&عبدالعزيز الجار الله
&
يشكل التحالف الإسلامي قوة جغرافية تضاف إلى القوة العسكرية والديمغرافية البشرية، كما أنها تتميز بالتوزيع الجغرافي الذي يحتاجه أي تحالف ليتمكن من التحرك سريعًا ومحاصرة الأحداث والقدرة على السيطرة، دول التحالف لها ثقلها العسكري والبشري والاقتصادي موزعة على النحو التالي:

غرب آسيا: السعودية، تركيا، الأردن، الإمارات، البحرين، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، اليمن.

شرق آسيا: باكستان، بنغلادش، المالديف، ماليزيا.

الشمال الإفريقي: مصر، تونس، ليبيا، المغرب، موريتانيا.

شرقي إفريقيا: جيبوتي، السودان، الصومال، جزر القمر.

غرب إفريقيا: السنغال، سيراليون، غينيا، كوت دي فوار، مالي.

وسط إفريقيا: تشاد، الغابون، النيجر، نيجيريا، توغو، بنين.

وهذه تشكل مع إضافة بعض الدول وخصوصًا آسيا الوسطى التي كانت في فلك الاتحاد السوفيتي السابق (أذربيجان، تركمنستان، أوزبكستان، كازاخستان وغيرها) التي تمثل حدود روسيا الجنوبية والغربية تقريبًا، تشكل دول التحالف إحدى خرائط العالم الإسلامي القديم في العهد الأموي، والعهد العباسي، وبعضًا من الدولة السلجوقية، والمملوكية، وتكاد تغطي الإمبراطورية العثمانية.

السعودية في هذا الحلف الإسلامي الجديد لمحاربة الإرهاب كأنها تعيد رسم خريطة العالم الإسلامي الذي أنشأ كيانًا يغطي مساحات عديدة من دول العالم، فهي أي السعودية تعيد التحالف من أجل تذكير دول الإرهاب، و تذكير دول العالم التي نسيت خرائط وأطالس وحدود العالم الإسلامي، وتذكير من عمل على تحويل الدول الإسلامية إلى دول مستباحة، والدم العربي والإسلامي مستباح، حتى أصبح المسلم درجة ثالثة في تصنيف السكان.

تستهين روسيا ويستهين الغرب بالدين الإسلامي وفي الإنسان المسلم، ويفكر البعض في منع المسلمين من الدخول إلى بلدانهم بأمريكا وروسيا وأوروبا، كما يفكر البعض - الغربي - إلى العودة إلى زمن الاستعمار الأوروبي الذي كبس على أنفاس العرب والمسلمين فيما بين الحربين الأولى والثانية، أي عودة استعمارية اقتصادية وثقافية، العودة إلى مستعمرات ما وراء البحار والشركات الكبرى.

هذا التحالف ليس ضد أحد إنما لمحاربة الإرهاب، ولإيقاظ العالم الذي استهان واستباح دماء المسلمين في كل أرض. داعش ليست مظلة للاستعمار الجديد فنحن أي المسلمين من سيحارب الإرهاب والدولة الوهمية التي أشرف أعداء الإسلام على صناعتها في المنطقة.

دول التحالف الإسلامية التي تشكلت في منتصف ديسمبر 2015م لمحاربة الإرهاب ليست هي كل العالم الإسلامي - ستنضم بإذن الله البقية - لحماية كرامة وهيبة الإسلام، هذه الدول سيكون عليها مسؤولية وقف نزيف الدم المسلم المهدر، أيضًا حماية الإنسان المسلم الذي أصبح مبتذلاً بسبب العدوان والاحتلال الغربي وبسبب الأنظمة الغربية التي تصوره في إعلامها بأنه عدواني وبإنسان مبتذل غير مرغوب به ومهدرة حقوقه، وهذه الصورة الرسمية والإعلامية جعلته عرضه للاعتداء والتطاول وحرمته من حقوقه.