مصر: إدارة الرئيس لملف الإرهاب أقل من المتوقع ومما يأمله الشعب منه… وسبق الشعراوي علماء أمريكا في الـ«دي أن أيه»


حسنين كروم

&اشتملت صحف مصر على الكثير .. الكثير من الأخبار والموضوعات المهمة منها، الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الاجتماع الذي دعا إليه على عجل وتأكيده على بدء مرحلة أكثر حسما في محاربة الإرهاب وأن حادث العريش لن يتكرر.


ونشرت «الأخبار» أمس رسما كاريكاتيريا لزميلنا الراحل والموهوب مصطفى حسين كانت قد نشرته له في السادس والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2013 لمقاتل من أنصار بيت المقدس يطلق النار على مصر ومواطن يقول له:
- يا أخينا يا عديم البصيرة بيت المقدس النحيادي.
ونشرت الصحف عن محادثات رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب في الكويت مع أميرها وتوجيه الدعوة له لحضور المؤتمر الاقتصادي الدولي في شرم الشيخ الشهر المقبل وقبوله لها. واستمرار أعمال معرض القاهرة الدولي للكتاب ومنع وقوف السيارات في الشوارع المحيطة بميدان التحرير، بعد افتتاح الجراج الضخم.. واستمرار وجود الشرطة في حي المطرية. والاهتمامات بالانتخابات واستمرار أجهزة الدولة في إزالة التعديات على أراضيها بمدينة السادات.
واستمــــرار ارتفـــاع ســـعر الــــدولار وما يتبـــعه من ارتفـــاعات في أســــعار السلع، والإفراج عن الصحافـــي الاســـترالي الذي كان يعــــمل في «قنـــاة الجزيرة» بـيـــتر كريستي والاستــــعداد للإفـــراج عن الصحــــافي المصري ـ الكــندي محمد فهمي.
وإلى شيء من أشياء عديدة لدينا….

الإرهاب ضرب للروح المعنوية للمواطنين

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على الهجوم الذي تعرض له الجيش في شمال سيناء، والصدمة التي تعرض لها الشعب وما أثار غضبه من عدم القضاء على الإرهاب حتى الآن، مما دفع صاحب وجدتها.. وجدتها نيوتن لأن يقول في عموده في «المصري اليوم» يوم الأحد: «أعتقد أن عاما واحدا كان كافيا لاحتواء وإجهاض هذه الأزمة، إلا أن العكس هو الذي حدث. المؤشرات تؤكد أنها تتزايد، بل وتزداد حدتها وتقنياتها، حتى القضايا المنظورة أمام المحاكم البعض لا يريد لها أن تنتهي، وما يتم الانتهاء منه نعاود التعامل معه من جديد نزولا عند رغبة من لا يريدون الاستقرار.. بصرف النظر عن عقيدتهم أو عقيدتنا، فإن مجرد التلويح بالتصالح مجرد الإشارة إليه كاحتمال وارد هو تفاوض مع مجموعة من القتلة وخيانة للأخلاق والمبادئ والمثل للدين أي دين.
اعتقد أنه إذا استمر السير في اتجاهات غير واضحة وعشوائية أكثر من ذلك فنحن نلعب خارج المربع، بل خارج الزمن وسوف تتفاقم المأساة يوما بعد يوم، الأمر إذن يتطلب فكرا جديدا يتناسب مع ذلك التطور الهمجي في ضرب مفاصل الدولة ومقوماتها ناهيك عن الروح المعنوية للمواطنين».

العدل أساس صلابة الجبهة الداخلية

ومن «المصري اليوم» ونيوتن إلى «الشروق» والإعلامي الكبير حسام السكري وقوله في عموده «عمود سكر»: «تأمين الجبهة الداخلية ودعم صلابتها هو أهم عناصر النجاح في المعركة ضد الإرهاب وهذه المعركة ليست مسوغا للتعذيب أو لمزيد من الاعتقالات العشوائية، أو لإهدار كرامة المواطنين، أو للبطش بالبشر، سواء في سيناء أو في قلب القاهرة.
مواجهة ثغور التطرف وجماعات الإرهاب بقوة وحسم لا تتناقض مع ضبط العلاقة مع المعارضين والشباب، ومع إعادة النظر في تعاملنا مع سيناء وأهلها كلها معادلة واحدة، وكلها تصب في الاتجاه نفسه، كلما ساد العدل ازدادت الجبهة الداخلية صلابة. وكلما زاد الظلم والبطش تحسنت فرص استقطاب المظلومين والمقموعين إلى حاضنات التطرف والنقمة».

