&&طلال عبدالكريم العرب

&لا شك في أن مبادرة المملكة العربية السعودية بالدعوة الى تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، خطوة ذكية وضرورية، وضربة معلم، فهي من جهة وحدت العالم الإسلامي ضد الارهاب، ما عدا بالطبع المارقين منهم، ومن جهة أخرى كانت وسيلة لدرء تهم الغرب عن المسلمين المتهمين باحتضانهم للارهاب، وأظهرت للعالم بأن لا علاقة للأمة الإسلامية بالعمليات الإرهابية التي قام ويقوم بها مرتزقة مجرمون ينفذون مؤامرة دنيئة تستهدف أمة الإسلام، وتحديدا النيل من الأمة العربية وتأليب العالم ضدها، مع أنها هي أكبر المتضررين منها.

المبادرة السعودية كشفت عن وجه الجهات الأربع التي رفضت الانضمام الى التحالف الإسلامي المشكل من أربعة وثلاثين دولة، مما أثار الكثير من علامات الاستفهام والشكوك، فلماذا رفضت ايران الانضمام إلى تحالف هدفه الوحيد محاربة الإرهاب؟ فهل لأنها لم تعان مما عاناه العرب من الإرهابيين؟ وفي هذه الحال فهو موقف وجيه، فلماذا تنضم الى التحالف وهي أصلا لا تعاني خطر الإرهابيين الممتنعين عن أذيتها؟ أم هو خوف مما قد يضر بميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن؟ أم هو خشية من كشف الدول الداعمة للارهاب؟

الذي يثير الاستغراب، هو الرفض العراقي والسوري للانضمام الى تحالف عربي إسلامي، فهو في الأساس أقيم من أجل محاربة بؤر الإرهاب المزروعة في بلدين هما أكثر من عانا الإرهابيين لسنوات عديدة، وكان عليهما أن يتساءلا لماذا لا يعيث الإرهاب فسادا الا في بلاد العرب، وليس في ايران وإسرائيل؟ ولكن ماذا عساهما سيقولان وقد خرج أمرهما من أيديهما؟

أما ما يدعو الى الاستهجان، اضافة الى سخرية متكررة، فهو الرفض اللبناني لهذا التحالف، وهو الذي مزقه الإرهاب، ولا يزال، وهو البلد الوحيد في العالم الذي يتحكم في مصيره وسياسته وأمنه حزب يدين بالولاء الرسمي لايران؟ فيكفي أن هذا الحزب، هو من تسبب بالهجوم الإسرائيلي على لبنان، وهو الذي احتل بيروت، وهو الذي عطل الحياة السياسية فيه ودمر اقتصاده وسياحته، وهو الذي يشن عمليات عسكرية من لبنان على الشعب السوري المسلم.

نقول.. ونحن مؤمنون بما نقوله: إن هذه الأمة المنكوبة ببعض من سلط عليها، المبتلاة ببعض الجيران يريدون دمارها، ستنهض وستقلب السحر على الساحر مهما حاول استعادة أمجاد هيهات أن يستعيدها.