واشنطن - حسين عبدالحسين: تداولت الأوساط الأميركية تقارير مفادها أن الرئيس الأميركي باراك أوباما توجه الى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالقول «نحن نعتمد عليكم للتخلص من داعش»، فأجابه الشيخ تميم بالقول «ونحن نعتمد عليكم للتخلص من الأسد». هنا رد أوباما «كيف»، فأعقب أمير قطر بالقول «وكيف ينتهي داعش إن لم ينته الأسد؟»
&
هكذا تلخص المصادر الأميركية الحوار الذي دار بين الرئيس الأميركي وضيفه القطري أثناء لقائهما في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أول من أمس.
&
وتقول المصادر إن التوافق والودية سادتا اللقاء، وأن الزعيمين اتفقا على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط لاستقرار سورية، لكنهما استغرقا في بحث «كيفية القيام بذلك»، وهو ما حمل أوباما على القول بعد اللقاء: «نحن الاثنان قلقان حول الوضع في سورية، وسنستمر في دعمنا للمعارضة المعتدلة هناك، ونعتقد أنه سيكون مستحيلاً تثبيت الوضع في هذا البلد الى ان يتم انتقال الأسد، الذي خسر شرعيته، الى خارج السلطة». وأضاف أوباما: «كيف نصل الى هذه النتيجة هو سؤال يطرح تحدياً كبيراً، ولقد تبادلنا الأفكار حول كيف يمكن التوصل لذلك».
&
وتضيف المصادر أن أمير قطر قال لمضيفه إن «الموضوع الفلسطيني هو في أولويات الدوحة». لكن بسبب الحساسية بين أوباما ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو – الذي يزور واشنطن قريباً ويقاطعه الرئيس الأميركي – يبدو ان أوباما تفادى ذكر الموضوع الفلسطيني، ما حمل الشيخ تميم على القول بعد اللقاء انه لن يكرر ما قاله أوباما حول الملفات التي تم التطرق اليها، لكن الأمير أضاف: «تحدثنا أيضاً عن الوضع في فلسطين، وحول عملية السلام وحول ما هو الأفضل للفلسطينيين، وهو الموضوع المهم في الشرق الأوسط، وعلينا أن نجد حلاً لفلسطين، وأنا سعيد أن أعلم وأن اسمع منك (متوجهاً لأوباما)، أنك ملتزم العملية السلمية في فلسطين».
&
الجزء الأكبر من اللقاء، حسب الأوساط الأميركية، تركز حول الحرب التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وعضوية 60 دولة، منها قطر، ضد تنظيم «داعش»، حيث كرر أوباما انه لا يمكن إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم عسكرياً فحسب، بل يجب تجفيف منابع تمويله وبث دعاية مضادة لدعايته.
&
وتطرق الزعيمان الى موضوع هزيمة التنظيم في العراق، فكرر أوباما لازمة ان الاستقرار هناك يرتكز الى إعطاء «فرصة لجميع مكونات الشعب العراقي – السنة والشيعة والكرد – للعيش معاً بسلام».
&
كذلك، شمل الحديث الازمات في ليبيا واليمن، فعلّق أوباما بالقول انه «كلما عملنا مع دول أكثر في المنطقة لمحاولة العثور على حلول سياسية للمشاكل، كلما تمكنا من تقليص التوتر الطائفي في المنطقة وعزل العنف المتطرف».
&
عن إيران، قال أوباما: «دار بيننا نقاش
&
مفيد جداً عن إيران والمفاوضات الدائرة حالياً في محاولة تقليص إمكانية حصول إيران على السلاح النووي، وهذه مفاوضات جارية، ووضعت الأمير في الصورة وأكدت له ان هدفنا هو ان نكون قادرين على التحقق من انه ليس لدى إيران سلاح نووي، وأننا سنستمر بالضغط على إيران حول أفعالها الأخرى في المنطقة، والتي غالباً ما يكون لها تأثيرات مزعزعة للاستقرار».
&
لكن قبل أن يستطرد الرئيس الأميركي في توجيه النقد لطهران، استدرك: «لكننا نفضل ان نحل قضايا كثيرة (مع الإيرانيين) عن طريق الديبلوماسية، وأنا أعلم أن الدوحة تشاركنا الرأي».