نعول على الحناجر أكثر ما نعول على العقول

وفي العدد ذاته كان رأي زميلنا الكاتب الإسلامي فهمي هويدي في مقاله اليومي هو:
«لو أننا صرفنا بعض الجهد الذي يبذل في التنديد وهجاء الإرهاب وإشغال الناس بالمؤامرات التي تحاك في الداخل أو في الخارج، ووظفنا ذلك البعض لأجل مناقشة جادة لملابسات الحدث، وكيفية تقوية مناعة المجتمع للتصدي للإرهاب، لكانت الفائدة أكبر والنتائج أعظم. ولو أن تلك المناقشة تطرقت لمراجعة ما كان، ورصدت بشجاعة نقاط الضعف والقوة لدى كل طرف، لنجحنا في هزيمة الإرهاب ووضع حد له، لكننا للأسف نعول على الحناجر أكثر مما نعول على العقول، ونعبئ الناس للالتفاف حول السلطة بأكثر مما ندعوهم للاحتشاد دفاعا عن الوطن وتلك مشكلة ينبغي أن نجد لها حلا يمكننا من الاطمئنان إلى حماية الجيش والوطن».

لماذا لا يحرر الإرهابيون أرض
الإسلام والعرب من الصهاينة؟

وإلى «وفد» الأحد أيضا وعضو مجلس الشعب السابق محمد عبد العليم وقوله: «لا أجد فرقا بين الصهاينة الذين قتلوا جنود مصر في أعقاب 56 – 67 وهم أسرى برصاص الغدر والدبابات، وبين الإرهابيين الذين قتلوا جنودنا في سيناء، فهو معروف أنه عدو صهيوني وضيع يتوقع منه كل شيء، فهو قاتل أطفال بحر البقر ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا. لكن الإرهابيين تفوقوا في كل ذلك فقتلوا الجنود وهم صائمون من قبل، وتفوقوا في خستهم عندما خانوا الله والوطن وقتلوا أبناء الوطن. الإرهابيون ارتكبوا كل جرائم الصهاينة في حق أبنائنا، تضاف إليها جريمة الخيانة لله ثم الوطن. هؤلاء خانوا الله عندما يعلنون في أعقاب كل مجزرة أنهم ينتمون إلى الإسلام وهؤلاء خانوا عروبتهم ووطنهم، فعلى بعد أمتار يعلم الإرهابيون أن أرض العرب مغتصبة والقدس ملوثة والأقصى أسير في يد الصهاينة، وأطفال فلسطين يتلقون رصاص الصهاينة في صدورهم وعلى سبيل المثال محمد الدرة وغيره.
لم نسمع خبرا عن قيام هؤلاء الإرهابيين بإحدى عملياتهم ضد العدو الصهيوني لتحرير أرض الإسلام والعرب من الصهاينة. إن الأحمق الذي يدعو في فضائيات رموز فساد عهد ما قبل 25 يناير/كانون الثاني إلى إلغاء القانون وقيام المواطنين بدور الدولة هو أمر في غاية الخطورة، ويؤدي إلى حرب أهلية. ولا تختلف دعاواهم هنا عن دعاوى وأبواق تنطلق من فضائيات الخارج لاستهداف الضباط والجنود».
ومحمد عبد العليم يقصد زميلنا وصديقنا في «الأهرام» احمد موسى مقدم برنامج «على مسؤوليتي» في «قناة صدى البلد» وكان قد دعا الأهالي لمحاربة الإرهابيين وقتلهم بعد أحداث حي المطرية.

