&فهد الإحيوي&
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يفتتح مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل اليوم، المؤتمر العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهاب"، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بمقر الرابطة في مكة المكرمة.
وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، أن الرابطة اختارت موضوع مكافحة الإرهاب استشعارا منها بالأحداث الدقيقة والحرجة التي يمر بها العالم حاليا جراء الأعمال الإرهابية التي شوهت صورة الإسلام أمام الآخرين.
وأكد أن مواجهة الإرهاب ضرورة شرعية ومطلب إسلامي، وأن الجماعات الإرهابية والداعمين لها ومن يكفر المجتمع ويستبيح الدماء المعصومة هم جماعات ضالة لا تسير وفق الإسلام الصحيح.
وقال إن على المجتمع الدولي مواجهة الجهات التي تدعم الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية، وتدعم الطائفية البغيضة، والحزبية المقيتة، وتحرض على إثارة الفتن والقلاقل في المجتمعات المسلمة، وعلى علماء الأمة ومفكريها التصدي لهذه التيارات ببيان الحق والتحذير من الباطل ومروجيه.
وبين أن جهود الرابطة متواصلة في مواجهة الإرهاب من خلال هيئاتها ومؤسساتها والمراكز التي تشرف عليها في مختلف بلدان العالم، والتحذير من خطر الإرهاب، والتعريف بمبادئ الإسلام وعنايته بالتسامح ونبذ الإرهاب.
بحوث وأوراق
ولفت التركي النظر إلى أن الرابطة وجهت الدعوة للعديد من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات ومسؤولي المراكز والجمعيات الإسلامية في العالم للمشاركة في المؤتمر ومناقشة موضوعه، من خلال بحوث وأوراق عمل تتناول في محورها الأول تعريف الإرهاب من خلال الرؤية الشرعية وتعريف الإرهاب في المنظور الدولي واستخدام الدين مظلة للإرهاب.
أما المحور الثاني فيناقش الأسباب الدينية للإرهاب من ناحية الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها والتعصب المذهبي والتحزب الطائفي والخطأ في ضبط المفاهيم الشرعية، فيما يتطرق المحور الثالث إلى الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمشكلات الاجتماعية وضعف التشريعات والقوانين في التعامل مع المستجدات وضعف مؤسسات المجتمع المدني، ويتناول المحور الرابع الأسباب التربوية والثقافية والإعلامية من ناحية ضعف المناهج التعليمية وضعف وسائل الإعلام في التوعية والتطرف العلماني والليبرالي.
ويعرض المحور الخامس موضوع الإرهاب والمصالح الإقليمية والعالمية والتحيز غير العادل في قضايا المسلمين وإثارة الطائفية والفتن بين أقطار العالم الإسلامي واستغلال الإرهاب لمصالح إقليمية وعالمية وطائفية، فيما يناقش المحور السادس آثار الإرهاب من ناحية تشويه صورة الإسلام والمسلمين في مناهج التعليم والإعلام وكثرة الفتن والولوغ في الدماء المعصومة وضعف الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية.
وأوضح التركي أن انعقاد المؤتمر سوف تتخلله ورش عمل تناقش مواضيع تطبيق الشريعة والحكم الإسلامي والدولة في الرؤية الإسلامية المعاصرة، ومفهوم الجهاد في الشريعة الإسلامية، وأفضل الوسائل لعلاج الإرهاب وتجارب مكافحة الإرهاب ودور الإعلام في مواجهته. وأشار إلى أن المؤتمر سيركز على جهود المملكة في مكافحة الإرهاب، وما تعيشه من أمن واستقرار بفضل الله ثم بتحكيم الشريعة وتآزر شعبها مع قيادتها.
مفهوم الإرهاب
وستعقد خلال المؤتمر ورشة عمل تتناول موضوع تطبيق الشريعة والحكم الإسلامي الرشيد يرأسها الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد "المستشار بالديوان الملكي"، ويتحدث فيها الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي "أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى"، والدكتور فراج محمد الرداس المطيري "الأستاذ في قسم الفقه وأصوله بإدارة الدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف بالكويت"، والدكتور عبدالله بن مطلق المطلق، ومقرر الورشة الدكتور أحمد عبد القيوم.
وتبدأ الجلسة الأولى للمؤتمر، ويناقش المحور الأول مفهوم الإرهاب حيث يرأس الجلسة فضيلة الشيخ عبد اللطيف فايز دريان "مفتي الجمهورية اللبنانية"، يتحدث خلالها الدكتور محمد أمين عبد الرزاق البارودي "عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والأنظمة بجامعة الطائف" عن تعريف الإرهاب من خلال الرؤية الشرعية.
