سهير عبدالحميد

&
كشفت الفنانة المصرية ليلى علوي، عن أنها تستعين برأي زوجها في أعمالها الفنية، مؤكدة أنه لا يجاملها بالمرة في هذا الشأن، وأوضحت أنها دائماً تبحث عن قضايا مهمة تناقشها في أعمالها، خصوصاً التي تهتم بالمرأة العربية، وهو ما تجلى في أعمال مثل «نابليون» و»فرح ليلى» و»حب البنات»، لأنها ليست فقط نصف المجتمع، بل هي أيضاً محور الأسرة.

وردّت علوي، في حوارها مع «الراي»، على الانتقادات التي وجهت إلى مسلسلها الأخير «شمس»، نافية أن يكون متشابهاً مع «فرح ليلى» الذي عُرض العام الماضي.

وتمنت العودة إلى البطولات الجماعية، شريطة وجود النص الجيد، مستشهدة بعدد من أعمالها الجماعية التي شاركت فيها عبر مشوارها الفني، سواء مع نجوم جيلها أو أجيال سبقتها. كما تحدثت عن تعاونها مع الفنان جميل راتب بعد غياب.

• ما تعليقك على ردود الأفعال التي وصلتك على مسلسل «شمس» بعد عرضه؟

- دائماً أهتم بردود الأفعال منذ الحلقة الأولى، فأحرص على معرفة رد الفعل على كل حلقة وعلى العمل بشكل عام.

والحمد لله ردود الأفعال التي وصلتني كثيرة ومختلفة، وعندما أجد هذا الاختلاف أشعر إلى أي مدى العمل وصل إلى العديد من الناس وحقيقي عندما أقابلهم ينقلون إعجابهم لأنه مسلسل اجتماعي، وأيضاً المشاهدون في الخليج أشادوا به، وكان له جمهور عريض هناك.

• صورت «شمس» في اللحظات الأخيرة... فهل كانت هناك نية لتأجيله للعام المقبل؟

- لا، إطلاقاً... ولكن ظروف العمل جاءت هكذا. بالتأكيد أنا لست من هواة بدء التصوير متأخراً، وإن وجدت مبكراً عملاً جذبني واتفقت عليه كنت سأبدأ تصويره فوراً. وهناك من يبدأون التصوير في وقت باكر ويظلون يصورون حتى منتصف رمضان أو بعد ذلك، لأنهم يتوقفون أوقاتاً كثيرة. وهناك إجازات، لكننا كفريق عمل مسلسل «شمس» كانت إجازاتنا وتصويرنا بمعدل جيد، ولم نقف، إلى جانب أنني لا أدخل عملاً إلا عندما يكون جاهزاً.

• كيف كان تحضيرك لشخصية مريضة تعاني من مرض «الوسواس القهري»؟

- استشرت أحد الأطباء عن الحالة، واستعنت بالعديد من المقالات التي كُتبت عنه، ولكن نظراً إلى السرية التامة للمرضى فلم يتح لي الجلوس معهم وجهاً لوجه.

ولكن الأطباء أتاحوا لي سماع بعض الجلسات مع مرضى يعانون من الوسواس القهري، وقد استفدت منها الكثير.

• هل شعرت بوجود أي تشابه بينك وبين شخصية «شمس»؟

- الشخصية لا تشبهني على الإطلاق، لكنني أعجبت بها وشعرت بأنها قريبة إلى قلبي بطريقة حبها لوالدها ولمن حولها، ورغبتها في مساعدة أصدقائها وأقاربها، والتفكير معهم في حلول للتخلص من مشاكلهم. وبالرغم من أنها تعاني من مشاكل نفسية كثيرة، فإنها لا تفكر في نفسها، بل في إسعاد من حولها.

• هناك انتقادات وجهت لمسلسل «شمس» بوجود تشابه بينه وبين «فرح ليلى»... ما تعليقك على ذلك؟

- بعد عرض 5 حلقات من مسلسل «شمس»، اتُهمت أنا وخالد الحجر بأن هناك تشابهاً بين « شمس» و«فرح ليلى»، بالرغم من أن الأخير موضوعه مختلف وحكايته مختلفة وممثلوه مختلفون.

وقد اجتهدنا جميعاً في مسلسل «شمس»، وكان إطاره (لايت اجتماعي)، ويركز على مرض الوسواس القهري، وكان به العديد من الفئات العمرية فوصل لكل بيت. وأصدقائي كانوا يكلمونني على أنهم لم يعلموا أنهم مصابون بالوسواس، واتضح لهم بعد رؤية المسلسل أن لديهم هذه الحالة.

كما كلمني أيضاً عدد من مرضى الوسواس وأشادوا بالدور، خصوصاً أنه لم يعرض أحد مخاوفه من قبل على الشاشة العربية.