السيسي: «الثأر لا يعني قتل الأبرياء
إحنا بدأنا كده وهنستمر كده»

أما السيسي فقد دعا إلى اجتماع كبير حضره رؤساء الأحزاب والقادة العسكريون ووزير الداخلية وشيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب والبابا تواضروس الثاني وكتاب وصحافيون لشرح الموقف لهم وقال مخاطبا الجيش والشرطة، ليرد بطريقة غير مباشرة على الانتقادات التي توجه إليه بأنه السبب في ذلك لأنه يفرض قيودا شديدة على الجيش في سيناء وتعامله مع أهاليها بما يقلل من قدرته على التصدي للإرهابيين فقال بالنص موضحا معنى الثأر: «يدكم لم تكن مغلولة وليست مغلولة، ولكن أدعوكم ألا تظلموا. الثأر لا يعني قتل الأبرياء إحنا بدأنا كده وهنستمر كده، هذا التزام الشرفاء.. ده التزام.. هناك دول تواجه الإرهاب تجتاح قرى وتسيل دماء النساء والأطفال وإحنا لم نفعل ذلك ولن نفعله. الثأر على المجرم واللي يرفع السلاح إن قاتلنا سوف نقتله، فكل هذا سوف يحاسبنا ربنا سبحانه وتعالى عليه.. أمبارح الفريق أسامة عسكر تم تكليفه بشرق القناة ومكافحة الإرهاب، بص يا أسامة أنا أشهد الناس عليك ما حدث في العريش لن يتكرر مرة ثانية وأنت ستتولى أمامي وأمام المصريين تنمية سيناء، وقد خصصنا عشرة مليارات جنيه لهذه المهمة، أحنا رايحين نعمر ونبني في بلدنا قبل الثأر وقتل المجرمين في مهمة كبيرة وإحنا معاك وربنا يوفقك في مهمتك».

السيسي: خطأ الفرد لا تحاسب عليه المؤسسة

وهكذا لم يرد السيسي فقط على الانتقادات غير المباشرة له أو التي تدور همسا بأنه الذي يقوم بتكتيف الجيش والأمن وعدم إطلاق أياديهما في استخدام الأساليب الأسرع تأثيرا في القضاء على الإرهابيين حتى لو أدى ذلك إلى سقوط ضحايا من المدنيين وأقاربهم، الذين يخفونهم، وإنما أعاد التأكيد على استمرار تعليماته بعدم ردود الأفعال المتسرعة التي قد تؤدي إلى قتل أبرياء. بل أيضا زاد من الميزانية المخصصة لتنمية شمال سيناء وقدرها عشرة مليارات جنيه. وفي الحقيقة لا نعرف إن كان هذا المبلغ يشمل ما سبق من صرف تعويضات لأصحاب المنازل والمزارع التي تم إخلاؤها في الشريط الحدودي مع غزة بعمق خمسمئة متر، ثم زيادته خمسمائة أخرى، وحديث عن خمسمئة ثالثة وصرف إعانات شهرية قيمة السكن المؤقت، حتى يتم الانتهاء من بناء مدينة رفح الجديدة، أم لا؟ كما لم يوضح الرئيس إن كان هذا المبلغ يشمل أيضا تكلفة المشروعات التي انتهت بعض الوزارات من إعدادها للتنمية أم لا، وإن كان مفهوما أنها تشمل عشرة مليارات جنيه فجأة لهذا الغرض من الميزانية، وقد يكون المبلغ هو إجمالي ما خصصته الوزارات والجيش أيضا للتنمية. وبما أن القرار تضمن تبعية عملية التنمية والقتال للفريق أسامة عسكر في محافظتي شمال وجنوب سيناء، فمعناه نقل هذه الاعتمادات إليه ليعيد توزيعها من جديد على المشروعات التي سيركز عليها لخلق فرص عمل لأبناء سيناء بالتحديد، لأن التنمية والسياحة مركزة في محافظة جنوب سيناء التي كانت تتبع الجيش الثالث، أي أنه تم اختيار رجل يتمتع بالكفاءة العسكرية والتعامل مع المدنيين بكفاءة أيضا وهو ما أكدته تصرفاته، سواء في مدينة السويس مع عمال المصانع والموانئ أو مع القبائل .
أيضا وفي هذا الاجتماع وضع السيسي نهاية حاسمة لكل التكهنات حول حادثة مقتل شيماء الصباغ من حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، عندما أطلق عليها وصف الشهيدة وقال بالنص: «كنت أتحدث مع وزير الداخلية عن بنت مصر الشهيدة شيماء الصباغ، كل أبناء وبنات مصر أولادي وهي بنتي، وإلا اعتبروني واحدا غيركم، أنا منكم وأنتم مني، وتعازي لأسرة الشهيدة وأهلها، ولكل من يتألم لها من المصريين وخطأ الفرد لا تحاسب عليه المؤسسة. أنا حريص على إقامة دولة مؤسسات وقانون، المخطئ يحاسب ولا تهدم المؤسسة، أقول ذلك بكل إخلاص وحق ولا أعلم مين وراء هذا من فضلك يا وزير الداخلية تكلم».
وهنا قام اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وكان يجلس على يسار وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي وقال:
- أعد حضرتك النيابة تجري تحقيقات شفافة ولو ثبت تورط ضابط أو جندي هقدمه بنفسي للمحاكمة الجنائية. هذا وكان الوزير قد صرح مرتين من قبل بهذا الكلام وسبقه فيه أيضا المتحدث باسم وزارة الداخلية وصديقنا العزيز اللواء هاني عبد اللطيف، وكان كل من شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني قد ســبقا الرئيس في إلقاء كلمتين ضد الإرهاب».

