بيروت - آمنة منصور
مع انطلاق المحاكمات في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري اليوم توقّع الخبير في القانون الدولي والمحكمة الخاصة بلبنان المحامي ماجد فياض laquo;ألا تكون المحاكمة بطيئةraquo;.
وشدد فياض في حديث الى laquo;الرايraquo; على أن laquo;المحاكمة الفعلية عندما يصبح المتهَم ممثَّلاً أمام المحكمة بغرفتها الابتدائية ومن ثم غرفة الاستئناف إذا تم الاستئناف، يفترض بها أن تكون محاكمة عادلة بأقصى حدود العدالة ولكن في الوقت نفسه غير متباطئة أو بطيئةraquo;.
ماذا يعني بدء المحاكمات الغيابية بالنسبة لمسار قضية الرئيس رفيق الحريري؟
- هذه المحاكمة كانت منتظرة للمتهمين الاربعة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وانضم اليهم متهم خامس هو حسن حبيب مرعي بعد أن تم تصديق قرار الاتهام بحقه وأُحيل إلى المحاكمة أمام المحكمة الخاصة بلبنان الغرفة الابتدائية.
المحاكمة الغيابية تعني أن المتهَمين لم يسلّموا أنفسهم إلى المحكمة، ولم يجعلوا أنفسهم في تصرفها وعهدتها وأن الدولة اللبنانية أو أي دولة أخرى معنية بهذا الأمر لم تستطع القاء القبض عليهم، وأنه لهذا السبب مُثّلوا بمحامين للدفاع عنهم معينين من قبل مكتب الدفاع للمحكمة كي تتأمن مستلزمات المحكمة العادلة وفق معايير الأمم المتحدة والقانون الدولي في هذا الصدد.
ما سنشهده في السادس عشر من الجاري هو المحاكمة التي تُبتدأ بها الجلسات الفعلية، حيث يقدم الادعاء الدولي مضبطة اتهامه بحق المتهمين وما لديه من وقائع وأدلة ومستندات وأسماء شهود سيستجوبهم أو سيعتمد على شهاداتهم الخطية إذا لم يعد بالإمكان سماع شهاداتهم الشفوية أو إذا كانت المقتضيات الأمنية تقتضي ألا تُكشف هويتهم أو ألا يُستجوبوا شفوياً أمام المحكمة وبصورة مباشرة، ومن ثم يدلي المتضررون من هذه الجريمة بأقوالهم. وللمتضررين ممثلٌ وفريق تمثيل قانوني في المحاكمة.
انطلاقة المحكمة الدولية البطيئة حدت بالبعض الى التشكيك بتوصلها فعلا إلى الحقيقة، هل نحن على موعد مع رحلة ألف ميل أخرى مع انطلاقة المحاكمات أم أن قطار العدالة سيكون سريعاً هذه المرة؟
- هناك تمييز بين أمرين، الأول هو المحاكمة الجزائية الدولية برمّتها بما يعني إجراءاتها ووسائل الدفاع المتاحة وكيفية توفيرها، وهناك المحاكمة الفعلية بحدّ ذاتها عندما يُشرَع بها بحق المتهَمين. جميع المحاكمات الجزائية الدولية من دون استثناء سواء امام محكمة يوغوسلافيا السابقة او محكمة سيراليون او محكمة تيمور الشرقية وغيرها من المحاكم، جميعها مرت بمراحل بطيئة من أجل الإعداد للمحاكمات وتوفير أقصى ضمانات المحاكمة العادلة وفق معايير الأمم المتحدة والقانون الدولي.
ولكن المحاكمة الفعلية عندما يصبح المتهَم ممثَّلاً أمام المحكمة بغرفتها الابتدائية ومن ثم غرفة الاستئناف إذا تم الاستئناف، يفترض بها أن تكون محاكمة عادلة بأقصى حدود العدالة ولكن في الوقت نفسه غير متباطئة أو بطيئة وإنما تبذل أقصى الهمّة للتعجيل في إصدار حكم عادل، لأنه كما يقول المثل القانوني إن العدالة المستأخرة هي عدالة أُنكرت على أصحابها. فنتوقع ألا تكون المحاكمة بطيئة بعد أن شُرع بها في ما خص هؤلاء المتهمين الخمسة، لكن يجب ألا ننسى أن المحكمة الخاصة بلبنان سترافقنا لسنوات لأنها معنية بمحاكمة سائر المتهمين وهم كثر ممن شاركوا بهذه الجريمة - المؤامرة ولم يُكشف عن أسمائهم بعد بكاملها.
فلا بد أن المحاكمة سائرة والمحكمة قائمة وستتم محاكمة جميع المجرمين الذين ساهموا في هذه الجريمة أو ارتكبوها. أما محاكمة هؤلاء الخمسة فيفترض بعد استمهال وكيل الدفاع عن المتهَم الخامس حسن حبيب مرعي أن تسير بسرعة واجبة لتحقيق العدالة.