• استطعتِ إعادة الفنان جميل راتب إلى الشاشة بعد غياب... فكيف أقنعتِه بالمشاركة في «شمس»؟

- جميل راتب فنان رائع وجميل وإحساسه عالٍ، وأنا أحبه جداً وأستمتع معه بالعمل، وقد سعدت جداً بقدرتنا على إقناعه بالعودة إلى مصر والعمل في المسلسل.

وقد كنا كفنانين مشتاقين جداً لعودته بنفس قدر اشتياق جمهوره إليه، فهو قامة وقيمة كبيرة في حياتنا الفنية.

• هل تتفاءلين بالتعاون مع المخرج خالد الحجر، والذي قدمتِ معه أعمالاً عدة مثل «فرح ليلى» و»حب البنات»؟

- الأمر ليس له علاقة بالتفاؤل، لكنها مسألة ارتياح، فأنا أشعر بالراحة معه وبوجود كيمياء تجمعني به في العمل، فهو يفهمني ويعرف ما أريده وأنا أيضاً. كما أن النجاح الذي حققناه معاً من خلال مسلسل «فرح ليلى» وفيلم «حب البنات»، جعل لديَّ رغبة في تكرار التعاون معه باستمرار، فهو مخرج شاطر ويمتلك رؤية إخراجية متميزة ومختلفة.

• ما سبب تركيزك على قضايا المرأة في أعمالك الأخيرة؟

- المرأة نصف المجتمع... وحالياً أكثر من نصفه. وأنا فنانة مصرية تهتم بقضايا المجتمع، فعندما أتحدث عن قضية تخص المرأة مثل سرطان الثدي في «فرح ليلى»، فهذه القضية لا تخص المرأة وحدها، بل يهتم بها كل أفراد الأسرة، لأن هذا المرض لا يصيب المرأة وحدها، ولكن ينعكس ذلك على الأسرة كلها، لأنهم يحملون عبئاً، سواء الزوج أم الأب أم الأبناء، ويكونون محتاجين إلى معرفة كم المعاناة وكيفية التعامل مع هذا المرض، فالمرأة محور الأسرة. وما أريد قوله إن قضايا المرأة تساوي قضايا المجتمع، فعندما قدمت نفيسة البيضاء في «نابليون» و»المحروسة» كانت بمثابة تذكرة بأنه منذ قديم الزمن تحتل المرأة مكانة عالية بين أعالي القوم والملوك، وأنها حتى الآن بصدد ذلك.

• وفي «شمس»؟

- لـــــم تكــــــن هناك قضية مرأة، بل كان محـــــاربة مرض وكــــــيفية أن وجود الشـــخص واندماجه مع أناس يحـــــبهم يهـــون علـــــيه أي شيء، وكل الأعــــــمال التي قـــــدمتها بها العديد من الممـــثلين من أعــــــــــمار مختـــــلـــفة يمثلون شرائح المجتمع المختلفة.

• وكيف تنظرين للبطولات الجماعية؟

- خلال مشواري الفني شاركت في بطولة أفلام ومسلسلات كثيرة تنتمي إلى نوعية أعمال البطولة الجماعية، وعلى استعداد كامل للمشاركة في هذه النوعية من الأعمال خلال الفترة المقبلة. لكن المعيار الأساسي الذي يتحكم في اختياراتي الفنية هو السيناريو المتميز، وليس البطولات المطلقة أو الجماعية كما يظن البعض.

• ما رأيك في فتح مواسم درامية بعيدة عن رمضان؟

- أنا من أشد مؤيدي فكرة فتح مواسم درامية جديدة، وأتمنى أن يتحول العام كله إلى مواسم درامية تعرض من خلالها عشرات المسلسلات، فالدراما صناعة ضخمة تفيد المجتمع ويستفيد منها العاملون فيها.

• ما حقيقة مشاركتك في عمل جديد مع الفنانتين يسرا وإلهام شاهين؟

- أتمنى أن أجتمع مع يسرا وإلهام في عمل واحد، وهذا شيء يسعدني، لكن هذا الخبر غير صحيح.

• ولماذا ابتعدتِ عن السينما طوال الفترة الماضية؟

- لم أتلق العرض الذي يجذبني ويتناسب مع تاريخي الفني حتى الآن لكي أعود به إلى الشاشة الفضية، فأنا لا أزال أبحث عن السيناريو المتميز.

• هل تحرصين على معرفة ردود أفعال أسرتك وزوجك على أعمالك؟

- طبعاً أحرص على ذلك، وهم أول ناس يكلمونني ويقيمون أدائي، ويحكمون على العمل، ودائماً يساندونني، وأكون متشوقة جداً لآرائهم وانتقاداتهم، وهم دائماً لا يجاملونني، وخصوصاً زوجي الذي أستعين بآرائه، وأحب الاستماع لتقييماته.
&