«سيادة الرئيس بعيد الشر عليك»

أما في جريدة «المصريون» فقد كتب لنا رئيس تحريرها التنفيذي محمود سلطان مقاله الذي عنونه بـ»سيادة الرئيس بعد الشر عليك» قال فيه: «الرئيس عبد الفتاح السيسي قال في خطابه الأخير تعقيبًا على عمليات «الخميس الأسود» في سيناء: «أنا مستعد اتقتل دفاعًا عن الشعب»! ومن قال للرئيس إن الشعب يطالبه بأن «يتقتل من أجله»؟!.. الشعب غاضب يا سيادة الرئيس، ليس لأنك على «قيد الحياة» ـ أطال الله عمرك ـ ولكن لمقتل جنودنا وضباطنا في سيناء.. الشعب يشعر بـ»الإهانة» والإرهابيون يتنزهون بالسيارات المفخخة بين المقار الأمنية.. وفي عز حظر التجوال، ونحن في حالة استنفار وطوارئ.. ولسنا مستلقين باسترخاء تحت شجر الصفصاف. سيادة الرئيس ـ بعد الشر عليك ـ واجبك ليس أن تُقتل من أجل الشعب.. ولكن واجبك أن تحمي الشعب ومؤسساته وجيشه وشرطته من الإرهاب.. لا يطالبك شعبك بالكشف عن خططك الاستراتيجية، فهي بالتأكيد «سرية».. لم يكن ينتظر منك خطابًا حانيًا عن «نعشك» الذي حملته على كتفك فداء لشعب مصر.. ولكن كان يتوقع أن تأمر بالتحقيق: تحاكم وتقيل وتعفي المقصرين.. قبل أن يسمع عن الترقيات واستحداث مناصب جديدة. سيادة الرئيس.. تكاد عقولنا تنفجر من الحيرة، وتأخذنا الدهشة كل مأخذ.. لأن غياب الشفافية، وطي الملفات، أفضى إلى صوغ خطاب إعلامي فاشي وإجرامي، يطالب الرئيس بحرق سيناء بـ»النابالم» بسكانها وبالأخضر واليابس.. وبقتل المتظاهرين.. والبعض نصح وزير الداخلية بأن يكون «سفاحًا» مع المعارضة. عدم الإعلان عن نتائج سير التحقيقات في كل العمليات الإرهابية، أصل لخطاب إعلامي «إرهابي» لا يقل إرهابًا عن «ولاية سيناء» و»داعش».. بل يطالب بذبح المعارضة على طريقة أبي بكر البغدادي.. معتقدًا بأن المشكلة في أهل سيناء «حاضنة اللحى الكافرة»، كما قال أحدهم يوم 1/2/2015 في الزميلة «الوطن».. فيما يظل السؤال عن احتمالية وجود إهمال وتقصير جسيم من صناع السياسات الأمنية، مختفيًا خلف هذه المناحة والصخب الجنائزي المغالى فيه على الفضائيات وصحف التزلف إلى السلطة وحاملي مفاتيح خزائن البلد.. ولا يمكن بحال إعفاء المتزلفين من الإعلاميين والصحافيين ومنتحلي صفة «خبير استراتيجي» من مسؤولية التواطؤ والتستر على النصف الآخر من الحقيقة المغيبة عن الرأي العام.. التي يسدد أبناؤنا في سيناء فاتورتها دمًا وتضحيات كبيرة وجسيمة. يا سيادة الرئيس.. الاصطفاف الوطني خلف الجيش في حربه ضد الإرهاب.. مسألة مقطوع بها ولا تحتمل الجدل والمناقشة.. فلا يمكن أن يكون الإرهاب بديلاً عن الدولة ومؤسساتها، مهما اختلفنا وعارضنا طريقة إدارة السلطة للبلد وانتهاكاتها الأمنية والحقوقية.. ولا خيار آخر إلا أن ينتصر الجيش على هذا الإرهاب الأعمى.. وسيحدث إن شاء الله.. ولكــــن عــــمر هذا الاصـــطفاف وقــــدرته على الصمود سيظل رهن طريقـــة إدارة اـلرئيـــس لهذا الملف.. لأن طريقته الحالية ـ وكما نراهـــا ـ أقل كثيرًا جدًا من المتوقع ومما يأمله الشــعب منه.»

