&
فاتح عبدالسلام


بغض النظر عن الاهداف الروسية ومخططاتها في سوريا، فإن الذي حصل هو قيام التدخل الروسي المباشر في حرب سوريا بشحذ الهمة الأمريكية لقتال تنظيم داعش. كما حرّك هذا التدخل ورقة تركيا في العراق وسوريا معاً.لأن العالم شعر أن صفحة داعش يجري طيها وليس مدها، وهو الأمر الذي ينذر بولادة وضع جديد لا تستطيع سوى الدول الكبرى أو الاقليمية المتنفذة ترتيبه.
الفصائل المعارضة السورية لا يجدر بها التفاؤل بعد مؤتمر الرياض وقرار مجلس الأمن للحل بأن النظام السوري سيتغير بقرار دولي .
كل شيء يبدو قاتماً والأجندات الخارجية في سوريا متداخلة ومترسخة بشكل بات فيه من الصعب ايجاد حل جزئي وليس كلياً في ظل هذا التعقيد.


في العراق ،الصورة واضحة ، حيث الانقسام بين جبهتين تقريباً، هما القوات الحكومية والبيشمركة الكردية والمليشيات من جهة، وقوات داعش من جهة اخرى .لكن الحال لا يزال معقداً وصعباً في الحسم العسكري برغم استمرار التحالف الدولي بالقصف منذ سنة على أهداف التنظيم .


الملفان السوري والعراقي ليسا منفصلين في ميزان الحرب الدولية على داعش، بيد إن الوضع السوري يخضع لبحث مرحلة سياسية مابعد داعش بشكل علني وتحت سقف مجلس الأمن، في حين يبدو الكلام عن مرحلة ما بعد داعش في العراق ملتبساً وتدخلاً في الشؤون الداخلية في نظر الاحزاب الحاكمة التي ترى أن الخارطة التي تتحرك عليها منذ اكثر من عقد من الزمان سوف تتغير بفعل عوامل سياسية جديدة قد تقلب جميع المعادلات رأساً على عقب.


هل يمكن ان يستمر هذا الترابط والتمايز بين الملفين العراقي والسوري حتى نهاية الحرب على داعش ؟. من الصعب الذهاب الى الاعتقاد باستمرار مسار مزدوج سياسياً وعسكرياًفي سوريا، في حين يتم التمسك في العراق بمسار عسكري والتغاضي عن المسار السياسي خوفاً من خلخلة العملية السياسية المتوافقة مع الموازين الاقليمية وخاصة الايرانية .
أستطيع القول أننا في ربع الساعة الأخير من الحرب في العراق وسوريا لكن هذا الربع ليس بالضرورة قصير الأمد، برغم توافره على معنى نهاية الشوط . كثير من الأحزاب والشخوص يرعبهم الوصول الى نهاية مرحلة اعتاشوا عليها سياسياً لفترة طويلة ، وهم يجهلون ملامح المرحلة الجديدة.