&حمود العنزي وعلاء محمود
• الأعمال التي عرضتها شاشة «الراي» نالت القسط الأكبر من الجماهيرية
• «أم طلال» ربحت تعاطف الجمهور في «أمنا رويحة الينة»
• «ذاكرة من ورق» جسّد معاناة الطلبة المغتربين ... وشهد عودة شجون بعد غياببين الدراما والكوميديا والقضايا الاجتماعية، طوّفت الأعمال التلفزيونية بالجمهور خلال العام 2015، الذي شهد تقديم العديد من الأعمال والتي عرضت على مدار العام، طارحة عدداً من المواضيع المتنوعة التي خاطبت المجمتع الخليجي، فاستحق بعضها الإقبال الجماهيري، فيما ضاع بعضها الآخر وسط الزحام.
كعادتها، نالت الأعمال التي عرضتها شاشة «الراي» القسط الأكبر من الجماهيرية، وفي مقدمتها مسلسل «أمنا رويحة الينة»، الذي قدمته الفنانة القديرة سعاد عبدالله بمشاركة كوكبة من الفنانين، وتناول مجموعة من القضايا المهمة.
واستطاعت «أم طلال» أن تكسب تعاطف الجمهور مع شخصية «فاطمة» التي عانت في شبابها ولديها عدد من الأبناء، وفجأة تجد نفسها ضحية غيبوبة أفقدتها ماضيها وحاضرها، وتدريجياً وبالتعاون مع صديقتها «نورية» الفنانة أسمهان توفيق، تجتمع فاطمة بأبنائها بعد سنوات طوال، فلا يتقبلونها ولا ينسون تركها لهم وهم صغار، ولكل ابن حكاية تواجهها معهم والدتهم التي تحاول لم الشمل من جديد. وجاء العمل حافلاً بالقضايا الاجتماعية والأسرية، ومنها زواج السر، استغلال البشر، المشاكل الزوجية، الحب الحقيقي، قصص الحب التي تنتهي عنوة، وغيرها من القضايا التي غزلتها الكاتبة هبة مشاري حمادة بحرفية عالية، وترجمها المخرج محمد القفاص وجسدها سعاد عبدالله وأسمهان توفيق وبشار الشطي ولمياء طارق وفاطمة الصفي وملاك ومجموعة من المشاركين.
كما استأثر مسلسل «ذاكرة من ورق» الذي تم تصويره بين الكويت وبرلين باهتمام مشاهدي «الراي»، من خلال نقله الواقعي لمعاناة وحياة الطلبة المغتربين من أجل الدراسة وما يواجهونه من عثرات ومطبات، وتقديمه قضايا مهمة، منها عقوق الوالدين والحب والدراسة وغيرها. وشهد المسلسل عودة الفنانة شجون بعد انقطاع عن الساحة الفنية، وهو من تأليف عادل الجابري، إخراج علي العلي، وتمثيل فخرية خميس وعبدالله ملك وطيف وشجون وفاطمة الصفي وعيسى ذياب وغيرهم من المشاركين.
ومن الأعمال التي تميّزت على شاشة «الراي» أيضاً مسلسل «قابل للكسر»، وهو عمل اجتماعي سلط الضوء على مجموعة من القضايا المهمة، منها حياة اللقطاء وغدر الأصدقاء والمشاكل الزوجية، والطمع والاستغلال وتغليب المصالح الشخصية وغيرها، والمسلسل من تأليف فهد العليوة وإخراج منير الزعبي وتمثيل باسمة حمادة وأحمد السلمان ومرام البلوشي وياسة ومحمود بوشهري وميساء مغربي وغيرهم من الممثلين.
ومن الأحداث البارزة في الدراما المحلية خلال العام 2015، عودة الفنانة الكبيرة حياة الفهد إلى الكوميديا، حيث مزجت بين البسمة والجد من خلال مسلسل «حال مناير»، الذي أبدعت فيه «أم سوزان» في دور «مناير» التي «تطش الفال» وتجمع النساء وتزوّدهم بالأخبار عبر فالها لجمع المال. وتتميّز مناير بقوتها، ولكن هذا بعد أن «طحنتها» الحياة وانكسرت. والعمل ينتمي إلى كوميديا الموقف، وسلط الضوء على العديد من القضايا، منها اختلاف المستوى المعيشي في المجتمع والعنوسة وطمع الإنسان اللامنتهي، فضلاً عن مواضيع أخرى مثل الحب وزواج المصلحة والانتقام مهما طالت السنوات وغيرها. والمسلسل من تأليف فهد العليوة، إخراج منير الزعبي وتمثيل حياه الفهد، جاسم النبهان، طيف، هدى الخطيب، مشاري البلام وغدير السبتي ومجموعة من المشاركين، وهو آخر عمل للفنانة المعتزلة شيماء علي.