مديحه عزب: تقديس كتب
التراث بأباطيلها وتخاريفها مأساتنا

وإلى الأزهر واستمرار المعارك حول ما يتم تدريسه من كتب في معاهده وكلياته الجامعية، حيث واصلت الجميلة زميلتنا في «الأخبار» مديحه عزب (محجبة) هجماتها العنيفة ضد الأزهر، وما يدرسه من كتب لطلابه تحرض على العنف والتكفير فقالت يوم الاثنين قبل الماضي: «اللي فاهم إن الذكر الذي خصه الله بالحفظ قاصر على القرآن وحده يبقى لا مؤاخذة غبي، هكذا أكد أستاذ كبير سابق في جامعة الأزهر في جريدة «الأهرام» يوم الأربعاء الماضي، في إشارة جريئة منه إلى أن ما جاء في البخاري ومسلم أيضا يعتبر من الذكر المحفوظ بحفظ الله! نكتة مش كده؟ لا وجديدة محدش قالها قبله، شفتم قد أيه إحنا في مأساة اسمها تقديس كتب التراث بأباطيلها وتخاريفها في أكاذيبها التي ينقضها القرآن جملة وتفصيلا. وها هي النتيجة قطع رؤوس الأبرياء باسم الدين وخروج الشباب المضلل في مظاهرات مؤيدة للإرهاب، رافعا لافتات من عينة سنقطع رأس كل من يقول إن ديننا يحرض على العنف.. نحن فداؤك يا رسول الله يا من يعينه الله بالسيف رحمة للعالمين، وهم في الحقيقة يسيئون للإسلام ويوصمونه بالبشاعة ويضيفون بغباء منقطع النظير إلى الظلم الواقع عليه أصلا منذ مئات السنين ظلما جديدا هو بريء منه.
والسؤال الذي أتوجه به إلى الأزهر الشريف باعتباره، من المفترض يعني، قلعة العلم والتنوير الديني في العالم كله وليس في مصر فقط، من المسؤول عما تم به حشو عقول هؤلاء الشباب المضلل؟».

