خاص
بعدما تحوّل الرئيس الايراني حسن روحاني laquo;نجمraquo; اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وشكّل تواصُله الهاتفي مع الرئيس الاميركي باراك اوباما حدَثاً يضاهي ما شهده مبنى مانهاتن من أحداث مهمة، سرعان ما وُضعت العلاقات الاميركية - الايرانية في laquo;مزاجها الجديدraquo; تحت المجهر، وسط اسئلة كبيرة عن سرّ الاطمئنان الاميركي وحدود المرونة الايرانية، وعن مكانة روحاني الداخلية ودوره، وهو الآتي من الحكم والى laquo;المجتمع الدوليraquo; بعد سلفه احمدي نجاد.
مصادر بارزة في القيادة الايرانية اجابت لـ laquo;الرايraquo; عن هذه الاسئلة، عاكسة مقاربة طهران لـ laquo;المناخ الجديدraquo; في العلاقة مع الولايات المتحدة، فقالت ان laquo;المرشد الاعلى السيد علي خامنئي أذن للرئيس حسن روحاني بإبداء مرونة وحسن نية إزاء حسن النية والمرونة الاميركية الظاهرة، حتى نرى الى اين ستسير الولايات المتحدة معنا والى اين سنصل معهاraquo;.
وأكد المصدر ان laquo;ثمة اقتناعاً راسخاً لدى القادة الايرانيين انه كلما حاولت الجمهورية الاسلامية التقرب والانفتاح على الولايات المتحدة وتموْضعت على مستوى الندّ، فإن أميركا ستنقلب على هذا التقارب ولن تكتفي برفع سقف المطالب الاساسية فقط، بل ستعمل على تخريب المفاوضاتraquo;.
وقارب المصدر حذر بلاده من مستقبل laquo;الأخذ والردّraquo; مع الولايات المتحدة، عبر القول: laquo;اذا طلبت اميركا ان تظهر لها إصبعاً وأظهرتَه لها، ستطالب ليس باليد كلها بل بالذراع ومن ثم بالجسد كلهraquo;، موضحاً ان laquo;هذا الاقتناع الراسخ لدى القيادة في طهران يعطي انطباعاً بأن الخطوة الاولى في مسيرة الالف ميل بدأت، الا ان الخشية تكمن في ان تكشر اميركا عن أنيابها وتظهر الوجه الحقيقي الاستكباري. فهذا الامر هو دائماً في الحسبانraquo;.
ورأى المصدر ان laquo;الرئيس السابق احمدي نجاد لم يكن صدامياً بل امتثل لأوامر القيادة العليا في ايران، كما هو حال الرئيس حسن روحاني اليوم. فنجاد كان مقتنعاً انه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة لأنها سترفع سقف مطالبها عند اول اشارة ايجابية، وستترجم اي نية صادقة على انها ضعف من ايران، ولذلك كان موقفه صداميا ولم يكن يهدف الى عزل ايران وانكفائها على نفسها، بل كان يعامل اميركا بالمثلraquo;. ولفت الى ان laquo;ما من شيء تغيّر اليوم مع وجود الرئيس روحاني فالشكوك ما زالت على حالها... كل ما تغيّر هو إبداء مرونة ونية للعمل الصادق من الجمهورية الاسلامية في ايران، وقد قابلتْها الولايات المتحدة بالمثل، وما على اميركا الا ان تترجم النوايا وتقرن الأقوال بالأفعالraquo;، مشيراً الى ان laquo;القيادة في ايران تأخذ في الحسبان السؤال عن التوقيت الذي ستقلب فيه الولايات المتحدة الطاولة من جديد لتعود الأزمة الى سابق عهدهاraquo;.
ونبّه المصدر من ان laquo;ايّ خلل قد ترتكبه أميركا فسيعطي مجالاً للصقور داخل ايران لينقضّوا على حركة الرئيس روحاني الانفتاحية وسيعتبرون التقارب مع واشنطن بمثابة شرّ وإضعاف لمسيرة الثورة ومبادئها الاساسية والتي عبّر عنها روحاني نفسه حين قال ان التقدّم النووي يمثّل الكبرياء الوطني للأمة الايرانيةraquo;، معتبراً انه laquo;اذا التزمت اميركا بما تعلنه فسينجح هذا التقارب، خصوصاً وان هناك وجهات نظر كثيرة تؤكد ان سلبيات بقاء الملف النووي وأزمته الدولية معلقة اكثر من ايجابياته، ولاسيما ان ليس لدى ايران مشروع نووي عسكري تخفيه، لكن اذا لم ينجح هذا التقارب فسيسقط سقوطاً مدوياًraquo;.
وقال المصدر البارز في القيادة الايرانية لـ laquo;الرايraquo; انه laquo;اذا سار الاميركي الى أبعد حدود التقارب على اسس سليمة ومعايير دولية كزيارة المفاعل من المفتشين الدوليين والتأكد من ان ايران لا تتجه بمشروعها النووي الى مكان يخاف منه الغرب وتلتزم بذلك، فإن طهران لن تتراجع عن خطواتها التقاربية على اساس الاحترام لحقوق الدولتين، وسيتبع هذا الانفتاح عند الانتهاء من الملف النووي اولاً نقاش في كل ملفات المنطقة في حينهraquo;.
واشار المصدر الى ان laquo;الرئيس روحاني خطا خطوة جبارة تجاه اميركا وليس تجاه اسرائيل عندما قال ان كل جريمة ضد الانسانية بما فيها الجرائم التي ارتكبها النازيون ضد اليهود تستحق الشجب والادانةraquo;، موضحاً ان laquo;هذا الموقف هو لطمأنة اميركا ان ايران لا تعمل على إزالة اسرائيل من الوجود وان ما يقلق الولايات المتحدة من حيث الشكليات واللوبي القوي عندها، تتفهمه ايران ما دام لن يكون هناك بعد اليوم تهديد اميركي للجمهورية الاسلامية، وتالياً فإن مستوى الشك بين الطرفين سينخفض تدريجياً ولن يعود الى المربع الاول الذي وقف عنده احمدي نجادraquo;.
التعليقات