محمد خالد

جرثومة عنصرية أصابت الأديان السماوية الثلاثة: (الصهيونية) . هناك صهيونية يهودية وصهيونية مسيحية .


يمر الإسلام السياسي اليوم في أبشع مراحله وأشدها انحطاطاً: (إسلام ضد إسلام . . وإسلام ضد كل العالم . . .) . قبلكم الإسلام دين، بعدكم الإسلام وباء، قبلكم يمتلك الإسلام صلابة الفولاذ . . بعدكم الإسلام مصاب بلين العظام .
هذا هو الفرق بين الدين الشعبي والدين السياسي المنحرف .


إن الجريمة الكبرى التي ترتكب بحق المسلمين الآن هي تهجير المسيحيين من أرض آبائهم وأجدادهم، وأي تقاعس في منع هذا التهجير هو سبة تاريخية بحق المسلمين .


كتب ادواردو غاليانو "لقد أهدوا لنا خروفاً في قفص . . وقبل أن نذهب إلى عملنا صباحاً فتحنا باب القفص ليخرج منه الخروف حراً كما يشاء . . وفي المساء عدنا إلى البيت فوجدنا باب القفص مفتوحاً كما تركناه وللعجب كان الخروف مازال متكوراً إزاء القضبان يرتجف خوفاً من الحرية" .


سيكون هذا هو موقف المسلمين المتخاذلين إذا سمحوا بهجرة المسيحيين من الوطن من دون منعهم والدفاع عن وجودهم حتى الموت .


هذه هي مسؤولية المسلمين وموقفهم التاريخي في عدم السماح للمسيحيين بالهجرة ولو بالقوة، إذا لم يفعل المسلمون ذلك الآن فسوف يأتي اليوم الأسود الذي سيبكي فيه المسلمون على ذلك وسيرددون بعد فوات الأوان "لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض" .

العمل الآن

المسيحيون ليسوا أقلية . . كل مواطن لأي دين انتمى هو أغلبية . . ليكن ذلك واضحاً جداً: "إذا هاجر المسيحيون من البلد، يصبح الوطن دار أيتام إسلامية، وإذا هاجر المسلمون من البلد، يصبح الوطن دار أيتام مسيحية"، لا هذه ولا تلك، لا أغلبية إسلامية ولا أقلية مسيحية، فالكل أغلبية (متفاوتون في العدد، متساوون في الحقوق والواجبات) .


الدفاع عن المسيحيين العرب هو مسؤولية كل المسلمين الشرفاء، فلا مجال للتقاعس أو التفرج بل الانخراط الفوري في اتخاذ الموقف العملي الصائب الآن، لأن الموقف اللفظي كنوع من رفع العتب هو موقف متخاذل يدخل في خانة النفاق، ولا يجوز الركون إليه . . لأنه إذا كان القلب ضعيفاً، فهناك ألف عذر، أما إذا كان القلب مصمماً، فهناك ألف طريقة .
العمل اليوم، الآن . . غداً قد يكون متأخراً جداً . حذار التقاعس .


إذا هاجر مسيحي عربي من أرض آبائه وأجداده هرباً من الاضطهاد فإن مكتبات إسلامية تحترق . . إنها جريمة أن يسمح بهجرة المسيحي العربي خارج الوطن، ومنعه من السفر وبقاؤه في وطنه هي مسؤولية المسلم الآن، وواجبه الأول .


نكرر: واجب الإسلام الشعبي أن يتخذ قراراً قيد التنفيذ لمنع هجرة المسيحيين، لأن أسوأ قرار للقائد هو القرار الذي عجز عن اتخاذه في الوقت المناسب . طوبى لتلك الأيام الخوالي التي بقي المسلمون والمسيحيون يصلون فيها حقاً في الجامع الأموي بدمشق طوال ثمانين عاماً . . انتقل المسيحيون بعدها للصلاة في الكنائس المشيدة .

علم الحق

طلب مؤسس الدولة العباسية الخليفة أبوجعفر المنصور من القاضي عمرو بن عبيد الباب أن يتسلم رئاسة الحكومة فرفض قائلاً: "ارفع علم الحق يتبعك أهله" إن علم الحق ليس رهناً بالإسلام وحده بل الحق أينما وجد ولأي دين انتمى . .
علم الحق اليوم هو أن يتقدم الإسلام الشعبي للدفاع عن المسيحيين بكل قوته وأينما وجدوا . .


لقد تهكم برتولد بريخت رائد المسرح الألماني عندما قال: لقد صوت الشعب ضد الحكومة، الحل هو تغيير الشعب .


قيل إن كل رجل يجب أن يكون لديه مقبرة واسعة ليدفن فيها أخطاء أصدقائه وعلى نفس النسق يقال: "كل دين يجب أن يكون لديه مقبرة واسعة ليدفن فيها أخطاء أتباعه"، كم من الآثام ترتكب باسمك أيتها الأديان .
أين نحن الآن من هذا الكلام الإنساني الراقي . . الدين السياسي يكفر كل الناس، يقطع الرؤوس ويبقر البطون ويصلب الأطفال بوحشية تعف عنها الوحوش الكاسرة، وذلك تحت علم الطائفية البغيض . الطائفية هي السرير الهزاز للحرب الأهلية . . والحرب الأهلية هي الانتحار خوفاً من الموت .


وعلى عكس الدين السياسي الكاره لكل البشر، يفتح الدين الشعبي ذراعيه وقلبه لكل الناس لأي دين ينتمون ملخصين موقف الدين الشعبي بكلمات الكاتب الألماني توماس بين: "العالم هو وطني، كل البشر هم إخوتي، العمل الصالح هو ديني" .
&