ثروت الخرباوي: أسعى إلى تقديم النصيحة للأزهر

ومن «الأخبار» إلى جريدة «الوطن» في يوم الاثنين نفسه، التي نشرت مقالا للدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر رد فيه بطريقة على مديحة من خلال رده على المحامي الكبير والإخواني السابق خفيف الظل ثروت الخرباوي بقوله عنه: «أشفقت على الأستاذ الخرباوي مرتين: أولاهما وهو على الهواء مع الأخ عميد كلية الدراسات العليا، وهو يعترض على الأزهر ومناهجه وينصب نفسه منظرا فيها، وقد تبين أنه على جهل تام بما يقول ولا يعرف أسماء مقررات المناهج التي جاء ليحكم عليها، ولم يكن مصدره في ما يكتب عن الأزهر من نقد، سوى أحد الإعلاميين وخرج سيادته من الحلقة ونحن نشعر بالبلل الذي أصابه وهو لا يدري ودعونا له بالشفاء.
وأشفقت عليه في المرة الثانية بعد أن قرأت مقاله في جريدة «الوطن» الغراء بتاريخ الجمعة 16/ 1/ 2015 بعنوان: «وثيقة لله يا مولانا»، إذ رأيناه في المقال فاقدا للاتزان الفكري تماما، وتعصبه وتهديده واضحان إذ قال: لست في معركة مع الأزهر وإن أردت أن أدخل في معركة سأدخلها وأنا أمتلك أدواتي الفكرية، التي أستطيع بها أن أخوض غمار المعارك، ولكنني في الحقيقة كنت أسعى فقط إلى تقديم النصيحة للأزهر. ثم يقول الأزهر ليس مقدسا ولم يأت ذكره في القرآن والسنة، ويبدو أن شيخه يخاف من النقد ويجزع، ثم يتناول مداخلة «الفقير» معه على قناة الحياة قائلا، وكانت الطامة أن تدخل في مكالمة تليفونية شيخ أزهري يقصدني من رجال المشيخة الكبار، وأنا لست كذلك ليتطاول في حقي ولمجرد أنني أبدي لهم النصيحة، إلا أنني لا التفت لتلك السفاسف فقط أنا اتحدي الأزهر أن يخرج للأمة وثيقة.

عبد المنعم فؤاد: لمصلحة
من يستهزئ البحيري بفقهنا وسنة نبينا؟

وفي اليوم التالي الثلاثاء الماضي خاض الدكتور عبد المنعم معركة ثانية في مقال له في جريدة «عقيدتي» دفاعا عن البخاري بقوله عنه ضد هجمات إسلام البحيري مقدم البرامج في قناة «القاهرة والناس»: «العمليات الإرهابية التي يقوم بها يوميا مبعوث جامعة ويلز على إحدى الفضائيات ضد الإمام البخاري، ستكون من غير شك سببا من أسباب الفتن في مصر الأزهر، إذا لم تجد من يوقفها ويطفئ نارها. لقد بلغ جنون الرجل في حلقة السبت الماضي مداه حيث برأ «داعش» من أعمالها الإجرامية وقا : «إن المجرم الحقيقي هو من وضع لها الأحاديث»، البخاري ومسلم. إن جرح مشاعر أبناء الأمة يا سادة كل يوم من هذا المتنطع وتطاوله اللامبرر على العلماء، لهو الطريق إلى الفتنة إن لم يكن هو الفتنة بعينها.
وسؤالنا لمصلحة من يترك هذا المتطاول على الهواء يوميا ليقذف علماءنا وتراثنا وسنة نبينا بقذائف الباطل، ويجرح في الأحاديث الثابتة بجهل مركب وقلة حياء؟ لمصلحة من يوصف الإمام البخاري بالإجرام؟ ولمصلحة من لا يهاجم الرويبضة أندية الروتاري ولا الليونز ولا الماسونية العالمية اليهودية المنتشرة، ويفرد عضلاته الكلامية على علماء المسلمين وتراث الإسلام؟ لمصلحة من يستهزئ البحيري بفقهنا وسنة نبينا ومذهب أهل الحق عندنا ؟ .

سمير الجمل: قنوات
تقدم الدين في عبوات جديدة!

