&لبنان: عاصفة «المستقبل» ردا على «حزب الله» وعون تهدد الحكومة والحوار


المشنوق يرفض الضجيج الفارسي المدبلج إلى العربية... ونصرالله يرد: من يريد الرحيل من الحوار والحكومة «الله معو»


سعد الياس

&

&يشهد هذا الاسبوع جلسة عامة للمجلس النيابي يوم غد الثلاثاء لانتخاب هيئة مكتب مجلس النواب واللجان النيابية، كما يشهد يوم الأربعاء جلسة افتراضية جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكن ما يميز هاتين الجلستين أنهما تعقدان وسط غيوم سود ملبدة في سماء العلاقة بين تيار المستقبل وكل من حزب الله والتيار الوطني الحر تنذر بعواصف سياسية تهدد الحكومة ولاسيما في ضوء التهديد الواضح من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق ردا على التوجهات من الفريقين الأبرزين في 8 آذار لمحاصرة الحكومة.


وكان الوزير المشنوق أعلن في الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن سلسلة مواقف حملت رسائل في أكثر من اتجاه:
ـ أولا رسالة إلى حزب الله الذي توجه اليه وزير الداخلية بالقول «دخلنا إلى هذه الحكومة على قاعدة ربط النزاع مع حزب الله، وعلى قاعدة ان عناوين الاشتباك الكبرى، من مصير السلاح إلى القتال في سوريا دفاعا عن النظام القاتل، هي عناوين مجمدة، حرصا على ما تبقى من هيكل الدولة، ولمعالجة ملفات تهم الناس، لكن النتيجة كانت اننا عدنا إلى المربع الأول، مربع التعطيل وخطف المؤسسات ورهن الدستور للأجندات الشخصية، ومغامرات إلحاق لبنان بكل ما يناقض مصالحه وهويته وعروبته».
وانتهى المشنوق إلى «إعلان موقف قاطع ليس لرفع السقف أو التصعيد، بل لوضع الأمور في نصابها، فالرئيس سعد الحريري لن يقبل ولن نقبل معه ان يتحول ربط النزاع إلى ربط للوطنية وربط للضمير وربط للألسن عن قول الحق والحقيقة».
وأعلن «أن الخطة الأمنية في البقاع لا تزال حبرا على ورق، وأننا لن نقبل أن نكون «صحوات» في خدمة أي مشروع أو جهة، وأن يكون هناك ناس بسمنة وناس بزيت، وقال: «لا.. مش ماشي الحال».
ولفت إلى «أن بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة من الحكومة، وخطوة أولى للخروج من الحوار الذي أردناه صونا للسلم الأهلي».
ـ ثانيا رسالة إلى العماد ميشال عون، حيث أكد المشنوق «أن أبواب النظام اللبناني لا تفتح بالكسر والخلع، ولا باعتقال مجلس الوزراء وتعطيله قبل تعيين قائد جديد للجيش»، مؤكدا «أن هذا التعيين يجب أن يكون بعد انتخاب رئيس للجمهورية وإلى حين انتخاب رئيس للجمهورية سنبقى على ثقتنا بقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص».
ـ ثالثا رسالة إلى إيران من خلال الرد على الحملات التي تطال المملكة العربية السعودية، من باب حادثة الحج، والتي هي أشبه بإعلان حرب خطابية بالوكالة عن إيران، معتبرا أن أغرب ما سمعه كان تشبيه ما حصل في مناسك الحج بحادثة كربلاء، واصفا ذلك بأنه «مبالغة وكيدية تسيء لمعنى وقيمة شهادة الإمام الحسين، قبل الإساءة لأي طرف أو جهة أو دولة».
ولفت إلى «أن هذه الحملات لا تخدم من تظن أنها تخدمهم، وأن نتيجتها الوحيدة هي النزيف الذي يصيب خزان الصبر العربي على لبنان وخزان الانحياز العربي لهذا البلد»، مؤكدا «أن كل هذا الضجيج الفارسي المدبلج إلى العربية لن يعيد عقارب الصحوة العربية إلى الوراء في اليمن اليوم وفي سوريا بموازاته وبعده»، مشددا على «أن السيف السعودي لن ينكسر طالما أن نصله عربي».
وليس موقف وزير الداخلية الوحيد الذي سيترك تداعيات على الساحة بل إن موقف النائب مروان حمادة لم يكن أقل عنفا، حيث قال «إذا كانت الأرواح بيد الله، سبحانه وتعإلى، نتساءل منذ عشر سنوات من فوض «حزب الله» حق اقتطاعها وإزهاقها؟»، وأضاف «إنها حقا محنة تاريخية بدأنا نعيشها بمسلسل اغتيال نخبة من قادة لبنان لتشمل بعد ذلك نحر جماهير، فمذاهب، فطوائف، فأقاليم، فشعوب بكاملها على امتداد وطننا وأمتنا، وكأننا تحولنا من الخليج إلى المحيط إلى أضحية للجلادين الأسدي والفارسي، ومنذ أيام، الروسي».
وتابع: «الآلة القاتلة هي هي. امتد نطاقها، توسعت رقعتها تعمقت شهوتها للدماء. لبنان، سوريا، العراق، اليمن، البحرين، الشر المطلق يستهدف الآن كل الساحات، كل الفئات، كل الشعوب.
من خطاب إلى خطاب من مغامرة إلى مغامرة، من موقعة إلى موقعة، ظلوا على جوعهم، وهل ننتظر من الولي الفقيه ان يرأف بنا بعد اغتيال أبرز رموزنا؟».وخاطب الرئيس سعد الحريري قائلا: «عد إلى لبنان أنت الحبيب القائد بل انت الثورة قبل الثروة. وجودك بين محبيك في لبنان ثروة طائلة. عد لنقنع الخصم بأن مغامراته الحربية انتهت ومسيرته لا بد من ان تعود سلمية… ان عدت نختار رئيسا ونحيي حكومة وننتخب مجلسا وتعود الثقة إلى شعب لبنان والعالم بمستقبل لبنان».
في المقابل، رد حزب الله على كلام المشنوق عن الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، فأصدر وزير الصناعة حسين الحاج حسن بيانا قال فيه إن «ما نسمعه من وزير الداخلية على طاولة الحوار مغاير تماما لما قاله في الإعلام، فصرنا أمام لسانين ولغتين ووجهين مناقضين، بخاصة تجاه الخطة الأمنية في البقاع التي كانت ولا تزال مطلبا ملحا لحزب الله وحركة أمل اللذين قدما كل الدعم للأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها. إن الهروب من الفشل والتقصير بإلقاء التبعة على الآخرين لم يخفف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق وزير الداخلية تجاه إبقاء الفلتان الأمني في البقاع، لتصفية الحسابات مع المنطقة وأهلها، وإذا رغب الوزير المشنوق في نشر محاضر جلسات الحوار فنحن جاهزون لنشرها ليعرف الرأي العام على من ألقى الوزير المسؤولية عن عدم تنفيذ الخطة الأمنية وتبيان الحقيقة للناس».


