&&أكد العديد من الضباط العراقيين أن الجيش العراقي يتعرض إلى مؤامرة لإضعافه وعزله عن تاريخه المجيد والمشرف، وذلك من خلال الترويج بتخاذله وهزيمته في مواجهة تنظيم «الدولة»، بهدف وضعه تحت سيطرة وتوجيه الميليشيات وتكرار النموذج الإيراني .


وذكر العديد من الضباط الحاليين والسابقين في الجيش العراقي لمراسل «القدس العربي» بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي، أن حربا نفسيا قاسية وخبيثة يتم شنها على الجيش العراقي في الوقت الحاضر لإنهاء دوره وإضعاف معنوياته وجعله تابعا لقادة الميليشيات والحشد الشعبي عبر الإعلان المتكرر أن الميليشيات والحشد الشعبي هم من يواجه تنظيم «الدولة» وأنه لولا تلك العناصر لتمكن «الدولة» من احتلال العراق كله دون الإشارة إلى الدور الفعال للجيش العراقي في حسم تلك المعارك .
وقال العميد الركن (ح. ص) الجبوري إنه كان ضمن قوات الجيش العراقي في الموصل أثناء هجوم تنظيم «الدولة» في حزيران/يونيو الماضي، وإن الجيش العراقي لم يقاتل لأن الأوامر صدرت له بالانسحاب من المناطق والمعسكرات أو أن قياداته العليا تركت مقراتها وغادرت دون ان تعطي أية توجيهات للجنود بما يتوجب عمله لمواجهة تنظيم «الدولة»، مؤكدا أن موقف القيادات العسكرية العليا كان وما زال محيرا ويثير الكثير من علامات الاستفهام عن مبررات السماح للتنظيم بفرض سيطرته على الموصل والمناطق الأخرى دون مواجهته.


وأكد العميد أن ضباط ومنتسبي الجيش العراقي شعروا بالإحباط لأن قياداتهم خذلتهم وتركتهم بلا أوامر في مواجهة «الدولة» ثم اتهمتهم بالتقصير.
وتطرق الرائد المهندس (ي. ر ) القيسي أن ترك القيادات العسكرية العليا لقوات الجيش العراقي في الموصل دون أوامر والسماح لتنظيم «الدولة» بفرض سيطرته على ثلث مساحة العراق ليس ناتجا عن أخطاء وضعف كفاءة وفساد تلك القيادات فحسب، بل كان عملا مقصودا يراد من ورائه إنهاء دور الجيش العراقي وتحطيم سمعته ومعنوياته لكي يتم تهيئة الأجواء لفرض واقع جديد على العراق هو هيمنة الميليشيات على المؤسسة العسكرية العراقية العريقة التي كان تاريخ وبطولات تؤرق الأعداء. وبين القيسي أن تسليم قيادة الجيش والشرطة في العراق إلى عناصر غير متخصصة ولا تمتلك من المؤهلات سوى فترة العمل في المعارضة ومنحها أعلى الرتب العسكرية إضافة إلى اتباعها النهج الطائفي، أدى إلى فشلها الذريع في إدارة الملف العسكري والأمني وتحمل الشعب العراقي التضحيات الجسام وتعرض سيادة البلد إلى مخاطر جسيمة.


وتحدث اللواء المتقاعد عامر الدليمي أن المؤامرة على الجيش العراقي بدأت منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 عندما كانت أول قرارات الحاكم الأمريكي بول بريمر حل الجيش العراقي بناء على اتفاق بينه وبين قادة الأحزاب المتعاونة مع الإدارة الأمريكية. وأضاف ان المؤامرة على الجيش مرت بعدة مراحل أولها قيام الاحتلال بإلغاء الجيش وتدمير معسكراته وأسلحته واستبعاد كافة قادته وخبراته المتراكمة بشتى الطرق ثم جاء قرار بريمر بتشكيل تنظيمات عسكرية جديدة تعتمد عناصر الميليشيات والبيشمركة أساسا لها والذين تم منحهم رتبا لم يكونوا يحلمون بها وتكليفهم بمسؤوليات فوق قدراتهم مما أدى إلى فشلهم في حماية أمن البلد، وأخيرا جاءت مرحلة ما بعد «الدولة» التي تهدف إلى هيمنة الميليشيات على الجيش وجعله خاضعا لأوامر قادة الميليشيات لضرب الشعب العراقي وخاصة في المناطق المنكوبة. وأكد الدليمي أن الجيش العراقي وبرغم كل ظروفه قادر على القضاء على تنظيم «الدولة» وغيره من الإرهابيين لو توفرت له قيادة وطنية صادقة.
وأضاف أن تدمير الجيش العراقي كان الهدف الأول لأعداء العراق سواء الأمريكان او الإيرانيين أو آخرين لأنه كان عقبة في طريق مؤامراتهم على العراق والعرب، ولذا فإن المساعي ستستمر لتدميره وإفراغ دوره من صفة الوطنية والقومية، مؤكدا على أن إيران وجدت الظرف الحالي بعد ظهور «الدولة» «وفتوى الجهاد»، بأنه فرصتها التاريخية ليكون لها وجود عسكري علني في العراق لأول مرة بحجة المشاركة في مواجهة «الدولة»، لكي تتمكن من السيطرة على الجيش العراقي عبر أدواتها المحلية ولاستنساخ تجربة الحرس الثوري الإيراني في العراق.


ويجمع كافة الضباط والمراتب في الجيش العراقي على قدرة الجيش في حماية البلد والقضاء على التهديدات الأمنية كافة شرط توفر قيادة عسكرية ذات خبرة وإيمان بالوطن والأمة وأن يتم إبعاده عن ضغوط وتأثير الأحزاب والميليشيات والفساد، وهو ما يبدو، وللأسف، بعيدا عن التحقق في الوقت الحاضر مما يعني استمرار المخاطر الأمنية على البلد ومستقبل لا يبشر بالخير والأمان. ويذكر أن الجيش العراقي تأسس في 6 كانون الثاني/يناير عام 1921 عقب قيام المملكة العراقية تحت الاحتلال البريطاني الأول للعراق، حيث تم تشكيل فوج حمل اسم فوج موسى الكاظم الذي تألف من ضباط عراقيين سابقين كانوا يعملون في الجيش العثماني في ثكنة الخيّالة في الكاظمية في العاصمة بغداد .
&