أن أطرف طفل على البسيطة يعرف أن (الكيماوي) هو آلاف الجوالين التي تستطيع أطرف عائلة إخفاء بعض منها في ركن مطبخ. ومع هذا قد يسلمها لهذا العالم جالونا بعد جالون؛ لأن المجتمع الدولي المنافق قد أعطاه أن يقتل بكل الحرية ولكن بما لديه من البدائل.
الخلاصة: أكتب دهشتي لأن أوباما وكاميرون وميركل وأيضا كيري وويليام هيج وفابيوس صاروا بكل شجاعة وصدق: ظلا شاردا لجملتين من فم وليد المعلم.