ويتحدث فيصل بن عبد الرحمن بن معمر "الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات" عن تعريف الإرهاب في المنظور الدولي، ويتناول الدكتور علي محيي الدين القره داغي "الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – قطر"، موضوع استخدام الدين مظلة للإرهاب، فيما يقدم "الأستاذ بكلية الدراسات القضائية والأنظمة بجامعة أم القرى" الدكتور فخر الدين الزبير علي " نماذج من الهندوسية، البوذية، اليهودية، المسيحية، الإسلام".
الجهل بالشريعة
أما الجلسة الثانية للمؤتمر فتناقش الأسباب الدينية للإرهاب حيث يرأس الجلسة الدكتور عبد الحي عبد العال عزب "رئيس جامعة الأزهر في مصر"، ويتحدث الدكتور نور الدين الخادمي "وزير الشؤون الدينية السابق في تونس" فيها عن الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها، ويناقش الدكتور مصطفى إبراهيم تسيرتش "عضو المجلس الأعلى للرابطة في البوسنة والهرسك" موضوع التعصب المذهبي والتحزب الطائفي، فيما يتحدث الدكتور عبد السلام بن داود العبادي "عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي" والدكتور عصام الدين أحمد البشير "رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان"، عن الخطأ في ضبط المفاهيم الشرعية "الجهاد، الولاء والبراء، التكفير، التأصيل والتنزيل".
ضعف المؤسسات الدعوية
وتناقش الجلسة الثالثة الأسباب الدينية للإرهاب ويرأسها الدكتور أحمد محمد هليل "قاضي القضاة، وإمام الحضرة الهاشمية بالأردن"، ويتحدث عن موضوع عدم تطبيق الشريعة الإسلامية الدكتور صهيب حسن عبد الغفار " رئيس جمعية القرآن بلندن"، وعن ضعف المؤسسات الدعوية الدكتور رضوان نايف السيد "رئيس المعهد العالمي للدراسات الإسلامية – لبنان"، وعن واقع الخطاب الديني الدكتور إبراهيم نورين إبراهيم "مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية – السودان".
أسباب اجتماعية واقتصادية
أما الجلسة الرابعة فتتعلق بالأسباب الاجتماعية والاقتصادية ويرأسها الدكتور إسماعيل لطفي جافاكيا " عضو المجلس الأعلى للرابطة - تايلند ", ويتحدث عن المشكلات الاجتماعية: البطالة والفقر والحرمان عدم تكافؤ الفرص، الدكتور عمر شاهين "رئيس اتحاد الأئمة في أمريكا الشمالية"، وعن ضعف التشريعات والقوانين في التعامل مع المستجدات وبخاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان المحامي هشام بن جعفر عبد السلام علي " رئيس النيابة بمكتب النائب العام - مصر"، ويتحدث حول ضعف الأسرة في التنشئة الاجتماعية السليمة الدكتور أحمد بن حمد البوعلي "الأمين العام لمؤسسة الأمير محمد بن محمد بن جلوي للقرآن والسنة في الأحساء".
تجارب المكافحة
وتناقش ورشة العمل الثانية موضوع تجارب مكافحة الإرهاب "جهود المملكة العربية السعودية أنموذجا "ويديرها الدكتور جمعان بن رشيد رقوش " رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية "، ويتحدث خلالها الدكتور محمد المدني بوساق "الأستاذ بجامعة نايف العربية للعلوم الأمينة " والدكتور خالد بن صالح الطويان "الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين" والدكتور عبد الرحمن الهدلق " مدير عام إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية " واللواء اتورلدك ناصر بن محيا المطيري" مدير مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ".
وتتناول ورشة العمل الثالثة مفهوم الجهاد في الشريعة الإسلامية "ضوابطه، أحكامه، آدابه" ويديرها الدكتور سعد بن ناصر الشثري " المستشار بالديوان الملكي – المملكة العربية السعودية " ويتحدث خلالها الدكتور محمد علي العمري "الأستاذ بكلية الدراسات الفقهية والقانونية بجامعة آل البيت - الأردن" والشيخ عبد الحق ملا حقي التركماني " رئيس مركز دراسات تفسير الإسلام – بريطانيا " والدكتور إبراهيم بن سليمان الفهيد "عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء".