وبعدها بيومين الخميس قام زميلنا في «الجمهورية» سمير الجمل «ناصري» في مقاله في جريدة «اللواء الإسلامي» بشن هجوم آخر ضد إسلام البحيري قال فيه عنه: «تحول إلى أستيكة هدفها الوحيد مسح كل ما هو قديم، يفتتح الحلقة ولا يسمي الله.. ويذكر النبي ولا يصلي عليه أو يسلم، ويختتم برنامجه بدون إن شاء الله، وكأن الرجل قد تحول فجأة من مقدم برنامج ديني إلى مقدم برنامج منوعات. ولا يمكنني أن أصدق أن قناة الصدور المكشوفة ومشاريع الرقص وأمور تحت الكوبري، قد قررت فجأة أن تقدم لنا ديننا في عبوات جديدة، لأن بعض الملاحيس من دعاة التدين قد استندوا إلى فكر سلفي له ما له وعليه ما عليه، ولا يمكن أن نشطبه كله بدلا من أن نفعّل العقل ونقارن ونحلل ونحقق. لأن الأستاذ إسلام الذي يحارب التشدد يتشدد في أن كل قديم هو مشبوه ومغرض والصحيح فقط هو ما يقدمه ويقوله، ويريدنا أن نمشي خلفه بلا صوت أو اعتراض إنه يعيد إلينا فتح مدرسة جمال البنا، وقد استثمروا أنه شقيق حسن البنا، وكان يطل علينا بين الحين والآخر بآراء لا علاقة لها نهائيا بالدين، فهو الذي قال بأن التدخين في نهار رمضان لا شيء فيه، وفي ذلك علينا أن نتذكر البدع التي أطلقتها أمريكا مثل، أن تقوم امرأة بالإمامة في صلاة «مكس» مختلفة تجمع الرجال بالنساء، كأننا في دار عرض سينمائي أو مسرحي، ولسنا في دار عبادة. وأخيرا هذا الذي خرج يدعي بأنه شيخ احد المساجد في أوروبا ويفخر بأنه شاذ ولا يستحي».

سمير الجمل ينتقد برامج قناة «القاهرة والناس»

وسمير الجمل يشير إلى برنامج الراقصة وكان مسابقة عن الرقص الشرقي شاركت فيها راقصات من مصر وأوربا وأمريكا، وتشكلت لجنة من الحكام برئاسة الفنانة والراقصة دينا. وقد تابعت عدة حلقات لعل عجوز مسكين ومريض مثلي يحظي بمشاهدة ما يسر العين والقلب. أما المقصود بتحت الكوبري، فهو برنامج الإعلامي اللبناني طوني خليفة واسمه «أسرار من تحت الكوبري « وهو بالمناسبة يحظى بنسبة مشاهدة عالية وكذلك برنامج مع إسلام البحيري.
وبالنسبة إلى بعض فتاوى جمال البنا فإنه أثار ضجة من سنوات عندما قال في رمضان، إن التدخين لا يفطر وهي معارك موجودة بالتفاصيل في التقارير المنشورة، وكنا قد نبهنا إلى أن جمال البنا أغفل أن أول من أفتى بذلك كان ابن حزم، وكان أيضا قد أفتى أثناء الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003 بجواز قتل الترس أي العراقيين المدنيين، الذين يختبئ خلفهم الجنود العراقيون، في مقال منشور وقتها في جريدة «نهضة مصر»، وقال إنها فتوى للغزالي ولم يقل للإمام أبو حامد الغزالي، حتى يتم لصقها بالمرحوم الداعية الشيخ محمد الغزالي، وشغلت حكاية قتل المسلمين لمسلمين آخرين إذا اختبأ خلفهم أي ترس. وقال البنا إن غزو العراق جهاد، وهو الرأي نفسه الذي قاله وقتها شيخ الأزهر الدكتور الشيخ محمد سيد طنطاوي، في كلمة له في جلسة افتتاح المؤتمر الخامس عشر لعلماء المسلمين عام 2003، الذي يقيمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، وكان الوزير وقتها الدكتور محمود حمدي زقزوق، قالها علنا وبتحد، إن ما تقوم به القوات الأمريكية والبريطانية جهاد، وذلك كله موجود وبنصوصه وتواريخه في التقارير المنشورة وقتها في «القدس العربي» اييه .. اييه أيام وذكريات تقودنا إلى غيرها عن المرحوم الداعية الشيخ الشعراوي .

