&أحمد أبو صالح

&

&


قطر خسرت نفسها وأشقاءها العرب حينما راهنت على جماعة إرهابية لإحداث فوضى فى عدد من الدول العربية، ليس هذا فقط بل بادرت بمعاداة معظم الأشقاء، متخذه من المال والإعلام وسيلتين لتأجيج الصراعات الداخلية.

هل تعود العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجى ومصر من جهة، وبين قطر من جهة أخرى؟.. يحاول الباحث بلال الدوى في كتابه (قطر.. إسرائيل الصغرى ورأس الأفعى) الإجابة عن السؤال الشائك.
سرد "الدوي" في كتابه أن السياسات الخارجية القطرية الداعمة للتنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة سواء أكان هذا الدعم تمويلا مالياً أو معنوياً أو تمويل بالسلاح، وهذا ما يقلق دول مجلس التعاون الخليجى ومصر، بل أصبح جليا أن قطر ما زالت تسير في طريقها لمساندة جماعة الإخوان، وامتنعت عن تسليم قيادات الجماعة الإرهابية المطلوبين لدى جهات التحقيق المصرية.
على سبيل المثال، دعم قطر لمجموعات شيعية تعمل وفق أجندة إيرانية فى دولة البحرين الشقيقة.
كما دفعت للشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المقيم فى الدوحة، أموالا طائلة للهجوم على دولة الإمارات الشقيقة بعد وقوفها بشكل جاد ومحترم مع ثورة الشعب المصري ضد حكم الإخوان فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
كما تشهد العلاقات "السعودية - القطرية" نزاعات بين الحين والآخر، منذ عام ٢٠٠٢ حتى ٢٠٠٧، لا يوجد سفير للسعودية فى الدوحة، والآن هناك خلافات قوية فى مجلس التعاون الخليجى والذى كان من نتيجته سحب السعودية والإمارات والبحرين لسفرائهم من الدوحة .
وبالرغم من مساعدة سوريا لأمير قطر للانتصار فى انقلابه على والده، الإ أنها الآن تمول وتسلح الميليشيات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة لتدمير سوريا وتقسيمها.
قطر.. تدعم جماعة الإخوان ضد مصر، وضد إرادة شعبها الذى خرج عن بكرة أبيه من أجل (كنس) جماعة إرهابية وخلعها من حكم مصر وكتابة نهايتها للأبد، في الوقت الذي تتحدى فيه قطر إرادة المصريين بالدفاع عن الإخوان وحمايتهم في زعمهم بعودة محمد مرسى الرئيس الإخوانى المعزول بثورة شعبية، بعد أن ثبت للشعب المصري تحالف مرسي مع الإرهابيين من خلال الإيميل الخاص بالرئاسة فى قصر الاتحادية.
الجدير بالذكر أن معظم دول العالم وأجهزة مخابراتها كانت تعلم أن رئيس مصر يتحالف مع الإرهابيين، بدليل تحذيرات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لـ"مرسى" حين قالت له: "إننا نحذرك من تصاعد دور الإرهابيين الذين تتحالف معهم والمتواجدين فى ( ٨ ) معسكرات فى سيناء".
أصبحت قطر ترفع شعار (الجاسوس يدعم الجاسوس)، رغم أنه "أغبى" جاسوس فى العالم بشهادة خبراء دوليين.
رصد الكتاب العلاقة المتأصلة بين قطر وتنظيم القاعدة، وأن الدوحة هى الوحيدة فى العالم التي تساند وتدعم القاعدة بشكل علني.. وقناة الجزيرة الوحيدة أيضا فى العالم التي تفخر بعلاقاتها المتميزة مع تنظيم القاعدة.. وكانت الوحيدة التى تعرف المكان السرى الذى كان يقيم فيه أسامة بن لادن قبل مقتله، وتعرف أيضا المكان السرى لخليفته محمد الظواهرى، ولا تزال "الجزيرة" الوحيدة التي تجرى لقاءات تليفزيونية مع قيادات تنظيم القاعدة فى أوكارهم السرية.. وتبث أشرطة الفيديو المسجلة لهم ولرسائلهم إلى العالم.
ولفت الكتاب إلى مؤشرات كثيرة عن عمق علاقات القاعدة بقطر، ومنها على سبيل المثال أن القاعدة التى هاجمت كل دول المنطقة استثنت قطر من عملياتها الإرهابية، رغم أنه توجد فى الدوحة مصالح إسرائيلية معروفة، غير أنها لا تطبق الشريعة بمفهوم تنظيم القاعدة.. فلماذا لا تستهدف نظامها؟.
سعت قطر لضخ المليارات لتمويل مخططات فى سيناء عبر نقل أكثر من 2500 مقاتل من أفغانستان وباكستان لمحاولة زعزعة استقرار مصر، كما هو الحال فى سوريا وتقديم أكثر من 4 مليارات دولار لجبهة النصرة وداعش.
وكان تنظيم "داعش" أورد فى تسجيل نشر على "منتدى حنين الجهاد" بعنوان "شهداء من قطر" صور وأسماء القتلى القطريين الذين قتلوا فى سوريا وهم ( عبدالله بن عبدالمحسن آل بصيص "أبوالزبير"، ومحسن بن حزام المرى "أبو الدرداء"، ومطلق الهاجرى "أبوعمر"، وحمد مقلد المريخى "أبوعبيدة"، وعلى عايد الأحبابى "أبوطالب"، وعلى سالم المرى "أبومحجن"، وعمر الهزاع "أبوحمزة"، وصالح الكلدى.
وأشار" الدوى" فى كتابه ان قطر دعمت عبدالحكيم بلحاج، العضو السابق فى تنظيم القاعدة، الذى تولى رئيس المجلس العسكرى فى طرابلس بليبيا بعد أن قام "بلحاج" بتسليم رئيس الأركان القطرى كميات كبيرة من الوثائق التي استولى عليها من المخابرات الليبية عقب سقوط نظام القذافى، وتكشف هذه الوثائق السرية عن العلاقات العميقة لنظام القذافى ببعض الدول والشخصيات العربية وغير العربية، وجاء حصول "بلحاج "على هذه الوثائق بعد تكليف واضح من جهات مخابراتية قطرية، لكى تستخدمها فيما هو معروف عنها من "أساليب الابتزاز السياسى".
وربما يكشف اعتراف الشيخ على الصلابي، أحد قادة الإخوان فى ليبيا عن كثير من دور قطر المشبوه حين قال: "إن قطر دعمت المجاهدين فى ليبيا بـ2 مليار دولار"، وبشحنات سلاح استلمها المجاهدون عن طريق السودان وبأموال قطرية وشحنات أخرى عن طريق تونس.

&