أيضاً من الأعمال التي برزت خلال العام مسلسل «في عينها أغنية»، الذي جمع عدداً من القضايا الاجتماعية منها اختلاف الطبقات المعيشية والحزازية عند البعض، وتميّز بخط رومانسي سواء بين الأزواج أو أولياء الأمور وأبنائهم والعاشقين، وضم مجموعة من الممثلين من مختلف الأجيال، وهو من تأليف محمد حسن وإخراج هيا عبدالسلام، وتمثيل أسمهان توفيق، جاسم النبهان، أحمد الهزيم، فخرية خميس، فؤاد علي، محمد صفر، غدير السبتي، وفرح الصراف ومجموعة من المشاركين.
وقدمت الفنانة هدى حسين مسلسل «لك يوم»، الذي سلّط الضوء على كفاح وعطاء الأم حين يغدر بها زمانها، وحينما يكون سبب ألمها شقيقها الذي طغى عليها وعلى أسرتها، والعمل إنساني درامي يبيّن معاناة الأسرة حين يقع الظلم، وكيف تكون المرأة صلبة وقوية في وجه الرياح، وشكّل عودة للفنانة هدى حسين إلى أدوار المرأة الطيبة والمسالمة، والمسلسل من تأليف محمد النشمي وإخراج أحمد فؤاد الشطي، وتمثيل هدى حسين، حسين المنصور، أحلام حسن، هيا الشعيبي، أوس الشطي وجواهر ومجموعة من المشاركين.
ومن الأعمال الدرامية المحلية التي عرضت مسلسل «النور»، الذي مزج بين العديد من المواضيع الاجتماعية، حيث دارت الأحداث حول «نورة» الزوجة والأم ولعبت دورها الفنانة نور، والتي تحمل على عاتقها مسؤولية بيتها وأفراد أسرتها، ومع تصاعد الأحداث يتغيّر مجرى حياتها، لتتغير حالتها النفسية والأسرية حسب المستجدات التي تمر بها، وأصعبها حين تعلم بزواج من شاركته حياتها من أخرى. والعمل من تأليف حمد بدر، إخراج جمعان الرويعي، وتمثيل عبدالعزيز جاسم، نور، حلا، حمد العماني، ميثم بدر، غدير السبتي وغيرهم.
كذلك تم عرض المسلسل الكوميدي «حارش وارش» على شاشة «أبوظبي»، ودارت قصّته عن مدينة صغيرة لا تنتمي إلى زمان أو مكان، بسيطة في طريقة إدارتها التقليدية من جانب قاضٍ ورئيس شرطة وشهبندر التجار. ويريد القائمون على المدينة القفز بها من حال إلى حال، وتبدأ الحكاية عندما يعود البطلان «حارش» و«عبيد» من رحلة طويلة في الصين، تنفيذاً لرغبة والدهما الذي أوصاهما بالذهاب إلى هناك لتعلم الفنون القتالية. وقبل الكشف عما فعلاه هناك، يصلان إلى المدينة ويكتشفان أن الوالي قرر مكافأة كبيرة لمن يكتشف شيئاً في هذه المدينة ينقلها من مدينة مغمورة إلى مدينة مشهورة. وطبعاً، تعقد آمال كبيرة عليهما لمعرفتهما بأمور البلدان، ويبدأ البطلان محاولاتهما لنيل جائزة الوالي، ما يجمع حولهما مجموعة من الأصدقاء غريبي الأطوار، حتى يكتشفوا في النهاية أن الاكتشاف الحقيقي هو الإنسان نفسه وتطويره وتنميته. والمسلسل من بطولة النجمين عبد الناصر درويش وحسن البلام، ومعهما بلال عبد الله، فوز الشطي، العراقية ميس قمر وآخرون، وهو من إخراج حسن البلام وتأليف سفيان عبد الإله.
وأيضاً، تم عرض المسلسل الاجتماعي «لو أني أعرف خاتمتي» على شاشة «أبوظبي»، ودار حول «منى» التي تجمعها علاقة طيبة مع أبيها، إذ ورثت عنه خصلة الخير، ومعاً يمثلان صورة الإنسان الطيب المحب للناس. لكن سرعان ما يدخلان دوائر حياتية صعبة يتخللها من يقلق حياتهما ويؤثر فيها. يخوضان معاً صراعاً مع الشر إلى أن تنتصر إرادة الخير وتثبت أنها الأبقى. من خلال المراحل الكثيرة والمغريات التي تمر بها «منى» منذ مرحلة المراهقة وحتى بلوغ سن الرشد، تستعرض الأحداث مختلف الظروف التي تمر بها كثير من الأسر في دول المنطقة نتيجة للمتغيرات التي شهدتها. العمل من بطولة الفنانين غازي حسين، هيفاء حسين، هدى الخطيب، عبد المحسن النمر وشهد الياسين، وهو من إخراج أحمد يعقوب المقلة، وتأليف إسماعيل عبد الله.
كذلك، وعلى شاشة «mbc»، تم عرض مسلسل «سيلفي»، من بطولة الفنان السعودي ناصر القصبي وإخراج أوس الشرقي، حيث شكّل العمل محاولة للعودة إلى الكوميديا الاجتماعية الجادة، التي تُضيء على الواقع السعودي خصوصاً، والخليجي والعربي عموماً، كونه صوّب نقده البنّاء على بعض مكامن الخلل في مجتمعاتنا. وطرح المسلسل قضايا اجتماعية وإنسانية متعدّدة، وعالجها بأسلوب خاص جداً، إذ لجأ إلى الكوميديا المباشرة وأحياناً إلى السوداء.