مؤسسات المجتمع المدني
أما الجلـسـة الخامسة للمؤتمر فتناقش الأسباب الاجتماعية والاقتصادية ويرأسها محمد نمر السماك " الأمين العام للقمة الروحية الإسلامية – لبنان " ويتحدث فيها عن ضعف مؤسسات المجتمع المدني الدكتور نهاد عوض أحمد "المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" ــ أمريكا" وعن الفساد الإداري والمالي الدكتور أحمد محمد فرحان "الأستاذ المساعد بكلية إدارة الأعمال بجامعة الملك فيصل بالأحساء" وحول أثر الإرهاب على العمل الخيري الإنساني إحسان بن صالح طيب " الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ".
تربوية وثقافية
وتعقد الجلـسـة السادسة تحت عنوان الأسباب التربوية والثقافية والإعلامية حيث يرأسها الدكتور عبد الله بوخلخال " رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة -الجزائر " ويتحدث فيها عن ضعف المناهج التعليمية في تقديم ثقافة متزنة الدكتور الرَّيْـح حمد النيل " الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى " وعن ضعف وسائل الإعلام في التوعية والتثقيف الدكتور محمد أحمد الله صديقي " أستاذ الإعلام والعلاقات العامة بجامعة إلينوا – أمريكا " وعن التطرف العلماني والليبرالي محمد نمر السماك " الأمين العام للقمة الروحية الإسلامية – لبنان " وحول ضعف ثقافة الحوار وأدبياته، وعدم تأصيل ثقافة الاختلاف الدكتور رشيد كهوس "أستاذ السيرة النبوية بجامعة القرويين – المغرب". أما الجلسة السابعة فتتناول موضوع الإرهاب والمصالح الإقليمية والعالمية وتناقش مواضيع التحيز غير العادل في قضايا المسلمين وإثارة الطائفية والفتن بين أقطار العالم الإسلامي ومجتمعاته واستغلال الإرهاب لمصالح إقليمية وعالمية وطائفية والإرهاب السياسي وانتهاك حقوق الإنسان.
المفتي: مدعي الإسلام أضر على الناس من الكافر
&
و أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أهمية المؤتمر العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهاب"، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي وتنطلق أعماله اليوم.
وحث على تضافر الجهود بين جميع مؤسسات الدولة التعليمية والإعلامية، في مكافحة التطرف وكشف الغطاء عن أربابه، موصيا خطباء المساجد بضرورة التنبيه والتحذير لخطورة الأمر.
جاء ذلك في حديث لسماحته في برنامجه الأسبوعي "ينابيع الفتوى" الذي تبثه إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة.
وأوضح أن قضية المنافقين قديما وحديثا أعظم من غيرها، فالكفار واضح أمرهم جلي حالهم ولا إشكال فيه، لكن المنافق المدعي للإسلام والمنتسب إليه زورا وبهتانا هؤلاء هم أضر على الناس من الكافر الواضح الكفر، قال الله جلّ وعلا عنهم (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون) هذا هو النفاق الذي حقيقته أن يظهر صاحبه الإيمان والديانة ويضمر الكفر المحض والضلال العظيم، هؤلاء المجرمون الآثمون من تأمل سيرتهم وسبر أحوالهم ونظر أعمالهم، علم حقا أنهم جيء بهم لأجل إذلال الأمة الإسلامية وضرب قلوب بعضها ببعض ولأجل أن يقال عن الإسلام دين سفك للدماء لا يبالي ولا يحفظ دما ولا مالا ولا عرضا، فهؤلاء شوهوا صورة الإسلام في الخارج ونسبوا للإسلام ما هو براء منه، وزعموا أنهم دولة إسلامية والله يعلم إن المنافقين لكاذبون.
&
&
&و أشاد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بالدور الريادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في خدمة الإسلام والمسلمين ومساندة قضاياهم في المحافل الدولية والوقوف صفا واحدا أمام التحديات التي تواجههم خصوصا في بلاد الأقليات، مضيفا أن الأمة الإسلامية تمر حاليا بمراحل صعبة ودقيقة تستهدف دينها وتشوه حضارتها وتصد عن هدي شرعها القويم، لا سيما ما يحدث لها من تشويه باسم الدين وهو منه براء.
وكان شيخ الأزهر التقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، بقصر الضيافة في مكة المكرمة أمس، وجرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون وتوطيد العلاقات بين الرابطة ومشيخة الأزهر لما فيه خير الإسلام والمسلمين، لا سيما في المجالات الدعوية والتعليمية والثقافية، فيما نوه الطيب بالجهود الإسلامية الجبارة التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي برئاسة أمينها العام الدكتور عبدالله التركي لمسلمي العالم خدمة لدين الله تعالى.
&
التعليقات