حكايات وروايات عن الإمام الشعراوي

وإلى الحكايات والروايات وستكون اليوم عن المرحوم الداعية الشيخ محمد متولي الشعراوي ويرويها لنا محمد الساعاتي في جريدة «عقيدتي» يوم الثلاثاء في باب «شعراويات» قال فيها: «حين ذهب الشيخ محمد متولي الشعراوي «إمام الدعاة» ليعالج في المستشفى الأمريكي في نيويورك، بعدما فاجأته الأزمة الربوية الحادة التي كانت تأتيه في السنوات العشر الأخيرة من عمره، بسبب إسرافه في التدخين في بدايات عمره، وكان ينزل يومها ضيفا على صديق عمره فؤاد عشماوي وفني الإصلاحات الشهير «الالتيرشن» محمد السعيد سلو «ترزي الإمام» في شارع البرودواي، إذا بواقعة فريدة تحدث لأول مرة في المستشفى الأمريكي في نيويورك، وهي واقعة شهيرة بين الأمريكان، حيث أن سيدتين دخلتا المستشفى في حالة وضع متقدمة جدا، مما أربك الأطباء،، وأراد الله لهما الوضع في وقت واحد وفي عنبر واحد واختلط المولودان في سلة واحدة، ولم يعلم أحد من الأطباء الذكر ابن من والأنثى ابنة من؟ فقام الأطباء بعمل جلسة عاجلة لبحث المشكلة، ولم يتوصلوا لشيء، فاضطروا لاستدعاء مدير المستشفى على الفور، ليجد حلا لهذه المشكلة، وبعد حضوره لم يجدوا لها حلا أمامهم سوى أن يقوموا بتحليل الجينات الوراثية وتحليل دم الطرفين، فعجز الطب والتقدم العلمي عن أن يثبتا الحقيقة. ولم يتوصل أحد من الأطباء إلى حل! فقالوا يوجد هنا رجل مصري اسمه الشيخ الشعراوي فلنعرض عليه الأمر، وبالفعل ذهبوا وقصوا عليه المشكلة فابتسم الشيخ الشعراوي وأمرهم بأن يأخذوا من ثدي الأم الأولى عينة من لبن الرضاعة، وكذلك الأمر بالنسبة للأم الثانية، ويتم تحليلها، وقال لهم بعدها ستجدون أن البروتين الموجود في لبن أم الذكر ضعف البروتين الموجود في لبن أم الأنثى، وبالفعل نفذوا ما قاله الشيخ الشعراوي فظهرت لهم الحقيقة واضحة جلية كوضوح الشمس، وحين عادوا إليه ليشكروه قاموا بسؤال فضيلته من أين لكم بهذا العلم يا شيخ؟ فقال لهم لكم أن تعرفوا أن القرآن الكريم سيبقى معجزة للأبد، وهو كلام الله وليس كلام بشر ولقد علمنا من خلاله قوله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين» صدق الله العظيم فتأثروا بكلام الشيخ الشعراوي ومنهم من أسلم وآمن بفضل ما حباه الله تعالى من علم للشيخ الشعراوي».

الفتاوى

وأخيرا إلى الفتاوى وأولها للشيخ ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية التي خرج منها حزب النور، ومن بابه في جريدة «الفتح» لسان حال الجمعية التي تصدر كل يوم جمعة، حيث تلقى سؤالا معقدا وغريبا وطريفا قال صاحبه عنه وعن زوجته وهما يمزحان: – ما الحكم إذا قالت زوجة لزوجها وهما يمزحان طلقني «بأة» فقال الزوج وهو لا يقصد الطلاق بالتالي، بل كان يمزح، أنت طا….. لق يعني سكت بعد «طا»، ثم قال لها «لق» «لئ» فما الحكم؟ وفي مرة أخرى قال لها أنت «طا» فقط ولم يكمل الكلمة فما الحكم أيضا؟
فرد الشيخ ياسر بالقول: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فإذا فصل قصرا لتتحول كلمة طالق إلى كلمة أخرى يتغير بها المعنى فلا تطلق، لكن إن نطق بها بفاصل يسير كنفي لا يغير اللفظ لمن سمعه طلقت وهذا اللفظ «طا» لا نطق به .
والغريب في أمر الشيخ ياسر أنه أخذ الموقف على محمل الجد بينما كان واضحا لي على الأقل بعد قراءته عدة مرات أن الرجل وزوجته حدث بينهما هذا الحوار وهما في جلسة أنس.

&
&