& "كان اللقاء مبكياً مفرحاً!"، عبارة اختصرت المشاعر المتضاربة لوالد بات يحتاج إلى موافقة غرباء لمقابلة فلذة كبده وإلى ساعات يمضيها على طرق وعرة في حلكة الليل، حتى يصل إلى المكان حيث يحتجزه الخاطفون. يتنفس الأوكسجين ساعة وعشرين دقيقة، وهي المدة التي سُمح له بها للبقاء قبل أن يغادر ويعاود الاختناق من جديد. هذه حال حمزة حمص والد العسكري وائل، والذي وصلت إليه "هدية" أمير "جبهة النصرة" في القلمون أبو مالك التلي قبل غيره من أهالي المخطوفين، وهي بطاقة دعوة لرؤية ابنه هو ومن يريد اصطحابه معه.

من راشيا الوادي انطلق حمزة، وصل إلى عرسال عند الساعة الخامسة من بعد ظهر أمس، بعد ان تلقى اتصالاً من "النصرة" حيث كان الوسيط في انتظاره، ثمّ نقله إلى الجرد. الدقائق كانت تمر كالساعات. أفكار كثيرة مرّت على رأسه قبل أن يجد نفسه داخل إحدى المغاور مكحلاً عينيه برؤية ابنه حيث قال لـ"النهار": " كانت لحظة صعبة لا أستطيع وصفها، ربما لو كانت والدته وزوجته وابنتاه معي، كانت الأمور أسهل" لكن الوقت المتأخّر حال دون مرافقتهم لي، كما أن زوجة وائل متعبة وهذا ما لم أجرؤ على اخبار وائل به، لأنّه كان ينتظر رؤيتهم، وقد صُدم عندما رآني وحدي".

"مأكولات" الوالدة إلى الجرد
صدمة حمزة خفّف منها الفيديو الذي سجله والده في هاتفه للعائلة وهي تبعث برسالة له، وقال: "الشباب سمحوا لي أن أطلعه على الفيديو، الذي ارتاح عند مشاهدته، كما قام المسؤول الاعلامي للنصرة بتصوير فيديو لقائي بوائل وأخذ حديثاً منّي".
صحيح أن والدة وائل حُرِمت من الذهاب لرؤية ابنها، إلا أنها لم تحرم ولدها من المأكولات التي يحبها، فحمّلت حمزة اللبنة والزيتون وغيرها من الأطعمة. وقال: "لو توقّف الأمر على ذلك لحمّلتني وزوجته كل ما في المنزل".
&