ومن الأعمال أيضاً التي كانت علامة فارقة، مسلسل «تورا بورا» الذي طرح قضايا حساسة بالنسبة إلى الوضع الحالي في عالمنا العربي، خصوصاً في ما يتعلق بالشباب الذين تقوم فئات ضالة بغسل أدمغتهم وتغييبهم عن التصرف العقلاني، ومن ثمّ الزج بهم في المناطق الساخنة للقيام بأعمال إرهابية وتفجير أنفسهم، إذ دارت فكرة المسلسل حول عذابات كويتي وزوجته اضطرا إلى السفر لأفغانستان من أجل البحث عن ابنهما الذي تم التغرير به من قبل أحد التنظيمات الإرهابية، في رحلة نكتشف خلالها الكثير من الزيف والممارسات الكاذبة. والمسلسل محاكاة تلفزيونية لفيلم «تورا بورا»، الذي قدّم قبل سنوات وحاز العديد من الجوائز الخليجية والعربية والدولية، وهو من تأليف الكاتب السوري رياض سيف وإخراج وليد العوضي، وشاركت في بطولته بالإضافة إلى سعد الفرج، مجموعة من الفنانين مثل أسمهان توفيق وخالد أمين.
كذلك، شهد العام 2015 عرض مسلسل «دبي لندن دبي» الذي دارت قصّته حول مجموعة من الشباب الموهوب يدفعهم طموحهم للعمل خارج البلاد، حيث واجهوا الكثير من الصعاب، وهو قصة وفكرة خليفة حمد بو شهاب مدير عام قناة «سما دبي»، وبطولة أربعة مذيعين إماراتيين هم رؤى الصبان، سعود الكعبي، أحمد عبدالله و ليلى المقبالي، إلى جانب الفنان القطري عبد العزيز جاسم، والفنانين زهرة الخرجي وأحمد إيراج.
أما مسلسل «في أمل» الذي كتبته أنفال الدويسان وأخرجه محمد دحام الشمري، فقد حمل في طياته الكثير من العبر والقصص، إذ اعتمدت «ثيمته» الأساسية على مقولة إنه «لطالما كانت الأحلام حقا لكل الناس، وفي طريقنا لتحقيق أحلامنا سنواجه من دون شك بعض التحديات، والتي قد تدفع البعض لليأس والاستسلام، بينما تدفع البعض الآخر إلى تقديم المزيد من التضحيات من أجل تحقيق نجاحات أكبر بأي طرق كانت». والمسلسل من بطولة جاسم النبهان، فخرية خميس، صلاح الملا، لمياء طارق وعبدالله بوشهري.
ولا ننسى مسلسل «عام الجمر»، الذي دارت قصته حول «فارس»، الذي لم يتوقع وهو يقترب من العشرينات من عمره أنه سيفقد الدفء والأمان، اللذين كان يعيش فيهما خلال نشأته في بيت «العم عبدالله»، الرجل الطيب الذي احتضنه لقيطاً من أحد بيوت الأيتام وربّاه هو وزوجته «نجود» التي لم تكن قادرة على الإنجاب. كان الاثنان بمثابة الحضن والأهل، وكان يدرك أنه كان وحيداً مميزاً في حضن هذين الوالدين، إلى أن انضمت «العنود» إلى الأسرة، الفتاة ذات الثماني سنوات ابنة شقيق «عبدالله» بعد وفاة كامل أسرتها في حادث مأسوي كبير لم ينجُ منه أحد سواها. احتضنها عمها «عبدالله» رقيق القلب وأصبح أباها عوضاً عن الأب، الذي فقدته وأصبحت «نجود» زوجة عمها أماً لها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. عندما أتت «العنود» بسنواتها الثماني، كان «فارس» في الثانية عشرة من عمره يبدأ سني مراهقته الأولى بخيالها الخصب وعواطفها المتدفقة، والتي جعلته يتعلق بـ «العنود» منذ اللحظة الأولى لقدومها. والعمل من بطولة عبـد المحسن النمر، باسـمة حمادة، زهرة الخرجي، فاطمة عبدالرحيم، أمل محمد، أبرار سبت، إبراهيم الحساوي ومرعي الحليان، ومن تأليف يوسف ابراهيم وإخراج عمر إبراهيم.
وفي إطار درامي اجتماعي، تناول مسلسل «حرب القلوب» الخيانة بصفة عامة، سواء كانت بين الأصدقاء أو الاخوة، ومدى تأثيرها كمرض اجتماعي خطير على المجتمع بصفة عامة وداخل الأسرة بصفة خاصة. والمسلسل من تأليف إيمان سلطان، وإخراج الإماراتية نهلة الفهد، ومن بطولة إلهام الفضالة وبثينة الرئيسي، خالد أمين، يعقوب عبد الله، لطيفة المجرن، هنادي الكندري وآخرين.
التعليقات