ثم جاء رد من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي قال «من يرغب الرحيل من الحوار الله معو، مع السلامة، ومن يريد الرحيل من الحكومة الله معو مع السلامة».
وأوضح «أننا شاركنا في هذه الحكومة من أجل استقرار لبنان، ومع تقديرنا الخاص لرئيسها تمام سلام، وهذا واقع وليس مجاملة لصبره وتحمله، فإننا رغم تعثر الحكومة لا ندعو إلى إسقاطها».
وشدد على «أهمية متابعة الحوار حتى ولو كانت انتاجيته محدودة، كذلك فإن بناء الحكومة يمنع الانهيار».
ورأى «أن تيار المستقبل يتحدث عن الحوار وكأنهم متفضلون على اللبنانيين بهذه المهمة»، مؤكدا «رفض هذا الإحساس لاننا لا نقبل ان يكون الحوار منة من أحد، كذلك لا نقبل المنة منهم في انهم يشاركون في الحكومة. فإذا كنتم تشعرون بالإحراج من البقاء في الحكومة فالله معكم، نحن لا نريد ان نمن على أحد اننا نحرره أو نشاركه في حكومة، ونحن اساسا مع بقية الإخوة في الاحزاب حررنا بلدنا، وعندما وقفنا في 25 أيار عام 2000 فلم نمن على أحد».
وتابع: «سأدعو قيادة حزب الله إلى إعادة النظر في الحوار، فاذا كان المستقبل يريد ان يمنننا بالحوار، فنحن نخرج منه ولا ننتظر منهم ذلك. لا نقبل استفزازا من أحد».
وقال «أتحدى المؤسسات الأمنية والقضائية ان يعلنوا اننا عملنا على تغطية أحد في البقاع من المطلوبين وغيرهم. الآخرون يريدون إدخال حزب الله وأمل في صراع مع عائلات وعشائر أهل البقاع، وان نعمل إلى اعتقال المطلوبين، ولكن هذا ليس عملنا».
وكرر «رفض الاستفزاز في الحوار أو في الحكومة». مرحبا «بمن يريد البقاء في الحوار أو بمن يريد المغادرة ومثلها في الحكومة. نحن إزاء كرامة الناس لن نتساهل».