&بوتين تعهد بـ «إعادة تأهيل العلاقات» الأردنية مع النظام السوري وتحدث عن مرحلة انتقال سياسية أسرع مما يعتقد الجميع
&
بسام البدارين

& لا يوجد الكثير من المعلومات حول خلفية الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
رغم ذلك احتفل الإعلام الرسمي الأردني بالاتصال وأبرزه ضمن رسالة سياسية باطنية توحي وخلافا لبعض الانطباعات بأن الأردن طرف لاعب وأساسي، عندما يتعلق الأمر بالمشهد السوري حتى من الزواية الروسية.
يمكن ببساطة ملاحظة ان الاتصال بالعاهل الأردني تم بالتوازي مع اتصالات بوتين مع زعماء آخرين في المنطقة، وبالتزامن مع زيارة رئيس الأركان المصري، الجنرال محمود فوزي، واستقباله الحافل في عمان تحت عنوان توقيع سلسلة اتفاقيات عسكرية، خصوصا ان مصر دخلت تماما حسب المعلومات الأردنية في النطاق العملياتي التعاوني مع روسيا في سوريا. الأهم ان التفاعل الروسي الأردني يوحي ضمنيا بأن الرئيس بوتين كان جادا عندما تحدث عن تحالف جديد للوقوف في وجه تنظيم «الدولة الإسلامية» والإرهاب في سورية لمشاركة الأردن تحديدا مع سوريا والعراق.
في الجانب التحليلي الاتصال ينطوي على تطمين من موسكو لعمان بأنها موجودة في الخلفية، بالرغم من اللاءات التي يفرضها الرئيس السوري بشار الأسد على التعاون مع الأردن بحجة ودعوى دعمه للمسلحين الإرهابيين.
عمان، وبمجرد تدشين الحملة العسكرية الروسية عبر الطلعات الجوية في بداياتها أقفلت باب البرنامج القديم لتدريب مسلحين سوريين في المعارضة. وتم إبلاغ موسكو ودمشق بهذا القرار باعتباره رسالة مرنة من الجانب الأردني وخطوة نحو التقارب.
لاحقا أبلغت رئيسة المجلس الاتحادي الروسي، فالنتينا ماتفيكيو، عندما زارت عمان أعضاء البرلمان الأردني الذين قابلوها بأن بلادها تراهن على تعاون الأردن الحيوي مع مقاومة الإرهاب في سوريا وألمحت إلى ان القنوات الأمنية بين البلدين فعالة، خصوصا في ما يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات.
في تلك الاثناء رفض الرئيس السوري التجاوب والتفاعل مع رسائل سياسية ناعمة وردته من عمان عبر حلفاء له في ساحتها.
الرئيس بشار الأسد، قبل زيارته المباغتة إلى موسكو، تقدم خطوة محدودة ومحددة مع التقارب الأردني، حين رفض التواصل في المستوى السياسي أو حتى على المستوى الدبلوماسي، وطلب من مؤسساته الأمنية، وتحديدا من شخصية أمنية بارزة من طراز علي مملوك البقاء على اتصال مع الأجهزة الأمنية الأردنية.
يبدو ان حوارات في المستوى الأمني حصلت فعلا بين عمان ودمشق. ويبدو ان موسكو تدفع من خلف الستارة نحو تجذير مثل هذه الحوارات، الأمر الذي تعكسه خطوة الرئيس بوتين في وضع الأردن في صورة مسار الأحداث خصوصا، بعد اللقاء المفصلي للرئيس بوتين مع بشار الأسد.
الاعتقاد سائد وسط النخبة السياسية الأردنية بأن الرئيس بوتين قد يهتم أو يظهر اهتماما بإعادة تأهيل العلاقات بين الأردن وما تبقى من النظام السوري. والانطباع – حتى في أوساط وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، اليوم – يشير إلى ان عملية التفاوض مع أي طرف في المؤسسة السورية أو في الساحة السورية تتم الآن مع الروس حصريا.
لا توجد أوهام عند الأردنيين على الأقل بأن دورهم سيكون بارزا ومؤثرا، لكن الجوار الجيوسياسي بين الأردن وسوريا يجعل المستوى الأردني مؤثرا وداعما في المستقبل لأي ترتيب من أي نوع، تحت عنوان ما يسميه المحلل السياسي، الدكتور عامر السبايلة، صفقة التسوية الكبرى.
من هنا يظهر على السطح ان مجرد الإعلان عن الاتصال الهاتفي بين العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، والرئيس بوتين هو خطوة باتجاه ما التزمت به موسكو خلف الأضواء تحت عنوان إعادة تأهيل العلاقة الأردنية مع أطراف التسوية المقبلة، خصوصا انه من الثابت ان بوتين تحدث للزعماء الذين اتصل بهم هاتفيا عن رعاية بلاده لعملية انتقال سياسية قال إنها ستبدأ أقرب مما يتوقع الكثيرون، قاصدا بصورة حصرية الانتقال لمستوى المعالجة السياسية بعد الحسم العسكري.

&